عواصم - وكالات الأنباء تسود حالة من الترقب لإعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن مقترحا جديدا حول الهدنة فى غزة، والمزمع الإعلان عنه هذا الأسبوع يتوقع غدًا الجمعة - بعد أن دعت الولاياتالمتحدة إلى الإسراع وإظهار المرونة بهدف إبرام الاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: «خلال الأيام المقبلة، ستواصل الولاياتالمتحدة التواصل مع شركائها فى المنطقة مصر وقطر- بهدف الوصول إلى اتفاق نهائى». ولا يزال محور فيلادلفيا الحدودى بين مصر وغزة، نقطة خلاف رئيسية فى المفاوضات، إذ ترفض القاهرة وحماس أى وجود للاحتلال فيه بينما يتمسك رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ببقاء قواته فيه. وفى القلب قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: «نحن نعارض وجودًا طويل الأمد لقوات إسرائيلية فى غزة». وأوضح أن التسوية الأخيرة التى قبلتها حكومة الاحتلال تنص على انسحاب الجيش الإسرائيلى من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، بما فى ذلك محور فيلادلفيا. ومع رفضه الانصياع لضغوط داخلية وخارجية متزايدة لإبرام الاتفاق، تعهد نتنياهو بمواصلة القتال لتحقيق أهداف الحرب التى تقترب من إتمام شهرها الحادى عشر. وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن نتنياهو «أصدر أوامر للجيش بالاستعداد لاحتمالية تولى مسئولية توزيع المساعدات الإنسانية فى قطاع غزة بدلا من المنظمات الإنسانية». اقرأ أيضًا| سقط من حسابات أمريكا والمجتمع الدولي.. فيلادلفيا يقصم ظهر نتنياهو وتعنى هذه الخطوة إمكانية تشكيل حكومة عسكرية إسرائيلية فى القطاع، والتى من المتوقع أن تكلف عشرات مليارات الشواكل سنوياً. إلا أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية اعترضت على الفكرة على أساس أنها تشكل خطرًا على جنود الاحتلال الذين فى مثل هذه الحالة سيتجولون فى القطاع ويوزعون المواد الغذائية على سكان غزة. من جانبه، حذر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد من أن بقاء حكومة نتنياهو يعنى استمرار الحرب، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحتاج إلى إنهاء هذه الحرب بشروطها الخاصة وإتمام صفقة المحتجزين وإغلاقها. وقال «لابيد»: «إنهاء الحرب فى مصلحة إسرائيل أمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا». ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن مصدر فى حكومة الاحتلال، قوله إن «قرار نتنياهو ضد الصفقة كان منذ أسابيع واكتشف أن محور فيلادلفيا خدعة فعالة». وما بين تحركات بايدن وتعنت نتنياهو، أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية نقلا عن مفاوضين فى واشنطنوعواصم أخرى قولهم إن الاتفاق المعروض يمنح حماس أغلب ما تريد زاعمين أن إسرائيل قدمت تنازلات. ونقلت الصحيفة عن مسئولين فى إدارة بايدن قولهم: «أغلب بنود الصفقة تم الاتفاق عليها وحماس هى الأقل استعدادًا للموافقة. من غير المرجح انسحاب واشنطن من المحادثات لأنها تريد وقف الحرب». والاقتراح الأمريكى الجديد وفق الصحيفة يتوقع أن يكون أكثر تفصيلاً من اقتراح التسوية المقترح حاليًا لكنه لن يكون الأخير كما تم الترويج بأنه سيكون نهائيًا. وسيتضمن مزيدًا من التفاصيل فيما يتعلق بمسألة عدد الأسرى الفلسطنيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلى، والحالات التى سيسمح فيها للطرفين بالعودة إلى القتال، والأهم تفاصيل حول طول المدة التى سيتمكن فيها جيش الاحتلال من البقاء على محور فيلادلفيا. وزعم نتنياهو أن بقاء قواته فى فيلادلفيا سيحول دون تهريب الأسلحة لحماس، وهو ما قابلته مصر برفض تام. وفى وقت سابق، قال مصدر مصرى رفيع، إن القاهرة جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أى وجود إسرائيلى بمعبر رفح أو محور فيلادلفيا. وتضامنت الدول العربية مع مصر فى رفض مزاعم نتنياهو حول فيلادلفيا، وعلى رأسها الأردن والسعودية وقطر والكويت والعراق. لكن إذاعة الاحتلال أوضحت فى المقابل أن رئيس الموساد أبلغ الوسطاء أن إسرائيل ستنسحب من محور فيلادلفيا فى المرحلة الثانية من الصفقة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الوسطاء أجروا اتصالات مع مسئولين فى تل أبيب للاستفسار عن إمكانية المرونة فى المفاوضات. وقادت عائلات المحتجزين الإسرائيليين فى غزة أمس حراكًا احتجاجيًا لليوم الرابع على التوالى عبر مظاهرات واسعة، مؤكدة أن استمرار الاحتجاجات الشعبية والضغط على حكومة نتنياهو وحدهما سيؤديان لإعادة الرهائن. على النقيض تمامًا، أكد وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير، أنه يعمل من أجل وقف التفاوض مع حماس، مطالبًا بمنع تزويد قطاع غزة بالوقود والكهرباء على اعتبار أن «استمرار المفاوضات يشجع الحركة على القيام بمزيد من الإرهاب بما فى ذلك من الضفة الغربية».وعلى الرغم من مساعى واشنطن للمشاركة فى الوساطة، وجه القضاء الفيدرالى الأمريكى تهمًا لستة من قادة حماس تتعلق ب«الإرهاب» من بينهم رئيس الحركة يحيى السنوار ورئيس المكتب السياسى الراحل إسماعيل هنية. اقرأ أيضًا| قيادات: مصر ترفض تصريحات نتنياهو وتؤكد تمسكها بدعم الشعب الفلسطيني أما حركة حماس فردت بقولها، إن «كل يوم يستمر فيه نتنياهو بالحكم قد يعنى تابوتًا جديدًا»، موضحة أن المحتجزين سيعودون أحياء عندما يتوقف العدوان الإسرائيلى وإلا سيبقى مصيرهم مجهولا. ميدانيًا، أعلنت وزارة الصحة فى غزة أمس أن حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع، بلغت 40861 شهيدًا على الأقل. وقالت الوزارة فى بيان إنها أحصت خلال الساعات ال24 الماضية «42 شهيدًا و107 إصابات» وصلوا إلى المستشفيات، لافتة الى أن عدد الجرحى الإجمالى ارتفع إلى 94398 منذ بدء الحرب. وتسعى دول الوساطة إلى إبرام وقف لإطلاق النار فى القطاع وتبادل المحتجزين الإسرائيليين وسجناء فلسطينيين.