في خضم المخاوف المتزايدة بشأن تأثيرات بعض أدوية السكري الشائعة على الصحة النفسية، توصلت دراستان حديثتان إلى نتائج مطمئنة. ركزت هذه الدراسات على عقار "سيماجلوتيد"، المعروف بفعاليته في علاج السكري وإنقاص الوزن، ونفت ارتباطه بزيادة خطر الاكتئاب أو الانتحار. وتشير النتائج الجديدة إلى أن هذا الدواء آمن من الناحية النفسية، مما يخفف من القلق السابق حول تأثيراته الجانبية، بحسب ما جاء من ميديكال إكسبريس. أظهرت دراستان حديثتان أن عقار "سيماغلوتيد"، الذي يستخدم لعلاج مرض السكري والذي اشتهر بقدرته على إنقاص الوزن، لا يرتبط بزيادة خطر الاكتئاب أو الانتحار. وقد تركزت المخاوف سابقًا حول الأدوية التي تُباع تحت أسماء تجارية مثل "أوزيمبيك" و"ويجوفي"، حيث كان هناك قلق من أنها قد تؤدي إلى تفاقم الأفكار الانتحارية أو إيذاء النفس. وفي العام الماضي، أطلقت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) تحقيقًا بعد تسجيل نحو 150 حالة محتملة من الأفكار الانتحارية وإيذاء النفس نتيجة استخدام نظائر GLP-1، لكن، بناءً على البيانات المحدودة المتاحة في ذلك الوقت، لم يجد الباحثون أي روابط واضحة بين استخدام هذه الأدوية وتلك المشكلات النفسية. ◄ اقرأ أيضًا | هل بداية فصل الخريف تسبب الشعور بالاكتئاب؟ ومؤخرًا، تمكن الباحثون في معهد كارولينسكا من دعم هذه النتائج بعد تحليلهم لكميات كبيرة من البيانات التي جُمعت من أشخاص في السويد والدنمارك، والذين عولجوا بنظائر GLP-1، وصرح بيورن باستيرناك، الباحث الرئيسي في الدراسة، بأن التحليل لم يظهر أي صلة واضحة بين استخدام هذه الأدوية وزيادة خطر الانتحار أو إيذاء النفس أو الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق. تضمنت الدراسة ما يقرب من 300 ألف شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 18 و84 عامًا، والذين بدأوا العلاج بنظائر GLP-1 أو مثبطات SGLT2 (نوع آخر من أدوية السكري) خلال الفترة من 2013 إلى 2021، وبعد متابعة استمرت أكثر من عامين، لم تظهر أي زيادة واضحة في معدل حدوث الانتحار أو إيذاء النفس أو اضطرابات الصحة النفسية بين مستخدمي هذه الأدوية. رغم هذه النتائج المطمئنة، أكد بيتر أويدا، الأستاذ المساعد والمشارك في الدراسة، على أهمية إجراء دراسات إضافية مع جمع المزيد من البيانات لضمان الدقة واستبعاد أي مخاطر محتملة. تعتبر هذه النتائج تطورًا إيجابيًا في تأكيد سلامة عقار "سيماغلوتيد" من الناحية النفسية، خاصة مع استمرار المخاوف المتعلقة بالصحة النفسية لبعض أدوية السكري، ومع ذلك، لا يزال الباحثون ينادون بإجراء المزيد من الدراسات لضمان تقديم أدلة أكثر دقة حول تأثيرات هذه الأدوية على الصحة النفسية.