كثيرًا ما كنت أسمع البعض يتحدثون عن موضوعات هزلية تتعلق بالعلاقات الأسرية، مثل أحقية خروج المرأة دون إذن زوجها، أو بياتها خارج المنزل أيضا دون إذن الزوج، أو أنها غير مطالبة بإعداد الطعام لزوجها، وغيرها من الموضوعات الغريبة التى لا محل لها من الإعراب، وكنت أسمع هذا الكلام وكأن لم أسمعه، واعتبره مجرد كلام تطلقه ناس فاضية، ليس لديها ما يشغلها، وبتضيع وقتها فى الكلام، كان هذا هو يقينى، حتى عايشت مشكلة زوجين حديثى الزواج، هما ابنة وابن صديق عمر لى، بسبب هذه الخزعبلات، فى البداية لم أكن أصدق ما سمعته حول سبب الخلاف بين الزوجين والذى ينذر بهدم منزلهما الذى لم يمر عليه نحو العامين، فالزوجة ترفض إعداد الطعام لزوجها وتقول إنها غير مسئولة عن ذلك، ولا يوجد ما يلزمها بذلك، وأنها تعمل مثل زوجها وبالتالى فلا يوجد أى فارق بينهما، كذلك هى غير مسئولة عن نظافة الشقة، ولماذا تتحمل هذا العبء،ويعيش هو سلطان زمانه، وبالطبع، يرفض الزوج كل ما تقوله زوجته ويؤكد أنها تسلبه حقوقه، المفاجأة الأولى لى كانت فيما قالته الزوجة، إن شيوخًا هم من يؤكدون على ذلك، ويؤكدون على ضرورة عدم تفريط المرأة فى حقوقها، شيوخًا تشاهدهم على الفضائيات!. وكانت الصدمة الثانية فى موقف والديها اللذين وجدتهما يوافقانها الرأى، وبدلا من أن يكون الحديث عن ضرورة التعاون بين الزوجين، فلا أحد يطلب من الثانى ما يفعله، ولكن كليهما يقدم ما يستطيع بكل الحب والرضاء، لتستمر الحياة، وجدت الأب الذى أعرفه خير المعرفة وأعرف أسرته وأصول تربيته الريفية، يقول لى لماذا هى التى «تخدمه»! الحقيقة لم أصدق ما أسمعه، ووجدتهم يحضرون لى مشاهد فيديو مسجلة لشيوخ ولسيدات يتحدثون عن موضوعات أغرب من الغرابة ويدعون أنهم يتحدثون باسم الدين؟!. وتركت المكان والصدمة تسبقنى، وأنا أسأل نفسى، لماذا لم نكن نسمع مثل ذلك الكلام من قبل؟. وهل يعى من يطلقون فتاوى خراب البيوت تلك، إنهم يخربون منازل ويهدمونها على رأس من فيها، المؤكد أنهم يعلمون!.