في تطور لافت الانتخابات الأمريكية المقبلة، تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقدم نائبة الرئيس كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، على الرئيس السابق دونالد ترامب في عدد من الولايات المتأرجحة، ما يثير تساؤلات حول فرص ترامب في العودة إلى البيت الأبيض وقدرة فريق حملته على قلب الموازين لصالحه قبل يوم الاقتراع. هاريس تتفوق في الولايات الحاسمة كشفت استطلاعات أجرتها شبكة فوكس نيوز في أواخر أغسطس عن تقدم طفيف لهاريس على ترامب في عدد من الولايات المتأرجحة. وفقاً لموقع نيوزويك، أظهرت هذه الاستطلاعات تقدم هاريس بفارق نقطة واحدة في أريزونا (50% مقابل 49%)، ونقطتين في جورجيا (50% مقابل 48%)، ونقطتين في نيفادا (50% مقابل 48%)، ونقطة واحدة في كارولينا الشمالية (50% مقابل 49%). هذه النتائج تعتبر مؤشراً هاماً على الديناميكيات المتغيرة للسباق الرئاسي، خاصة وأن هذه الولايات لعبت دوراً حاسماً في نتائج الانتخابات السابقة. نموذج "سيلفر بوليتن" يؤكد التقارب يدعم نموذج "سيلفر بوليتن" الرئاسي، الذي يحلل متوسطات استطلاعات الرأي للمرشحين، هذا الاتجاه، فوفقاً لنيوزويك، يظهر النموذج تقدم هاريس بنسبة 0.9 نقطة في جورجيا (48.3% مقابل 47.4%) ونفس النسبة في نيفادا (48.6% مقابل 47.7%). بينما يتقدم ترامب بفارق ضئيل في كارولينا الشمالية (48.4% مقابل 48%) وأريزونا (48.5% مقابل 47.9%). استطلاعات وطنية تعزز موقف هاريس على الصعيد الوطني، تبدو الصورة أكثر وضوحاً لصالح هاريس، إذ أظهر استطلاع أجرته صحيفة "يو أس أيه توداي" وجامعة سوفولك تقدم هاريس بخمس نقاط (48% مقابل 43%). كما أشار استطلاع آخر أجرته شبكة أي بي سي نيوز وإبسوس، إلى تقدمها بأربع نقاط (50% مقابل 46%). وفي إشارة إلى الاتجاه العام، يظهر نموذج "سيلفر بوليتن" الرئاسي تقدماً وطنياً لهاريس بفارق 3.5 نقطة (49.1% مقابل 45.6%). رد فعل فريق ترامب في مواجهة هذه الأرقام، يحاول فريق حملة ترامب تقديم صورة أكثر إيجابية. فقد صرح كوري ليفاندوفسكي، مستشار حملة ترامب السابق، لشبكة فوكس نيوز قائلاً: "في هذه المرحلة من السباق في عام 2016، كان دونالد ترامب متأخراً عن هيلاري كلينتون بمتوسط 5.9 نقطة. وفي هذه المرحلة من السباق في عام 2020، كان متأخراً ب 6.9 نقطة عن جو بايدن. اليوم، إذا نظرت إلى استطلاع راسموسن، فإن ترامب يتقدم بأربع نقاط. نحن في أقوى موقف لنا على الإطلاق في هذه المرحلة من السباق." ومن جانبه، أكد ستيفن تشيونج، مدير الاتصالات في حملة ترامب، لموقع نيوزويك أن "استطلاعات الرأي تظهر أن الرئيس السابق ترامب يهيمن على المستويين الوطني وفي الولايات المتأرجحة لأن الناخبين يريدون العودة إلى سياسات مؤيدة لأمريكا تعمل بالفعل، وليس السياسات الراديكالية للرفيقة كامالا." تحديات أمام الحملتين رغم التفاؤل الذي يبديه فريق ترامب، إلا أن الأرقام تشير إلى تحديات كبيرة أمامه، فالفوارق الضئيلة في الولايات المتأرجحة تجعل النتيجة النهائية غير محسومة، مما يتطلب جهوداً مكثفة من الجانبين لاستمالة الناخبين المترددين. من جهة أخرى، يتعين على فريق هاريس الحفاظ على هذا الزخم وتوسيع قاعدة دعمها، خاصة بين الفئات الديموغرافية الرئيسية مثل الناخبين من أصول إسبانية وأفريقية، والشباب، وذوي الدخل المنخفض.