عواصم - وكالات الأنباء: وصل وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن اليوم الى مدينة العلمين الجديدة فى إطار جولة بالشرق الأوسط، تتمحور حول مسعى جديد للتوصل إلى هدنة واتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وبعد زيارته لمصر سيتوجه بلينكن الى قطر. وقبل وصوله مصر، أعلن بلينكن فى مؤتمر صحفى بتل أبيب، أن القاهرة والدوحة تلعبان دورًا كبيرًا للوصول لاتفاق بشأن غزة، وأن واشنطن لن تستسلم فيما يخص التوصل إلى اتفاق هدنة داخل القطاع، والتى ستجرى على مراحل تزامنًا مع تبادل المُحتجزين. وتأتى جولة بلينكن فى منطقة الشرق الأوسط، بعد أن طرح الرئيس الأمريكى جو بايدن، 31 مايو الماضى ، الخطوط العريضة لاقتراح إسرائيلى من 3 مراحل لوقف إطلاق النار ينص على وقف دائم للأعمال القتالية وإطلاق سراح المُحتجزين الإسرائيليين مقابل سجناء فلسطينيين وإعادة إعمار غزة. وفى إسرائيل، أعلن بلينكن أن نتنياهو وافق على المقترح الذى قدمته واشنطن خلال جولة المفاوضات الأخيرة بالدوحة بشأن صفقة تبادل مُحتملة للأسرى مع المقاومة. وأضاف بلينكن، فى مؤتمر صحفى بتل أبيب، إثر محادثات استمرت 3 ساعات مع نتنياهو ثم مع وزير الدفاع يوآف جالانت أن نتنياهو أبلغه موافقة إسرائيل وأنهم بانتظار موافقة حماس على الاتفاق. فى المقابل، انتقد القيادى فى حركة حماس أسامة حمدان، تصريح بلينكن بأن نتنياهو قبل اقتراحاً محدثاً بشأن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وقال حمدان: إن الاقتراح يثير التباسات كثيرة لأنه « ليست الورقة التى قُدمت لنا وليست التى وافقت عليها حركة حماس». وتتمثل العقبات الرئيسية فى المحادثات الحالية بمطالب جديدة طرحها نتنياهو مؤخراً، كاحتفاظ إسرائيل بالسيطرة العسكرية على ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة، وإنشاء آلية لمنع تهريب الأسلحة من جنوبغزة إلى الشمال، وقد رفضت مصر وحماس كلا المطلبين. كما كشفت تقارير عن أن من بين النقاط الشائكة أيضا التى ترفضها حماس إمكانية اعتراض إسرائيل على عدد وهويات الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم وترحيل عدد كبير من هؤلاء السجناء إلى الخارج، فضلاً عن تفتيش النازحين من غزة أثناء عودتهم إلى منازلهم فى شمال القطاع، بحسب ما قال المصدر ل «العربى الجديد» القطرية. وقال المصدر: إن حماس أبدت مرونة فيما يتعلق بالجدول الزمنى لانسحاب الجيش الإسرائيلى من القطاع، وتراجعت عن مطلبها بضرورة أن يتم ذلك فى المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، لكن نتنياهو لم يفعل الشيء نفسه فيما يتعلق بالجيش الإسرائيلي، بل انه أضاف شروطاً تتعلق بالبقاء فى ممري فيلادلفيا ونتساريم . وقال تقرير لموقع أكسيوس الأمريكى: إن المفاوضين الإسرائيليين، وهم رئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس الشاباك (شين بيت) رونين بار والجنرال نيتسان ألون، أبلغوا نتنياهو بأن التوصل إلى اتفاق على أساس مواقفه الحالية أمر غير ممكن. ولا يتمسك الجيش الاسرائيلى بنفس موقف نتنياهو، اذ خلص وزير الدفاع جالانت ورؤساء أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى أن بإمكانهم التخفيف من مخاطر سحب القوات من ممر فيلادلفيا وفقاً لأكسيوس .. وقال جالانت والمفاوضون لنتنياهو فى اجتماع قبل يومين: إن تأخير أى اتفاق قد يعرض للخطر ما يقرب من 115 رهينة ما زالوا فى الأسر ويُزيد من خطر نشوب حرب إقليمية. كما ذكرت القناة ال 14 الإسرائيلية أن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسى هاليفى قال فى اجتماعات مغلقة « إن من الصواب الدخول بمفاوضات وتحقيق أفضل إنجاز ممكن»، مضيفاً: أنه « بالنسبة لمحور فيلادلفيا أنا لا أقترح أن نجعل منه عائقاً بسببه لا نتمكن من إطلاق سراح 30 أسيراً فى المرحلة الأولى». فى غضون ذلك، كشف مسئول إسرائيلى «مطلع» لصحيفة « تايمز أوف إسرائيل» أن «الأمريكيين لم يعارضوا المنطق الاستراتيجى الإسرائيلى بهذا الخصوص.. وأن إسرائيل لا تستطيع مغادرة «فيلادلفيا»، عند الحدود المصرية مع غزة، بالكامل لأننا «لا نستطيع أن نكون متأكدين من قدرتنا على العودة» إذا لزم الأمر بسبب الضغوط الدولية. وكانت الصحيفة قد نقلت فى وقت سابق عن «مصدر مطلع» قوله إن المفاوضات تمر بلحظات حرجة، وأن مصر وحماس تصران على انسحاب الجيش من محور فيلادلفيا بشكل كامل، وأن « إسرائيل مستعدة لخفض القوات، لكن المصريين والفلسطينيين يصرون على الانسحاب الكامل.. ونتنياهو ليس مستعداً للاستسلام».