في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم الرقمي، يعد الذكاء الاصطناعي أحد العناصر الأساسية التي تُشكل ملامح حياتنا اليومية وتؤثر على مختلف جوانبها، بما في ذلك أمن المعلومات وحماية الخصوصية. ومع التوسع المتزايد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات، يبرز السؤال: كيف يمكننا حماية بياناتنا الشخصية من التهديدات الرقمية المتزايدة؟ صورة أرشيفية - الذكاء الاصطناعي بوابة أخبار اليوم حاورت الدكتور هشام خلف الله، مسؤول مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي والميتافيرس برابطة الجامعات الإسلامية، ومؤسس مشروع "ميتالايف ميتافيرس". بخبرته الواسعة في مجال تطبيقات الميتافيرس و الذكاء الاصطناعي، سيقدم لنا رؤى قيمة حول مستقبل أمن المعلومات، وكيفية مواجهة التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على حياتنا الرقمية. نرحب بك، السيد هشام، ونتطلع للاستفادة من خبراتك في هذا المجال الحيوي. ونبدأ هذا الحوار بالحديث عن التطور السريع للذكاء الاصطناعي، كيف ترى مستقبل أمن المعلومات في ظل هذا التوسع، وتأثيره على حياتنا الشخصية؟ شكرًا على الاستضافة. بلا شك، الذكاء الاصطناعي يقدم العديد من الفوائد ويساهم في تحسين جوانب كثيرة من حياتنا، لكنه في الوقت نفسه يشكل تحديات كبيرة فيما يتعلق بأمن المعلومات. مستقبلاً، سيكون هناك تصاعد في محاولات استغلال البيانات الشخصية من قبل الجهات التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بطرق غير أخلاقية. لذلك، من الضروري أن نكون أكثر وعيًا وحرصًا على حماية خصوصيتنا الرقمية، والابتعاد عن الأخطاء التي يمكن أن تعرضنا للاختراقات. كيف تستخدم تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي الذكاء الاصطناعي لجمع المعلومات عن المستخدمين؟ وهل لديك أمثلة عملية على هذه الحالات؟ تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستخدمين، سواء من خلال المنشورات، التفاعلات، أو حتى مدة استخدام التطبيق. على سبيل المثال، تقوم بعض التطبيقات بتحليل ما تنقر عليه، أو ما تبحث عنه، لتتعرف على اهتماماتك وتعرض لك محتوى وإعلانات تتناسب مع هذه الاهتمامات. هذه البيانات قد تبدو بسيطة، لكنها تكوّن ملفًا شاملاً عن حياتك واهتماماتك، والذي يمكن أن يكون ذا قيمة كبيرة للشركات وأحيانًا للجهات التي تسعى لاستغلال هذه المعلومات بطرق ضارة. ما هي أبرز الأمثلة عن حالات اختراق استخدمت الذكاء الاصطناعي للوصول إلى المعلومات الشخصية؟ أحد أبرز الأمثلة هي الهجمات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل الهندسة الاجتماعية، حيث يتم استخدام البيانات التي تُجمع من حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي لإنشاء هجمات موجهة تستهدفنا بشكل أكثر دقة. مثال آخر هو استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير برمجيات ضارة "ذكية" تتعلم من سلوك المستخدم وتتكيف معه، مما يجعل اكتشافها وإيقافها أكثر صعوبة. ما هي الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الأشخاص والتي تسهل هذه الاختراقات؟ من الأخطاء الشائعة استخدام كلمات مرور ضعيفة أو إعادة استخدام نفس كلمة المرور عبر مواقع متعددة، بالإضافة إلى قبول طلبات الصداقة من أشخاص غير معروفين، أو مشاركة معلومات شخصية بشكل مفرط على الإنترنت. أيضًا، عدم تحديث البرامج بانتظام يجعل الأجهزة أكثر عرضة للهجمات. ما هي الخطوات التي يمكن أن نتخذها لحماية أنفسنا من هذه التهديدات؟ أولاً، استخدام كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب، وتفعيل خاصية المصادقة الثنائية. ثانيًا، الحذر من الروابط والملفات المرفقة غير المعروفة، وعدم مشاركة معلومات حساسة على الإنترنت. وأخيرًا، الحرص على تحديث جميع التطبيقات والبرامج بانتظام لضمان حمايتها من الثغرات الأمنية. الذكاء الاصطناعي كيف يمكن تعزيز الوعي بأمن المعلومات في مجتمعنا؟ يمكن تحقيق ذلك من خلال نشر ثقافة أمن المعلومات عبر وسائل الإعلام، وإدخال مفاهيم الأمن السيبراني في المناهج التعليمية، وتقديم دورات تدريبية وورش عمل حول كيفية حماية الخصوصية الرقمية. شكراً لك، على هذه المعلومات القيمة. هل هناك نصيحة أخيرة تود تقديمها لمستمعينا حول كيفية حماية أنفسهم في ظل هذا العصر الرقمي؟ نعم، أود أن أؤكد على أهمية الوعي والمعلومات. نحن نعيش في عصر تكون فيه المعلومات هي الثروة الحقيقية. كلما كنا أكثر وعيًا بكيفية حماية أنفسنا، كنا أقل عرضة للاستغلال. لذلك، احرصوا على متابعة التطورات في مجال أمن المعلومات، وكونوا حذرين عند مشاركة أي شيء عبر الإنترنت ، لقد أصبح واضحًا أن حماية بياناتنا الشخصية وصون خصوصيتنا يتطلب منا وعيًا أكبر وإلمامًا بالتحديات التي تفرضها هذه التقنيات المتقدمة. اقرأ أيضا انتخابات أمريكا 2024| قوانين تحصين صناديق الاقتراع من الذكاء الاصطناعي