يترقب الشرق الأوسط ما ستسفر عنه الجولة الجديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة والتى تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة مع استمرار الجهود المكثفة للوفد المصرى من أجل التوصل لاتفاق بشكل عاجل. ووسط المحاولات لسد الفجوات المتبقية وإتمام الاتفاق تشارك وفود مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل فى المفاوضات التى تغيب عنها حركة حماس بعد اتهامها رئيس الوزراء الإسرائيلى بالمراوغة مؤكدة أنها لن تعيد التفاوض حول ما تم الاتفاق عليه سابقًا. اقرأ أيضًا| صفقات أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار وقالت حماس إنها قد تلتقى الوسطاء فى أعقاب المفاوضات فى حين قال مكتب نتنياهو إن الوفد الإسرائيلى الذى سافر إلى الدوحة يتمتع بصلاحيات واسعة فى مجال التفاوض فى تغيير اعتبره مسئولون أمنيون «مهم للتوصل لاتفاق وذلك وفقًا لما ذكرته القناة ال13 الإسرائيلية. وأوضحت القناة أن المسئولين الأمنيين أبلغوا نتنياهو أن الخيار هو بين صفقة أسرى وحرب إقليمية. واعتبرت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية أن التوصل لاتفاق يعد فرصة كبرى أمام إسرائيل لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب، وإنعاش الاقتصاد، كما أنه طوق نجاة مؤقت لحماس. وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن يطرح الوفد الإسرائيلى خلال المفاوضات بعض نقاط الخلاف الرئيسية وأهمها عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم فى المرحلة الأولى. وتطالب إسرائيل بالإفراج عن 30 أسيرًا من النساء والأطفال والكبار والمرضى فى حين أعلنت حماس استعدادها الإفراج عن 30 أسيرًا من هذه الفئات لكن جزءاً فقط من هذا العدد سيكون من الأحياء، والباقى جثث. وتتجه إسرائيل إلى المطالبة بالإفراج عن 30 أسيرًا من الأحياء حتى لو كان بعضهم رجالاً أو جنوداً. وفى تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أكد مسئولون أمريكيون أن إسرائيل حققت كل ما تستطيع تحقيقه على الصعيد العسكرى فى غزة لكنها لن تتمكن من استعادة الأسرى عسكريًا لأن الدبلوماسية هى السبيل الوحيد لتحقيق ذلك. وشدد المسئولون على أن الجيش الإسرائيلى ألحق ضررًا كبيرًا بحركة حماس، لكنه لن يكون قادرًا أبدًا على القضاء على الحركة بشكل تام فى حين أن القصف المستمر لا يؤدى إلا إلى زيادة المخاطر على المدنيين. وقال المسئولون إن «إسرائيل حاولت إلحاق الضرر بشبكة الأنفاق فى غزة لكنها فشلت فى تدميرها، وأن شبكة الأنفاق أثبتت فعاليتها لحماس وأنها أكبر مما توقعته تل أبيب». وأعرب مسئولون فى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن اعتقادهم بأن إسرائيل لم تثبت بعد قدرتها على تأمين مناطق سيطرتها فى غزة. من جهة أخرى، نفى مكتب نتنياهو أمس التقارير الإعلامية حول اتصال هاتفى بينه وبين الرئيس الأمريكى السابق والمرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب أمس . وكان موقع «أكسيوس» الأمريكى قد نقل عن مصادر مطلعة قولها إن ترامب أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نتنياهو لبحث اتفاق وقف إطلاق النار وقضية الأسرى. وقال أحد المصادر إن مكالمة ترامب كانت تهدف إلى تشجيع نتنياهو على قبول الصفقة، لكنه أكد أنه لا يعرف ما إذا كان هذا هو ما قاله الرئيس السابق بالفعل أم لا. والشهر الماضى أكد ترامب فى مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية ضرورة إنهاء الحرب فى غزة فى أقرب وقت ممكن وإعادة الأسرى. وفى واشنطن، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكى جو بايدن ونائبته كامالا هاريس تلقيا إحاطة من فريق الأمن القومى حول «التطورات فى الشرق الأوسط» واستعرضت الإحاطة «الجهود العسكرية الأمريكية لدعم الدفاع عن إسرائيل»، إلى جانب «الجهود الدبلوماسية المستمرة لخفض التوتر الإقليمى» والتوصل إلى اتفاق.