في يوليو عام 2006 تعرضت لبنان لعمليات تدمير استهدفت بنيتها الاساسية وغرقت بيروت وضواحيها في ظلام دامس قبل ان يعيش اهلها علي مولدات الكهرباء الصغيرة بعد قصف محطات الكهرباء ووقتها كان الدعم المصري بلا حدود فقد تم شحن محطة كهرباء كاملة لانار ة العاصمة اللبنانية علي ظهر سفينة شحن ضخمة يرافقها اطقم فنيين ومهندسين غير مستشفي ميداني كامل.. شملت عمليات القصف كل الكباري التي تربط العاصمة بباقي المدن بحيث اصبحت معزولة الابالمرور لمسافات طويلة. كانت عملية التدمير التي تعرض لها لبنان وعرفت بعنوان " لو كنت أعلم" بمثابة عملية تأديب وانتقام شرس من البربرية الاسرائيلية ردا علي عملية لحزب الله تم خلالها آسر جنديين ومقتل ثلاثة وكان هدف حزب الله استخدام الاسري في عقد صفقة لتبادل ولكن جاء الرد الاسرائيلي عنيفا ومدمرا لكل شيئ ولذلك قال حسن نصرالله وقتها لوكنت أعلم ان عملية الاسر سيترتب عليها ماحدث ما قمنا بها وكانت هذه الجملة التي نطقها حسن نصرالله سببا في تسمية الحرب الاسرائيلية علي لبنان .. كلفت من جريدتي "آخبار اليوم" بالسفر وتغطية انباء الحرب الدائرة وبالطبع ذهبت الي أكثر المناطق استهدافا وتدميرا وهي الضاحية الجنوبية وخاصة حارة حريك وبالمناسبة هي ليس كما يعتقد البعض انها مجرد شارع صغير وانما هي شارع رئيسي كبير يتفرع منه شوارع عديدة ولكن حريك نفسها بها المقر الرئيسي لحزب الله وكل القطاعات التابعة له مثل تلفزيون المنار والاذاعة وغيرها يومها وجدت العديد من العمارات وقد تم تسويتها بالارض وتطلب الامر ايام طويلة لرفع ركام الانقاض بواسطة معدات ثقيلة. اقرأ أيضًا: فيديوجراف| اغتيال حسن نصر الله.. من هو رجل حزب الله الأول؟ اكتشفت وقتها ان منطقة الضاحية تقف فوق شبكة ضخمة من الانفاق التي تسمح بمرور السيارات والتي تنقل ركابها الي خارج بيروت وهذه الانفاق هي الطرق الوحيدة التي يجتازها حسن نصر الله في تنقلاته كحلقة من حلقات التأمين التي تتم للحفاظ علي حياته بل أنني تعرضت شخصيا لتطبيق هذه المنظومة التأمينية في زيارة تالية وبسببها تم الغاء لقائي المرتب مع حسن نصرالله فقد رصدت المراقبة اللصيقة لي من عناصر مخابرات الحزب المصاحبة لي دون شعوري بها أنني قد ثرثرت مع اصدقاء لي في سوريا وقبل توجهي للقاء نصرالله في الضاحية الجنوبية بدقائق تم الغاء اللقاء بحجة انه ربما علم عملاء الموساد بأمر اللقاء فيتتبعوني لمعرفة موعد ومكان اللقاء ليتم استهدافه في الحال. اعود لزيارة حارة حريك حيث تعايشت لعدة ايام مع اعضاء الحزب وعلمت ان قيادات الحزب تتمركز عادة لمنع استهدافها فيما يشبه الدشم المحصنة ضد قصف الغارات الجوية اسفل المباني وتضمن المنظومة الامنية وقتها عدم الاختراق لها من عناصر معادية فمجرد دخول أي غريب للحارة حتي تتلقفه كل العيون ايا كان اصحاب هذه العيون سواء كان صاحب متجر آو بائع آو سائق فالجميع هنا مدرب ومؤهل للعمل داخل المنظومة الامنية. يوم الجمعة الذي تلي الغارات دعا حسن نصرالله الجميع سنة وشيعة لصلاة واحدة سويا وقضينا بالطبع صلاتنا بدون آية طقوس شيعية بتوجيه من نصرالله نفسه لتأكيد وحدة الوطن. ولن انسي سيارة نقل الاموال المصفحة التي قدمت من ايران في الجنوب اللبناني وقد وقف حولها عناصر حزب الله ومعهم قوائم بأسماء السكان المضارين في القصف الاسرائيلي وتسليمهم مبالغ كبيرة من الدولارات الامريكية علي سبيل التعويض خاصة بعد حملة الهجوم علي الحزب بأنه السبب فيما تعرض له الوطن اللبناني. رصدت خلال تغطيتي الحرب ان الخسةوالدموية لم تقف عند الغارات الوحشية التي قتلت اكثر من الف شهيد فقد القت الطائرات الاسرائيلية الالاف من الشراك الخداعية مثل عرائس الاطفال ومنها ما علي شكل صخور ادي انفجارها الي سقوط مئات الضحايا قبل انطلاق التحذيرات بتجنب هذه الشراك الخداعية. نجا حسن نصرالله في غارات 2006 ولكنه لم ينجو هذه المرة ملحوظة أخيرة ..وهي من خلال اقترابي من حزب الله بحكم عملي الصحفي علمت أن ادارة الحزب تتم وفقا لمنظومة تتوقع أسوأ التوقعات فهو يعد كوادره التي تتحمل المسئولية الي حتي الصف العاشر بحيث لا يتأثر الحزب سلبا بما قد يتعرض له قادته جراء أي ظروف