رسائل قوية اطلقها اجتماع وزراء الخارجية العرب الذى عقد هذا الأسبوع بالقاهرة ، حول القضية المركزية؛ القضية الفلسطينية فى ظل استمرار جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة على مدار أكثر من 11 شهرا وفقد خمسة وأربعين ألف مدنى فلسطينى بين شهيد وجريح ومفقود. أولى الرسائل ما اعلنه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الوزراء العرب قرروا خلال الدورة ، أن تكون القضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى الموضوع الرئيسى والوحيد فى الاجتماع حيث «تم الاتفاق على تأجيل أى قرار سياسى آخر مطروح الاجتماع فى مارس القادم، وذلك لإعطاء الفرصة والتركيز على نقاش مكثف بشأن القضية الفلسطينية والاتفاق على رؤية عربية فيما يتعلق بفلسطين قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة». «خلاصة القول، إنه كان يوما فلسطينيا، حيث أراد الوزراء تأجيل القضايا الأخرى رغم أهميتها لتوجيه كل الزخم للقضية الفلسطينية». الملاحظة الثانية الشخصيات الدولية البارزة، التى حضرت الاجتماع والتى تعكس أهمية الاجتماع وأهمية بيت العرب كمكان تتجمع فيه إرادة العرب حيث حضر هاكان فيدان وزير خارجية الجمهورية التركية، وجوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، وفيليب لازارينى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لوكالة الأونروا، وسيغريد كاغ وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار فى غزة. أما الملاحظة الثالثة فهى الحضور العربى ومستوى التمثيل حيث حضر حوالى 21 وزيرا عربيا وهو ما يعنى حرص الدول العربية على مواقف قوية نحو القضية. السفير بدر عبدالعاطى وزير خارجية مصر يحضر لأول مرة الاجتماع الوزارى العربى ، والذى ابدى نشاطا ملحوظا داخل أروقة الجامعة وخارجها وسط ترحيب كبير من جانب الأمين العام للجامعة العربية والوزراء العرب. أبو الغيط وجه رسائله للجميع لم يستثن أحدا قائلا إن القوى الكبرى إما لا ترغب فى ممارسة الضغط على الاحتلال، وإما أنها لا تستطيع إيقاف هذه البلطجة والوحشية، فيما أن هدف الاحتلال يتعدى الانتقام، والغاية أبعد من مجرد الإخضاع والترويع، فلدى الاحتلال وهم أنه باق. أما رسالة الأمل التى قالها أبوالغيط والتى تلقفها عقلى وقلبى فهى أن الدولة الفلسطينية البازغة القادمة قريبة لا ريب فيها، ليس خلال عقود ولا سنوات، ولكن قريبة أراها رأى العين. كل ما أتمناه هو ضغط الدول العربية بكل السبل وتوحيد مواقفهم من أجل وقف هذا النزيف الذى يجرى فى غزة .