«سوابق» نتنياهو فى إفشال كل محاولات الاتفاق على وقف إطلاق النار فى غزة هى التى تثير مخاوف غالبية الإسرائيليين الآن. يتابع الإسرائيليون بكل الاهتمام تطورات المفاوضات التى يراها الكثيرون بمثابة الفرصة الأخيرة للتهدئة وما يصاحبها من استعادة الرهائن، ويتوقفون كثيراً أمام «التسريبات» حول الخلافات بين وفد التفاوض ونتنياهو ومطالبتهم له بالمرونة الكافية لتمرير الاتفاق. بينما يبدو الأهم هو موقف وزير الدفاع «جالانت» الذى يتصاعد خلافه مع نتنياهو ويسير فى طريق الفراق الحتمى. وزير الدفاع جالانت فى آخر تصريحاته يقول إن نتنياهو مازال يتعامل مع الاتفاق المقترح على أنه «صفقة رهائن» بينما الموقف أخطر من ذلك بالنسبة لإسرائيل لأن الفشل هنا يعنى الانزلاق إلى حرب إقليمية لايمكن وقفها.. وهنا يطلب «جالانت» نقل المسئولية عن اتخاذ القرار حول الاتفاق إلى مجلس الوزراء بدلاً من أن يكون فى واقع الأمر فى يد نتنياهو وحده أو من خلال المجلس المصغر الذى يسيطر عليه ولا يوجد فيه من يخالفه الرأى إلا جالانت وحده!! بالطبع.. يرفض نتنياهو أى محاولة تمس انفراده بالقرار فهو مازال يظن أنه «الملك بيبى» رغم كل الفشل الذى يحققه!! وهو يرفض الإنصات لقيادات الجيش وأجهزة الأمن (ومعهم وزير الدفاع) بأن الحرب انتهت منذ شهور، والجيش منهك، والاتفاق ضرورى. وأن الجرى وراء وهم النصر المطلق هو «هراء» كما قال جالانت علناً.. لكنه الآن فى موقف صعب، ورغم تمسكه بأن قرار الحرب قرار سياسى وهو صاحبه، فإنه لا يستطيع − فى ظل الظروف الحالية − أن يتجاهل التحذيرات من حرب شاملة حين تجىء من القيادات العسكرية، ولا يستطيع أن يستمر فى رفض أى دور للحكومة فى اتفاق قد يكون الفيصل بين السلام أو الحرب التى يعرف جيداً أن إسرائيل ستدفع فيها أثماناً لا تستطيع تحملها!! قد يتجاهل نتنياهو − كما تعود − كل التحذيرات حتى لو كانت من قادة جيشه أو من أقرب حلفائه فى أمريكا والغرب لإنهاء الحرب.. لكنه لن يستطيع تجاهل التطورات الخطيرة التى جاءت مع انفجار الشاحنة الملغومة فى تل أبيب، والتى سبقها نجاح الطائرة المسيرة فى التسلل والطيران فوق منزله.. ربما للتحذير، أو للتصوير، أو للتأكيد على أن البديل عن إنهاء الحرب هو الذهاب إلى المجهول!!