بادرة طيبة ومبشرة التى قام بها وزير الثقافة الجديد د. أحمد فؤاد هنو بدعوة محررى الثقافة للقائه فى حوار مفتوح، وهى خطوة أكدت إيمانه بالدور الذى يقوم به الإعلام فى توصيل رسالة الثقافة، وضرورة المكاشفة فى المشكلات التى يواجهها العمل الثقافى، وقد عكست منهجه فى المواجهة والسعى للعمل وفق رؤية محددة. فقد أكد الوزير خلال اللقاء أهمية التعاون مع المؤسسات الصحفية حتى تصل رسالته كوزير بات مسئولا عن العمل الثقافى فى مصر، لافتا إلى أن الصحافة تعد منبرا مهما يمكن من خلاله قياس مدى تحسن البيئة الثقافية. وأتوقف هنا أمام ما قاله وما يقوم به، وكشف عن اهتمامه بصناعة السينما، وقد كان صادقا حين قال إن السينما المصرية ليست فى أفضل حالاتها وأنها تتطلب نهضة مؤسسية، مشيراً إلى أزمتها على صعيد الكتابة مدللاً بصعوبة ترشيح فيلم مصرى للمنافسة على جوائز أوسكار أفضل فيلم دولى، وهو ما سبق وطرحناه قبل أسابيع فى هذا المقال تحت عنوان «وزير الثقافة والسينما». لقد قال الوزير إنه مشاهد جيد للسينما وقارئ جيد للنقد السينمائى، ولفت إلى أن حقبة الخمسينيات والستينيات تصدى لكتابة أفلامها أدباء كبار أثروها بمؤلفاتهم أمثال نجيب محفوظ ويوسف السباعى وعبد الرحمن الشرقاوى وهو ما يشير لإيمانه بدور الأدب فى إثراء السينما، مؤكدا أن أزمة السينما حاليا هى أزمة ورق (الفكرة والسيناريو الجيد). وكشف أن العمل يجرى حاليا لتأسيس قطاع خاص بالسينما داخل وزارة الثقافة سيكون معنيا بكل فنون وصناعة السينما وأنه سيكون مهمته فى البداية تنفيذ أفلام قصيرة يتبعها تنفيذ أفلام طويلة وأنه سيدفع بعناصر جديدة فى مجالات الكتابة والإخراج وكل عناصر الفيلم السينمائى، مشيرا إلى اتجاه لإعادة هيكلة الشركة القابضة للسينما التى لم تحقق النتائج المرجوة منها، بل تراكمت عليها الديون. لقد أعلن الوزير أن هدف وزارته الراهن هو وضع بنية أساسية تستمر أجيالا وأجيالا بعدما فشل النهج الفردى فى إحراز طفرات سينمائية، وهذا أمر حقيقى بالفعل. لا شك أنها مبادرة جادة وجريئة من الوزير الشاب، أتصور أن تتبعها لقاءات أخرى مع صناع الأفلام، وسوف تؤتى حتماً ثمارها القريبة والبعيدة على صعيد استعادة السينما المصرية العريقة لريادتها.