أعلنت الأممالمتحدة أن ما لا يقل عن 84% من قطاع غزة أصبح الآن ضمن منطقة الإخلاء، مقدرة أيضًا أن 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة نزحوا خلال فترة الحرب. وقالت الأممالمتحدة إن أوامر الإخلاء صدرت فى أغسطس وحده كل يومين تقريبًا وأدت إلى تشريد ما يقرب من 250 ألف شخص. اقرأ أيضًا | مخاوف من «الخيار النووى» بعد دخول بيلاروسيا على المواجهة مع أوكرانيا وقال جورجيوس بيتروبولوس، رئيس مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فى غزة: «لقد نزح العديد من الأشخاص هنا أكثر من 10 مرات. إنهم منهكون ومفلسون». وتتواصل معاناة الفلسطينيين فى قطاع غزة بسبب النزوح المتكرر وفقدان المأوى والأمان، جراء القصف الإسرائيلى المكثف فى القطاع منذ أكثر من عشرة أشهر. ووفقًا لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئى فلسطين «الأونروا» تعيش آلاف العائلات الفلسطينية حاليًا «فى هياكل المبانى المدمرة أو بين أكوام القمامة فى غزة». وأشارت فى وقت سابق إلى أن دير البلح التى صنفها الاحتلال منذ اللحظات الأولى لعدوانه على قطاع غزة على أنها منطقة إنسانية آمنة، أصبحت تؤوى قرابة أكثر من نصف سكان قطاع غزة، وبالرغم من ذلك يصعِّد الاحتلال عدوانه عليه. وتحدثت تقارير عن نزوح 100 ألف مواطن من شرق بلدية دير البلح خلال اليومين الماضيين وخروج 20 مركز إيواء عن الخدمة. فى غضون ذلك كشف المتحدث باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسف» كاظم أبو خلف، تفاصيل معاناة الأطفال الذين فقدوا والديهم فى قطاع غزة. وأوضح أن موضوع الأطفال اليتامى يتم تسميتهم ب«الأطفال غير المصحوبين»، بسبب أهوال العدوان سواء الأب يوجد بالجنوب، والابن يظل مع والدته بالشمال، أو العكس، أو استشهد والداه خلال الحرب. وبحسب الموقع الرسمى للمنظمة، أشار المتحدث الى «أن الرقم الخاص بالأطفال غير المصحوبين فى غزة هو رقم تقديرى بحت، لأننا لا نستطيع حصر الأرقام بشكل دقيق». وأكد أبو خلف، أن هناك 1.9 مليون نازح فى غزة، وبالتالى، فإن العدد التقديرى هو 19 ألفًا من الأطفال غير المصحوبين قد يكون يتيمًا أو والداه أبعدتهما الحرب عنه. ومع تواصل العدوان أمس على أنحاء القطاع، أفادت تقارير باستشهاد 60 فلسطينيًا على الأقل فى غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة فى وسط وجنوب قطاع غزة منذ فجر أمس. وكانت وزارة الصحة فى غزة قالت فى آخر تحديث لها إن «عدد الشهداء فى قطاع غزة ارتفع إلى 40265 والإصابات إلى 93144 منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة». وأصاب الظلام الدامس أروقة مستشفى كمال عدوان فى بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، مع انقطاع الكهرباء. ولا تخرق ذلك الظلام سوى أضواء خافتة من هواتف محمولة أو أجهزة تعمل على ما تبقى من بطاريتها، فى ظل نقص حاد فى الوقود. وأخرجت الحرب المتواصلة العديد من مستشفيات القطاع المحاصر عن العمل. أما تلك التى بقيت قيد الخدمة، فتقدّم خدمات محدودة فى ظل النقص الحاد فى مختلف حاجياتها. ومنذ اندلاع الحرب، أعلنت إسرائيل تشديد حصارها المفروض منذ أعوام على قطاع غزة، وقطعت إمدادات الكهرباء، كما توقفت محطة انتاج الطاقة الكهربائية الوحيدة فى غزة عن العمل. ومع تواصل الحرب الأطول فى تاريخ الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، تدخل شاحنات الوقود بكميات قليلة إلى القطاع، حالها كحال بقية المساعدات الإنسانية التى تؤكد المنظمات الدولية أنها تبقى دون حاجات السكان.