حالة من الحزن تسيطر على الجماهير المصرية التي وضعت آمالها على البعثة المصرية التي سافرت إلى العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، على أمل العودة إلى القاهرة بأكبر عدد من الميداليات المتنوعة، كونها أكبر بعثة مصرية في التاريخ. البعثة المصرية التي غادرت إلى باريس منتصف شهر يوليو الماضي، خيبّت آمال الجماهير، بالتزامن مع الوصول إلى اليوم قبل الأخير من المنافسات في دورة الألعاب الأولمبية، إذ اكتفت البعثة بحصد ميدالية برونزية واحدة كانت من نصيب محمد السيد لاعب سلاح سيف المبارزة. ورغم العهد الذي قطعه الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، بالعودة من باريس، بما لا يقل عن 10 ميداليات متنوعة، ليكون الإنجاز الأكبر في تاريخ مشاركات مصر بالأولمبياد، إلا أن البعثة ستعود في ذيلها خيبات الأمل، بعد الفشل منقطع النظير الذي كشف عورات الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية. وكانت الجماهير المصرية، تعوّل على عدد من الرياضيين ليكونوا الوجه المشرف في أولمبياد باريس 2024، إلا أن ما حدث خرج عن التوقعات تمامًا، خاصة وأن بعض اللعبات كان متوقعًا الحصول فيها على ميداليات، مثل السلاح بالتحديد زياد السيسي، وكذلك كرة اليد والمصارعة والتايكوندو والملاكمة والرماية، مع احتمالية الحصول على ميدالية في كرة القدم. الغريب أن البعثة المصرية، تشارك بأكبر عدد من اللاعبين على مدار تاريخها في الدورات الأولمبية بواقع 148 لاعبًا ولاعبة أساسيا و16 لاعبًا احتياطيًا بإجمالي عدد لاعبين 164 لاعب في 22 رياضة، كما تعد هذه البعثة هي الأكبر في تاريخ العرب وإفريقيا. وجاءت قائمة الألعاب الرياضية التي تشارك فيها مصر كالتالي: ألعاب القوى، كرة القدم، كرة اليد، كرة الطائرة وكرة الطائرة شاطئية، ألعاب الماء «السباحة، والغطس والسباحة التوقيعية»، شراع، تجديف، ملاكمة، تايكوندو، جودو، مصارعة، رفع الأثقال، تنس، تنس طاولة، الخماسي الحديث، السلاح، الجمباز، الرماية، القوس والسهم، الدراجات، الفروسية، الكانوي والكياك. ورغم أن هذه البعثة هي الأكبر في تاريخ العرب وإفريقيا، وبالتبعية هي الأكبر على المستويين من بين الدول العربية والإفريقية في الأولمبياد الحالية، إلا أنها الأقل على الإطلاق في التتويج بالميداليات، وهو ما يثير حالة من الجدل، ويكشف القصور التي تعانيها الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية. ويبدو أن أولمبياد باريس 2024، كانت كاشفة بوضوح لعورات وحالة التقصير الشديد من جانب الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية المصرية، خاصة وأن المستهدف الميداليات كان لا يقل عن 10 ميداليات، علمًا بأن هذا العدد أقل من المنطقي أيضًا، خاصة وأن أولمبياد طوكيو حصدت البعثة المصرية بعدد أقل من الحالية، على 6 ميداليات. وفي السلاح، كان زياد السيسي، منتظرًا منه الحصول على ميدالية، باعتباره مصنف الأول عالميًا، فضلًا عن أن سيف عيسى الذي توج بميدالية في طوكيو كان مرشحًا للتتويج بميدالية، كذلك الأمر بالنسبة لمحمد إبراهيم كيشو، الذي تعرض لهزيمة ساحقة وعاد من باريس بخيبة أمل الهزيمة وفضيحة السكر والتحرش، بعدما وعد بالحصول على ميدالية ذهبية، في اجتماع سابق له مع وزير الرياضة، عام 2022. ولم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لمنتخب كرة اليد، الذي يعد واحدًا من أقوى 4 منتخبات في العالم، إذ كان قريبًا من منصات التتويج في فترات سابقة، بالتحديد في كأس العالم، إلا أنه خسر في الثوانِ الأخيرة برعونة شديدة أمام إسبانيا، بعد أن صعد إلى ربع النهائي بصعوبة، وسط تذبذب في المستوى. وبالنسبة لكرة القدم، فكانت قريبة من تحقيق إنجاز تاريخي بالوصول إلى نهائي المنافسات لكن تعرض لخسارة مفاجئة أمام فرنسا، ليلعب على المركز الثالث من أجل الحصول على الميدالية البرونزية، لكنه تعرض لهزيمة قاسية أمام المغرب، بستة أهداف نظيفة، لتنضم اللعبة إلى بقية اللعبات التي فشلت مصر في حصد ميدالية فيها بأولمبياد باريس.