خلال الساعات القليلة الماضية، أثار مقطع فيديو متداول على موقع فيسبوك، حالة من الغضب والاستياء بين رواد مواقع التواصل وخاصة المصريين. حيث يظهر فيه سائحة صينية، وهي تعبث بفرشاة ومواد تستخدم في أعمال الترميم داخل معبد الأقصر. اقرا أيضا|مع اقتراب إعصار «برابيرون».. الصين تجلي أكثر من 26 ألف سائح من جزيرة سياحية وفي الفيديو، تمسك السائحة بفرشاة وكأنها تشارك بجدية في عملية الترميم، وذلك بمساعدة أحد العاملين المصريين المتواجدين بالمعبد. سرعان ما انتشر الفيديو وأثار استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين انتقدوا هذا التصرف بشدة، معتبرين أن السماح للسائحة بالقيام بمثل هذا الفعل يعكس عدم احترام للموقع الأثري، الذي يُعد جزءًا هاماً من التراث الحضاري لمصر. ووفقاً ل" العربية نت"، التي نشرت الفيديو تحت عنوان "فيديو لسائحة صينية في معبد الأقصر يثير ضجة"، تكشف "بوابة أخبار اليوم" تفاصيل الفيديو. حيث عرضت "بوابة أخبار اليوم"، الفيديو على رئيس قسم الترميم بجامعة جنوب الوادي، الدكتور عشماوي عبدالكريم، والذي أكد بأن الآثار الفرعونية، تُعد جزءًا مهمًا من التراث الثقافي والحضاري لمصر والعالم أجمع، موضحاً أن الزيادة في عدد السياح والتفاعل المباشر معهم، مثل لمس الآثار، بدأت تثير قلقًا بين الأثريين والمتخصصين في التراث. ولفت رئيس قسم الأثار، إلى أن هذا التصرف البسيط قد يكون له عواقب وخيمة على سلامة هذه الكنوز التاريخية. الآثار السلبية للمس حوائط المعابد أكد الدكتور عشماوي، أن تأثير لمسة السياح على الآثار قد يكون خطيرًا بطرق متعددة منها: التآكل والتلف: تُعد المواد التي تتكون منها الآثار الفرعونية، مثل الحجر الجيري والجرانيت، حساسة للغاية. كما يمكن أن يتسبب التلامس المستمر في تآكل سطح الآثار نتيجة لتآكل الأوساخ والزيوت الطبيعية من اليدين. وأشار الدكتور العشماوي، إلى أن هذا التآكل يمكن أن يؤدي إلى تآكل التفاصيل الدقيقة والنقوش التي لا يمكن تعويضها. التلوث البيئي: يمكن أن تنقل الأيدي اللمسات إلى الآثار أوساخًا وزيوتًا ومواد كيميائية قد تكون ضارة. هذه الملوثات يمكن أن تتسبب في تغير لون الآثار وظهور بقع يصعب إزالتها. الأضرار الميكانيكية حتى اللمسات الخفيفة يمكن أن تترك آثارًا على الأسطح الهشة، كما أن كل احتكاك أو ضغطة يمكن أن تؤدي إلى تكسر أو تشققات غير مرئية تؤدي إلى تدهور مستمر في حالة الآثار. إجراءات التوعية والوقاية وعن الإجراءات التوعية والوقاية من أجل حماية الآثار الفرعونية وضمان الحفاظ عليها للأجيال القادمة، أمد رئيس قسم الترميم أنه يجب اتخاذ عدة إجراءات: تعليم وتوجيه السياح يجب على السلطات السياحية، توفير إشعارات وتعليمات واضحة للسياح حول أهمية عدم لمس الآثار، يمكن تحقيق ذلك من خلال علامات توجيهية واضحة في المواقع الأثرية والتوجيه من قبل المرشدين السياحيين. استخدام التقنيات الحديثة يمكن الاستفادة من التكنولوجيا لإنشاء تجارب تفاعلية افتراضية أو نماذج ثلاثية الأبعاد تتيح للسياح استكشاف الآثار دون الحاجة للتلامس المباشر. تدريب العاملين في المواقع الأثرية ينبغي على الأثريين وموظفي المواقع الأثرية أن يكونوا مدربين على كيفية التعامل مع السياح وتوضيح أهمية الحفاظ على الآثار من خلال إجراءات مهنية وسلسة. إجراءات صيانة دورية من الضروري تنفيذ برامج صيانة دورية للآثار تشمل تنظيفها ومعاينتها للتأكد من عدم تعرضها لأي ضرر نتيجة التلامس غير المناسب. وبين الدكتور عشماوي عبدالكريم، بأن الحفاظ على الآثار الفرعونية هو مسؤولية مشتركة بين السلطات السياحية والسياح أنفسهم، من خلال زيادة الوعي وتطبيق إجراءات وقائية مناسبة، يمكننا ضمان بقاء هذه الكنوز التاريخية في حالة جيدة والحفاظ على إرثها الثقافي الثمين للأجيال القادمة، وإن احترام هذه الآثار لا يعني فقط الحفاظ على تاريخنا، بل أيضًا احترام إنجازات الحضارات التي شكلت حاضرنا. وعن ما ورد بالفيديو المتداول، قال بأنه من الواضح بأنه كان يتم عمل صيانة وتنظيف في وقت مرور السائحة الصينية، مما جعل السائحة تطلب من العامل مشاركته دون لمس الجدار الأثري، ولكن كان يجب التعامل بحرص ودقة وتدريبها ولو لوقت قصير حفاظاً علة الأثار من مجرد اللمس. https://x.com/AlArabiya_EGY/status/1825533878838161415