فى تطور مهم أطلق «حزب الله» صاروخا بالستيا على تل أبيب. أعلن الحزب أنه استهدف مقر المخابرات الإسرائيلية «الموساد» التى حملها مسئولية انفجارات اجهزة «البيجر» واللاسلكى واغتيال القيادات العسكرية للحزب. بينما أقرت «تل أبيب» بالحادث لكنها قالت إن منظومة الدفاع الجوى تصدت للصاروخ واسقطته. وهذه هى المرة الأولى فى هذه الحرب التى تصل فيها الصواريخ من لبنان لتضرب تل أبيب.. حتى الآن كان الحزب ملتزما بقواعد الاشتباك السائدة منذ بداية الحرب رغم انتهاكات إسرائيل وجرائم الحرب التى ترتكبها واستهدافها للمدنيين. صواريخ حزب الله كانت - حتى الآن- من الأنواع قصيرة المدى، والأهداف كانت هى القواعد والمطارات والمنشآت العسكرية، والمدى كان حتى حدود «حيفا» على أقصى تقدير. الآن يبدأ مع الصاروخ الجديد فصل آخر فى المواجهة. اللافت أن حزب الله اكتفى بصاروخ واحد ليقول إنه قادر على ضرب تل أبيب إذا أراد، لكنه لم يفعل حتى الآن. قال الحزب بوضوح إن المعلومات عن أدق المواقع العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية فى حوزته وفى حوزته أيضا الصواريخ القادمة قادرة على تدميرها. كانت الضربة رسالة تكذيب قاطع لما روجته إسرائيل بأنها دمرت القوة الصاروخية للمقاومة اللبنانية وهى تقتل المدنيين اللبنانيين وتدمر قرى الجنوب. قيادات إسرائيل كانت تعرف ذلك وهى تردد روياتها الكاذبة لكن المفاجأة كانت لجمهور الإسرائيليين الذين انتظروا العودة السريعة للشمال فوجدوا صواريخ المقاومة تضرب ضواحى تل أبيب!! كالعادة.. يدخل نتنياهو الحرب ولا يعرف كيف ينهيها«!!» يقتل ويدمر لكنه لا يملك رؤية سياسية للحرب، ولا يعرف إلا أنها وسيلته فى البقاء ولو كان الثمن هو تهديد أمن إسرائيل.. وربما وجودها«!!».. هذه المرة لا تخفى الحليفة الكبرى والحامية الأساسية لإسرائيل «الولاياتالمتحدة» مخاوفها، وتكرر تحذيراتها التى خرجت للعلن بأن الحرب الشاملة لن تكون فى مصلحة إسرائىل.. ومع ذلك يستمر التصعيد الإسرائيلي، ويهدد نتنياهو بأنه لن يكتفى بالهروب من حرب إلى حرب، بل سيسعى لتغيير الشرق الأوسط كله. بينما لو نظر تحت قدميه فقط لرأى شظايا صاروخ يضرب تل أبيب!!