أكد د. نظير عياد مفتى الجمهورية أن دار الإفتاء المصرية ستظل منارة للفتاوى المنضبطة، وأنه سيعمل بكل جد واجتهاد لتعزيز دورها الداخل والخارج. وقال: «إننا فى دار الإفتاء حريصون على أن تكون فتاوانا منسجمة مع تعاليم الإسلام السمحة ومتوافقة مع المنهج الأزهرى الذى يقوم على الوسطية والاعتدال، ونؤكد على أهمية التعاون المستمر مع هيئة كبار العلماء لتحقيق رسالتنا فى نشر الوعى الدينى الصحيح وتعزيز قيم التسامح والاعتدال». وأوضح أن التعاون بين العلماء والمؤسسات الدينية هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة. اقرأ أيضًا | د. بيومى إسماعيل: التعاطىجريمة فى حق الدين والوطن وأكد ضرورة العمل المشترك بين المؤسسات الدينية فى مصر وأن تضافر جهود المؤسسات الدينية وتعاونها يمثل الأساس الذى نعتمد عليه لتحقيق التقدم والاستقرار فى وطننا؛ فالأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف وسائر المؤسسات الدينية هى ركيزة المجتمع التى تقود الأمة نحو الوحدة والتماسك. وأضاف «نحن فى دار الإفتاء نؤمن بأن التعاون والتكامل بين المؤسسات الدينية ليس فقط ضرورة، ولكنه واجب دينى ووطني؛ فبالتعاون يمكننا أن نواجه التحديات المشتركة، ونقدم الدعم اللازم لتعزيز القيم الأخلاقية والدينية فى المجتمع. ونعمل جميعًا تحت راية الأزهر الشريف، الذى يمثل القاطرة التى تقود مسيرة الإصلاح والتجديد الدينى فى مصر والعالم». وأضاف أن دار الإفتاء ستظل فى طليعة المؤسسات الإفتائية التى تسعى لتحقيق الأمن الفكرى والاجتماعي، من خلال الفتاوى المستنيرة، المستندة إلى الكتاب والسُّنة، ومراعاة مقاصد الشريعة الإسلامية. وأوضح أن الدار سوف تستمر فى تنفيذ المشروعات الطموحة، التى بدأت فى عهد الدكتور شوقى علام، بهدف تطوير الآليات والمناهج الإفتائية بما يتماشى مع تحديات العصر. وشدد على أن مصر ستظل دائمًا نموذجًا يحتذى به فى العيش المشترك بين جميع طوائفها. وأكد أن الحوار بين أتباع الأديان هو الطريق الأمثل لتعزيز السلام والتفاهم وأننا نعمل جاهدين على ترسيخ القيم المشتركة التى تجمعنا جميعًا؛ لأنها السبيل الأمثل لبناء مجتمع متماسك ومتسامح. وأشار إلى أن أهمية حماية الأوطان تكون من خلال نشر الفتاوى المعتدلة والفكر الوسطي، الذى يعزز قيم العيش المشترك والمواطنة الكاملة والتسامح بين مختلف فئات المجتمع. وشدد على أن الدار ستواصل التصدى للأفكار المتطرفة ومحاربة كل أشكال الإرهاب الفكرى وستعمل على نشر العلم الصحيح الذى يعزز الاستقرار الاجتماعي، ويحافظ على وحدة المجتمع. وقال إننا نخطط لتعزيز التعاون مع دور الإفتاء على مستوى العالم، من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم وسوف نركز على تدريب وتأهيل الكوادر الإفتائية من مختلف الدول لضمان وصول الرسالة الإفتائية المصرية إلى كل مكان فى العالم. وحول الجدل المثار بفيلم «الملحد» قال: «هناك جهات رقابية وجهات مسئولة عن تقييم الفيلم والحكم عليه، أما فيما يتعلق بظاهرة الإلحاد بشكل عام فأعتقد أننا فى المؤسسة الدينية نعالج ذلك ونواجهه بشكل واضح وبشكل علمى ومنهجى سواء فى الأزهر والأوقاف أو غيرهما لأنها قضية تمس الأمن القومى والمحافظة على عقول الوطن والمواطن». وعن تشكيك البعض فى فتاوى الدار قال :«إن لحوم العلماء مُرة، والمفتى يستحضر عظم المسئولية والأمانة فى فتواه، ومن الأمانة أن يثق الناس فى فتواه، والسخرية من الفتاوى كلمة سيسأل عنها من قالها ورحم الله من قال: رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب والأمور بها وجهات نظر وآراء متعددة ويسأل عليها المفتى سواء أخطأ أو أصاب، ويجب على الجميع أن يكون على علم واضح بخطورة الكلمة وتأثيرها بالغير ويدرك أن المفتى تقع عليه مسئولية كبيرة وإذا وقع فى خطأ فإنه ليس متعمدا ولكن نتيجة ترجيحات واختلاف أدلة واجتهادات».