سناء عنان - محسن جود خالد حسن - حسام صالح أحمد أبو هارون - محمد عبادى وفاء صلاح - مصطفى وحيش ما أن يهل شهرا يوليو وأغسطس، حتى تبدأ بشائر المانجو أو كما يُطلق عليها «ملكة الفاكهة» فى الظهور بالأسواق، وعلى الرغم من ارتفاع أسعارها كل عام، لكن الأمور تبدو مختلفة تمامًا خلال العام الحالي. الإنتاج وفير، والخير يملأ الحقول والمزارع والأسواق، والأسعار تبدأ من 10 جنيهات للكيلو فى بعض الأنواع، مما يسمح للجميع بشرائها والاستمتاع بتناولها ومذاقها الذى لا يُقاوم، سواء تم تناولها مباشرة أو تحويلها إلى عصير. من الإسكندرية إلى أسوان تتعدد أنواع المانجو المصرية، وتتنوع مذاقاتها، فمانجو الإسماعيلية صاحبة السمعة الكبيرة، وإنتاج قنا يتسم بالتنوع الشديد، ولا أروع من ثمار أسوان والوادى الجديد. «الأخبار» ترصد زراعة المانجو المصرية خلال الموسم الحالى فى مختلف المحافظات، وما تتسم به من إنتاج أكثر وفرة من أى عام سابق، وأسعارها التى أصبحت فى متناول الجميع. مدن القناة الأولى فى التصدير.. وملكة الفواكه تهز عرش زراعة التمور فى الجنوب الإسماعيلية.. الإنتاج سفير فوق العادة تزينت شوارع وطرقات ومداخل محافظة الإسماعيلية من كل اتجاه، بفروشات المانجو، لاستقبال الآف الزائرين الذين يتدفقون للشراء والاستمتاع بطعمها الشهى والذى يتميز به إنتاج الإسماعيلية من المانجو عن غيرها من المحافظات المنتجة والمصدرة للمانجو والتى تغزو مختلف دول العالم. المانجو الإسماعيلاوى يمتاز بطعم ومذاق فريد يجعلها تختلف عن إنتاج المحافظات الأخرى، يرجع ذلك بسبب درجة ملوحة الأرض الزراعية. وتعد مانجو الإسماعيلية سفيراً فوق العادة يغزو دول العالم. المهندس محمد السيد على وكيل وزارة الزراعة أكد أن المحافظة تحتل المرتبة الثانية من حيث المساحة المزروعة بالمانجو بعد محافظة البحيرة.. وتبلغ حجم زراعات المانجو بالإسماعيلية حوالى 118ألف فدان وتحتل الإسماعيلية المرتبة الأولى على مستوى الجمهورية فى التصدير. وقال: إن متوسط إنتاجية الفدان للأصناف البلدية من 3 إلى 4 أطنان.. ومتوسط إنتاجية الفدان للأصناف الأجنبية من 8 إلى 12 طناً.. ويُعد مركز القنطرة شرق الأعلى مساحة بنسبة 32% من حجم زراعات المانجو. وأوضح: أن مساحة زراعات المانجو العام الحالى بلغت 117ألفاً و206 فدادين.. والإنتاجية 480 ألفاً و570 طناً، مشيراً إلى أن أهم الدول التى نصدر لها هي: الهند والصين وإنجلترا وروسيا وإيطاليا ومعظم الدول العربية. وأكد أسامة السويركى صاحب مزارع مانجو أن التغيرات المناخية أثرت على بعض الأصناف بالسلب والبعض الآخر بالإيجاب. وأثرت بالسلب وبشكل ملحوظ على إنتاج صنف العويس.. وهناك بعض الأصناف التى قاربت على الانقراض ومنها: الفونس والبربرى والصديقة والنبيل والسكرى الممتاز.. ويؤكد عبد الرحمن يوسف تاجر: أن الإنتاج هذا العام وفير ولم تشهده محافظة الإسماعيلية منذ 10 أعوام. الشرقية.. زراعة 112 ألف فدان تنتشر أشجار المانجو على مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية بالشرقية لتوافر الظروف المناخية وطبيعة التربة التى تساعد على نجاح زراعتها وتحتل الشرقية المركز الثانى فى الإنتاج الذى يقدر ب 188 ألف طن من المانجو تقريباً. ويقول المهندس أشرف عطوة مدير عام إدارة البساتين بمديرية الزراعة: إنه تم زراعة المانجو فى مساحة 37 ألفاً و740 فداناً بنسبة 30% من إجمالى أراضى البساتين البالغ مساحتها 111ألفاً و607 فدادين. وأضاف: أن الشرقية تزرع 15 صنفاً من المانجو وهي: البلدى والهندى والمبروكة وعويس وسكرية ودبشة والفونس وكيت وزبدية وكوبانية وتيمور وعود أحمر فجر كيلان البايرى وقلب الطور .. وقال: إن المانجو من صنف الزبدية من أكثر الأنواع انتشاراً، يليها المانجو البلدى ثم المانجو العويس والسكرية. ويقول أشرف: إنه يتم عقد ندوات إرشادية لتبصير المزارعين بمخاطر درجات الحرارة المرتفعة على ثمار المانجو حيث يؤثر على امتصاص العناصر الغذائية والبناء الضوئى وغيرها. قنا.. «الخضيرات» ملوك الصعيد هنا قنا وتحديداً مركز نجع حمادى حيث موسم الخير الذى يبدأ فيه المزارعون جنى ثمار المانجو مع بداية الصيف، أسابيع مرت على بدء حصاد ملكة الفاكهة كما يلقبها البعض ، وتميزالإنتاج بالوفير وسعر فى متناول الجميع، كان شعار موسم المانجو الصعيدى حيث يبدأ سعر الكيلو من 10جنيهات، بحسب أحد المزارعين «خلى الفقير ياكل» فى إشارة لانخفاض سعرها. وتشتهر مدينة نجع حمادى بزراعة المانجو والتى تعود لأكثر من نصف القرن، حيث كانت تُزرع بمساحات صغيرة ، قبل انتشارها والتوسع فى زراعتها وإنتاجها. من أشهر القرى فى إنتاج المانجو: قرية القناوية التى تقع شرق النيل فى مدينة نجع حمادي، و قرية الخضيرات والتى يعمل عدد كبير من أهلها فى زراعة المانجو، سواء فى الأراضى الزراعية، أو فى تجارة المانجو وتوريدها للشوادر فى المدن والمراكز والمحافظات المختلفة . محمود عز الدين محمد صاحب حدائق مانجو بقرية الخضيرات التابعة لأولاد نجم القبلية يقول: إن قرية الخضيرات تورد المانجو إلى كل محافظات مصر، وأن هذا الموسم جيد والأسعار فى متناول الجميع ، ويضيف محمود: أن الأسعار تبدأ من 10 جنيهات حسب نوع المانجو ، ويعدد أنواع المانجو قائلاً: يوجد عويسي، صديقة، أبو إسماعيل، صنارة، زبدية، بلدي، هندى ملوكي، والفص التى تعد من أغلى الأنواع وغيرها . يبدأ يوم زارع المانجو بحسب المعلم محمود، بالاستيقاظ فى الصباح والذهاب إلى الحدائق وبدء عملية جنى المحصول بالخطاف وتجميعها، وتكون هناك خيام منصوبة فى الحدائق ، وبعد العصر يتم نقل المحصول إلى الشادر لبيعه عن طريق المزاد، وهناك من يشترى من الحديقة مباشرة. ويوضح: أن فترة المصيف الخاصة بهم يقضونها فى جناين المانجو نظراً لوقوع موسم الحصاد فى فصل الصيف دائماً، وينتهى فى سبتمبر ، ووصف الموسم بالخير والرزق للجميع ،حيث يرتفع الدخل وأن كل البلد بتعمل فى هذا الموسم . أسوان.. 20 طناً للفدان أصبحت المانجو من المحاصيل الرئيسية لأهالى أسوان وبدأت فى تهديد عرش التمور التى تصدرت قائمة المحاصيل الاقتصادية فى أسوان لعقود طويلة، وبلغ حجم الإنتاج منها ما يزيد على 100 ألف طن سنوياً. وتنتشر زراعة المانجو فى جميع قرى المحافظة إلا أنها تُزرع بشكل اقتصادى بمركز أدفو فى قرية الرمادي، والتى تعد المركز الرئيسى لزراعة المانجو وتليها قرية فارس بكوم إمبو وقرية المنصورية فى دراو. وكشف د. حسن أمين الشقطى أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة أسوان. أن حجم المساحات المزروعة بالمانجو بإدفو . يصل إلى 30 ألف فدان تتركز فى منطقة الرمادي، لافتاً إلى أنه من المعروف أن مانجو أسوان تُروى بالماء العذب علاوة على أنه رسالة بأن المزارع قادر على فرز وتعبئة المحصول وتصديره. من جانبه قال محمد أبو القاسم عمدة قرية فارس: إنه يتم زراعة أكثر من 3 آلاف فدان بالمانجو فى القرية ومعظمها من الأصناف القديمة مثل: الزبدية والسكرى والتيمور والسنارة والعويسى وخد الجميل والصديقة بالإضافة الى بعض الأصناف الجديدة التى يتم تصديرها للخارج ولا تُباع بالسوق المحلى لارتفاع سعرها مثل: الأيتى والياسمين والتومي، وقال: إن إنتاجية الفدان تتراوح ما بين «12 الى 20 طناً». لجميع الأصناف وطبقاً لمستوى خدمة ورعاية الأشجار وتسميدها .. وقال: إن جنى الثمار يتم عادة فى بداية شهر يونيو، وفى بعض الأحيان نظراً لارتفاع درجة الحرارة يتم قطف الثمار فى شهر مايو. المنيا.. أشجار عمرها 100 عام زراعة المانجو تنتشر فى غرب المنيا، وأشهر المراكز: سمالوط ومطاى ويأتى بعدهما مركز مغاغة، ويبدأ موسم الحصاد مع نهاية شهر يونيو، وقال حمادة سليم خبير زراعي: إن الموجه الحارة التى شهدتها البلاد أثرت بشكل إيجابى على الإنتاج والدليل على ذلك انخفاض الأسعار، واستعمال الماغنسيوم يساعد النبات فى تخزين الأوكسجين، كما أن الأراضى الطينية تحتاج الى برامج خاصة لزيادة الإنتاج، حتى لا يصاب بالأمراض وتجنب ذلك عن طريق المقاومة الدورية لتفادى إصابة الأشجار بالأمراض. وأضاف: أن الظهير الصحراوى يعد فى مقدمة الأماكن زراعة للمحصول بمختلف أنواعه، مع العناصر الكبرى والصغيرة لتحسين جودة الثمار، وأضاف: أن المساحة المزروعة تتجاوز 3 آلاف فدان، يتم زراعتها بمختلف الأنواع. فيما قال طه جمعه مزارع: إن زراعة المانجو تبدأ بالشتلات والفدان يحتاج إلى 700 شتلة يتم زراعتها على مسافة 6 أمتار بين الشجرة والأخري. واستطرد قائلا: أن محصول المانجو يتأثر بشكل كبير بعوامل المناخ وخاصة الرياح والتى تتسبب فى تساقط كميات كبيرة من المانجو التى وصلت لمرحلة النضج على الأرض، وتعد أرض محافظة المنيا من أجود الأراضى لزراعة المحصول، هذا بالإضافة إلى إنتاجية الفدان التى تصل إلى 10 أطنان. ولفت قائلا: أن تكلفة الفدان تصل إلى 30 ألف جنيه، ويحتاج المحصول إلى رعاية وتنقية الحشائش، ومتابعة الشجر خوفاً من الأمراض التى تصيب المحصول، كما أن هناك انواعاً من أشجار المانجو يصل عمرها إلى 100عام وينتج بنفس الكفاءة. السويس.. الأجنبى يكسب البلدى فى شمال السويس تنتشر زراعة المانجو خاصة بقرى شباب الخريجين، حيث ملوحة الأرض التى جعلت لأشجار المانجو نصيب الأسد فى الزراعة، مع تحميل المزارع بمحاصيل أخرى خفيفة، لتغطى ثمار الفاكهة الموسمية أكثر من نصف المساحات المزروعة هناك. فى قرية الرائد تخطت المساحة المزروعة بالمانجو 800 فدان، كما تغطى أشجار المانجو مساحاتٍ كبيرة فى قرية يوسف السباعى. يقول أبو بكر حمدان رئيس جمعية قرية يوسف السباعي: إن محافظة السويس تنتشر فيها أصناف السكرى الأبيض والأصفر والزبدية والعويس والفص والكيت والجولوك، والناعومى والفونس، وتتحمل تلك الأصناف الرطوبة العالية والحرارة، فضلاً عن صلاحيتها فى التربة الرملية والصفراء. ويضيف أبو بكر حمدان: أن المزارعين فى السويس بدأوا قبل 10 أعوام تقريباً فى التوسع بزراعة أصناف شتلات المانجو المستوردة من الخارج والتى دخلت مصر فى حقبة الثمانينيات، مثل: الكيت والكنت والناعومى، وكمبورس، والجولوك، يطلق عليها المزارعون أصناف أجنبي، وتتميز بأن أشجارها صغيرة الحجم وتنتج ثماراً كبيرة. بينما الأنواع البلدى المزروعة فى القرى، فهى الزبدية والسكرى، والعويس والصديقة والفونس وهى مانجو أفريقى، ومنتشرة فى السودان، وتلك الأصناف هى ما يبدأ به المزارعون الموسم، وتنضج فى السويس فى منتصف يونيو، وهى تتحمل التخزين ولذلك مرغوبة فى التصدير باستثناء المانجو السكرى، بينما يبدأ حصاد الأصناف الأجنبية من منتصف أغسطس وتستمر حتى شهر نوفمبر. وقال الضو فكرى مهندس زراعي: إن المصدرين يقبلون على سحب كميات كبيرة من تجار المانجو فى مصر وتصديرها للخليج العربي، إذ تتميز بطعمها وقلة الملوحة، وتتربع مانجو العويس التى تخرج من السويس على قائمة الأصناف المُصدرة، وذلك بسبب طعمها الحلو، كما أنها تنضج مبكراً قبل الأصناف الأجنبي. ويقول محمد حسين مالك مزرعة مانجو فى السويس: إن كل أنواع المانجو بها كمية الأملاح يشعر بها من يأكلها حتى وهى ناضجة تماماً، باستثناء المانجو العويس، والفص منها فهى من أعلى الأنواع والأكثر طلباً للتصدير بسبب طعمها حلو المذاق، وقلة الأملاح فيها مقارنة بباقى الأنواع، لذلك هى أغلى أنواع المانجو فى مصر. الأقصر.. مهرجان بالربابة والمزمار وسط أجواء من البهجة والحضور الكبير الذى تجاوز 7000 مواطن من الأقصر،عُقد المهرجان الأول للمانجو بالأقصر، شهد المهرجان العديد من الفعاليات والفقرات الفنية والورش بجانب توزيع كمية كبيرة من عصائر المانجو وآيس كريم المانجو على الحضور. المهندس عادل زيدان رئيس المهرجان: أكد أن المهرجان يهدف إلى الدعوة الى التوسع فى زراعة محصول المانجو بمحافظة الأقصر باعتباره واحداً من أهم المحاصيل الاستراتيجية التى تساهم فى زيادة الصادرات المصرية مما يحقق نمواً ملحوظاً للاقتصاد القومي، والمساهمة فى مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى وزراعة 100 مليون شجرة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وأضاف: أن المهرجان يوفر المزيد من فرص العمل لشباب الخريجين والمنتجين الزراعيين، وكشف عن أنه سيتم تدشين مبادرة «ازرع مانجو»، وستكون البداية بزراعة 300 فدان من 1000 فدان مستهدف خلال 5 سنوات مما يساهم فى زيادة الصادرات وتوسيع الرقعة الزراعية للمانجو، حيث تحتل الأقصر المركز السابع بين أكثر المحافظات إنتاجاً لثمار المانجو. يقول محمد حسانى مدير مكتبة مصر العامة بالأقصر : إن مكتبة مصر ومركز الأقصر للتراث الحضارى استضافا الحدث الثقافى الزراعى السياحى التنموي، وأن المهرجان كان بطعم الهوية المصرية القديمة الفرعونية ، وهو يختلف عن مهرجان الإسماعيليةوأسوان، وكان على المسرح الرومانى بطريق الكباش. وأضاف: أن أطفال المكتبة ارتدوا الملابس المصرية القديمة كرمزية وتعبير عن الحضارة بالأقصر، وضم المهرجان فقرات ثقافية كثيرة، منها: الإنشاد الدينى والغناء الفردى لفنانى ومنشدى الأقصر، والفنون الفلكلورية والربابة والمزمار البلدى الصعيدي، والتنورة والتحطيب والخيل والرسم على الوجه . شهد المهرجان عرض أنواع كثيرة من المانجو الصعيدى والشتلات والتى تعد أول أنواع المانجو نزولاً للسوق. سوهاج.. ارتفاع الحرارة عجل بالحصاد يقول الدكتور عبداللطيف دياب وكيل وزارة الزراعة : إن المساحات المزروعة بأشجار المانجو تبلغ حوالى 400 فدان على مستوى المحافظة وهى عبارة عن مساحات متناثرة، وأضاف المهندس خلف محمود رئيس قسم البساتين بمديرية الزراعة فى سوهاج أن سبب تراجع زراعة المانجو يرجع إلى ارتفاع تكلفة خدمة وتسميد أشجار المانجو ، كما أن أغلب المزارعين يقبلون على زراعات أخرى أكثر ربحاً مثل: الموز وقصب السكر، وأوضح خلف: أن ارتفاع درجات الحرارة هذا العام تسبب فى نضج ثمار المانجو قبل وقتها وما زال هناك بعض الزراع ينتظرون نضج المانجو على الأشجار تمهيداً لحصادها وجنيها خلال الأيام القادمة، وأكد أن إنتاج سوهاج من المانجو أقل من محافظات أخرى نظراً لعزوف الزراع عن زراعتها وتفضيلهم زراعة انواع أخرى من الفواكه.