يُعد المتحف المصري الكبير، أحد أكبر وأهم المشروعات الثقافية في تاريخ مصر الحديث، فهو يجسد التزام الدولة بالحفاظ على التراث الثقافي والمساهمة في نشره عالميًا، ويهدف أيضا إلى أن يكون مركزًا عالميًا لدراسة وعرض التراث المصري القديم. ويضم المتحف مجموعات أثرية تغطي آلاف السنين من تاريخ مصر، بما في ذلك تمثال الملك رمسيس الثاني الضخم، والذي تم نقله بعناية إلى المدخل الرئيسي للمتحف، ليكون أول ما يراه الزوار عند دخولهم. ومن بين الإنجازات المهمة التي تمت مؤخرًا في إطار التحضيرات لافتتاح المتحف، كانت عملية نقل مراكب الشمس، وهي واحدة من أعظم التحف الأثرية المرتبطة بتاريخ الفراعنة. ويُعد هذا المتحف أيضًا رمزًا للحداثة، إذ تم تجهيزه بأحدث التقنيات المتاحة لعرض الآثار، إضافة إلى قاعات خاصة للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، مما يجعله متاحًا لجميع الفئات. من جانبه، أعلن شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، عن اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير بشكل تجريبي، مع استثناء قاعات الملك توت عنخ آمون التي لا تزال في مراحل التحضير النهائي. وأكد الوزير أن هذا الحدث المهم يمثل نقلة نوعية في عرض التراث المصري، إذ سيتضمن المتحف العديد من القاعات المجهزة على أعلى مستوى لعرض الكنوز الأثرية التي لا مثيل لها في العالم. اقرأ ايضا| وزير السياحة: القطاع الخاص شريك أساسي في النهوض بالسياحية وكشف الوزير عن أنه سيتم عرض فيلم يوثق عملية نقل مراكب الشمس الشهيرة إلى المتحف، وهي العملية التي تمت بأيادٍ مصرية خالصة، مما يعكس مهارة وخبرة العاملين في قطاع الآثار والترميم في مصر. ◄ الافتتاح التجريبي للمتحف المصري الكبير ومن خلال الإعلان عن الافتتاح التجريبي، أكد الوزير شريف فتحي أن المتحف سيبدأ قريبًا في استقبال الزوار، وهو حدث طال انتظاره لعشاق التاريخ المصري والمهتمين بالحضارات القديمة. وأضاف أنه على الرغم من أن قاعات الملك توت عنخ آمون لن تكون جاهزة في هذه المرحلة التجريبية، إلا أن باقي المتحف سيكون مفتوحًا، بما في ذلك عدد من القاعات التي تحتوي على بعض أهم القطع الأثرية من مختلف العصور المصرية. ◄ توثيق نقل مراكب الشمس وتمثل مراكب الشمس أحد أهم الاكتشافات الأثرية في مصر، وقد وُجدت بالقرب من الأهرامات في الجيزة، ويُعتقد أن هذه المراكب كانت تستخدم في طقوس دينية مرتبطة برحلة الملك في العالم الآخر. ةعملية نقلها إلى المتحف المصري الكبير كانت عملية دقيقة للغاية استمرت على مدى سنوات، وتم خلالها استخدام أحدث الأساليب التكنولوجية لضمان حماية القطع الأثرية من أي تلف. الفيلم الوثائقي الذي يوثق هذه العملية سيتيح للزوار فرصة التعرف على الجوانب الخفية لهذا الإنجاز، مما سيعزز من فهمهم لأهمية هذه القطع الأثرية وقيمتها التاريخية. وأوضح الوزير شريف فتحي أن هذه العملية المعقدة بتوثيق نقل مراكب الشمس، تمت بأيادٍ مصرية بالكامل، وهو إنجاز يُفخر به نظرًا للتحديات التقنية والفنية التي واجهتها فرق العمل أثناء النقل. أضاف الوزير أن الفيلم الوثائقي الذي يوثق هذه العملية سيتم عرضه كجزء من التجربة التعليمية التي يقدمها المتحف للزوار. ◄ مكانة مصر في عالم الآثار أكد الوزير شريف فتحي خلال حديثه أن مصر تحتل مكانة فريدة في عالم الآثار، حيث تمتلك ما يزيد عن 35% من آثار العالم. هذه الثروة الهائلة من الآثار تجعل مصر واحدة من الوجهات الأكثر جاذبية للسياحة الثقافية في العالم. وأشار إلى أن المتحف المصري الكبير سيعزز من هذه المكانة من خلال تقديم تجربة فريدة للزوار، سواء كانوا من داخل مصر أو من الخارج. وأكد الوزير أن الآثار المصرية ليست فقط إرثًا للشعب المصري، بل هي إرث للبشرية جمعاء، وأن مصر ملتزمة بالحفاظ على هذا التراث وتقديمه للعالم بأفضل صورة. وأشاد الوزير بالدور الهام الذي يلعبه المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط، والذي يُعد إضافة مهمة للجهود الرامية إلى الحفاظ على التراث المصري. وأوضح أن مصر تمتلك العديد من المتاحف والمؤسسات الثقافية التي تهتم بالحفاظ على التراث وعرضه، لكنها بحاجة إلى مزيد من الدعم والاهتمام من المجتمع الدولي نظرًا للقيمة الثقافية الهائلة لهذا التراث. ◄ التنوع السياحي في مصر في سياق حديثه عن دور الآثار في تعزيز السياحة، أشار الوزير إلى أن مصر تمتلك مجموعة متنوعة من الأنماط السياحية التي تجعلها وجهة سياحية فريدة على مستوى العالم. فإلى جانب الآثار الفرعونية التي لا مثيل لها، تمتلك مصر شواطئ خلابة على البحرين الأحمر والمتوسط، وصحاري شاسعة توفر تجربة استثنائية لمحبي المغامرة، بالإضافة إلى نهر النيل الذي يُعد شريان الحياة لمصر عبر العصور. أكد الوزير أن هذا التنوع الفريد يجعل من مصر واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم، وأنه بالرغم من التحديات التي تواجه القطاع السياحي في المنطقة، فإن الحكومة المصرية ملتزمة بتطوير وتحسين البنية التحتية السياحية في البلاد لجذب المزيد من السائحين. ولفت إلى أن الوزارة تعمل باستمرار على تعزيز التعاون مع الدول الأخرى لزيادة عدد السياح القادمين إلى مصر، من خلال تنظيم حملات تسويقية فعالة وإقامة شراكات مع شركات السياحة العالمية. ◄ الحفاظ على التراث وأشار الوزير شريف فتحي أن مصر ماضية في تعزيز مكانتها على الخريطة السياحية العالمية، وأن المشاريع الكبرى مثل المتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة وغيرها من المشروعات الثقافية ستلعب دورًا حيويًا في جذب المزيد من السائحين وتعزيز الاقتصاد الوطني. وأكد إلى أن وزارة السياحة والآثار ستواصل جهودها في الحفاظ على التراث المصري وتقديمه للعالم بأفضل صورة ممكنة، مع التركيز على تقديم تجربة سياحية شاملة ومتكاملة للزوار من جميع أنحاء العالم. هذا اللقاء، الذي جمع بين الصحفيين والمسؤولين في قطاع السياحة والآثار، شكل فرصة لعرض الإنجازات الحالية والمستقبلية، وأكد مجددًا على التزام مصر بالحفاظ على تراثها الثقافي والترويج له عالميًا.