هناك وجود لافت لعدة حقائق تفرض وجودها على أرض الواقع، فى المأساة الإنسانية الجارية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، فى ظل العدوان الإسرائيلى الإرهابى واللاإنسانى المستمر على قطاع غزة، طوال الأحد عشر شهراً الماضية وحتى الآن. أولها.. الموقف الدولى الذى أصبح عاجزاً بفعل فاعل، عن اتخاذ موقف إيجابى يضع نهاية للعدوان الهمجى والإرهابى الإسرائيلى المستمر، رغم دخوله شهره الحادى عشر منذ بدايته فى السابع من أكتوبر الماضى. وثانيها.. التأييد والمساندة الأمريكية التامة للعدوان الإسرائيلى الإجرامى على غزة، ومنع إدانتها وتوفير الحماية الكاملة لها، والحيلولة دون تطبيق قرار مجلس الأمن القاضى بوقف فورى لإطلاق النار، ووضع نهاية لحرب الإبادة والمجازر التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى. وثالثها.. انكشاف ووضوح أبعاد المخطط الإسرائيلى الرامى إلى تصفية القضية الفلسطينية، على حساب الدول العربية، عن طريق التهجير القسرى للفلسطينيين إلى مصر والأردن،...، وهو المخطط الذى فشل وتم وأده بإعلان مصر الواضح، رفضها القاطع لكل المحاولات الساعية لتصفية القضية الفلسطينية، وتأكيدها عدم السماح بالمساس بالتراب الوطنى لمصر فى سيناء أو غيرها بأى حال من الأحوال،...، واعتبار ذلك خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. ورابعها.. انكشاف وسفور حقيقة العلاقة العضوية الأمريكية الإسرائيلية، فى ظل الانحياز الأمريكى الكامل لإسرائيل، وتأييدها اللامحدود مادياً وعسكرياً ومعنوياً لعدوانها الإجرامى على الشعب الفلسطينى. وخامسها.. أصبح مؤكداً أن على العالم كله وأمريكا فى المقدمة، الإدراك أن المنطقة العربية والشرق أوسطية، لن تشهد استقراراً وأمناً وسلاماً، دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، التى هى جوهر الصراع فى المنطقة، وهى قضية القضايا لكل العرب. وسادسها.. أن السلام العادل والشامل والدائم فى المنطقة يتحقق فقط بحل الدولتين، وفقاً للمبادرة العربية للسلام، وذلك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967 فى الضفة الغربيةوغزة وعاصمتها القدس العربية.