حسناً ما فعلته اللجنة المشكلة لترشيح الفيلم المصرى المشارك ضمن منافسات الأوسكار من إصدار بيان فى نهاية عملها، تؤكد فيه أن اختيار الفيلم لم يكن مهمة سهلة أبداً، لسيطرة الأفلام التجارية الضعيفة على الإنتاج السينمائى، وذكرت فى بيانها أن الأمر يتطلب وقفة جادة من الجهات السينمائية المسئولة للتصدى لهذه الأفلام التى باتت تسىء لصناعة السينما المصرية العريقة. هذا البيان الذى أصدرته نقابة المهن السينمائية التى تنظم عملية الترشيح برئاسة النقيب مسعد فودة، الذى ذكر خلاله أن جلسة التصويت على ترشيح الفيلم شهدت جدلاً واسعاً بين أعضائها من صناع الأفلام والنقاد بسبب مستوى الأعمال، الأمر الذى دفعهم لمناشدة الجهات المسئولة وشركات الإنتاج والمنتجين الأفراد، للاهتمام بمضمون ومستوى الفيلم المصرى الذى يمثل عصب صناعة السينما حتى ينافس بقوة، وهى وقفة مهمة للجنة التى تشرفت بأن أكون أحد أعضائها. لقد اختارت اللجنة بالأغلبية فيلم «رحلة 404» لبطلته النجمة منى زكى ومخرجه هانى خليفة، وهو اختيار مهم بالتأكيد لعمل توافرت له عناصر التميز، عبر رؤية فنية لمخرجه واختيار موفق للفنانة منى زكى التى أجادت ببراعة التعبير عن أزمة البطلة التى تتطلع لأداء فريضة الحج والتوبة عن أخطاء الماضى، لكنها تعود مضطرة لذلك الماضى، الذى شاركها فى بطولته خالد الصاوى ومحمد فراج ومحمد ممدوح. وقد حقق الفيلم نجاحاً وتصدر الإيرادات وقت عرضه فى مصر والدول العربية، كما حظى بتصنيف 7.9 على موقع «أى ام دى بي» أحد أهم المواقع السينمائية الدولية، كما حظى بإشادات نقدية من كبار النقاد فى كل الدول التى عرض بها. نتمنى للعمل التوفيق فى رحلته إلى الأوسكار المحفوفة بالمنافسات القوية ضمن فئة أفضل فيلم دولى، وهى الرحلة التى خاضها مراراً المنتج محمد حفظى ويدرك كواليسها والتربيطات التى تحدث فيها، بعدما اقترن اسمه كمنتج بأكثر من عمل ترشح ممثلاً للسينما المصرية. يبقى من المهم أن تواصل نقابة المهن السينمائية دورها فى تحويل هذا البيان إلى قرارات بالتنسيق مع غرفة صناعة السينما والجهات السينمائية المسئولة، وحث شركات الإنتاج على تقديم أفلام تحمل قيمة فنية تجعلها قادرة على المنافسة محلياً ودولياً، خاصة فى ظل وجود مواهب حقيقية تزخر بها السينما المصرية.