«على دير العدرا ودِّيني أوفي ندري والرب راعيني، أمدح فيكي يا أم النور مهما يكون قلبي مكسور، امدح فيكي يا أم يسوع يا شفيعة كل الجموع، ومكانك على جبل مرفوع على دير العدرا ودِّيني»، ترانيم ينشدها زوار دير السيدة العذراء مريم «دير درنكة» بأسيوط، خلال الاحتفالات بصوم العذراء، وسط إقبال كبير من أقباط مختلف المحافظات على الدير. ومن التقاليد الشعبية المأثورة عن هذه الاحتفالات ما يقال عن ظهور أنوار مبهرة أعلى المنارة فى الدير تمثل طيف السيدة العذراء فيصيح المصلون: «نورك بان على الصلبان»، ويرددون فى مديحة أخرى: «أنا مبسوط أنا مبسوط دى العدرا بتظهر فى أسيوط». ولدير «درنكة» مكانة كبيرة فى قلوب المصريين جميعا مسلمين ومسيحيين، ولذا تتجلى في هذه الاحتفالات أروع مظاهر الوحدة الوطنية . ◄ أسيوط تستعد وترجع أهمية أسيوط كمركز لاحتفالات مولد السيدة مريم، لكونها تضم اثنين من أهم محطات مسار العائلة فى مصر وهما دير العذراء بدرنكة، والدير المحرق، دفع بمحافظة أسيوط لرفع درجة الاستعداد لمواكبة الحدث، وتفقد اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، دير السيدة العذراء بقرية درنكة الأسبوع الماضى، وتفقد أعمال التطوير الجارية فى الدير وفى مسار العائلة المقدسة، كما وجه بأهمية الاستعداد للاحتفال السنوى بمولد السيدة العذراء، ليخرج بالشكل الحضارى المشرف الذى يليق بمحافظة أسيوط، وأكد على ضرورة الاهتمام بأعمال الصيانة، ورفع كفاءة الطرق المحيطة، باعتبارها أماكن ذات قيمة تاريخية ودينية كبيرة، ولها دور كبير فى تنشيط حركة السياحة سواء الداخلية والخارجية، حيث تجذب آلاف الزوار. ◄ اقرأ أيضًا | هل للعذراء أبناء غير السيد المسيح؟.. الإنجيل تحدث عن 4 إخوة فضلا عن الأخوات ◄ 4 قداسات فيما يقول الأب عاموس، سكرتير الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها ودير السيدة العذراء مريم بجبل درنكة، إنه تم تنظيم برنامج للنهضة الروحية خلال فترة الاحتفالات، يشمل إقامة 4 قداسات الأول بالمغارة، وبكاتدرائية أم النور، وبكنيسة القربان، وكنيسة الصليب، بالإضافة لتسبيحة صلاة عشية بالساحة، وإقامة فترة الترانيم بالساحة، وتقام فترة العظة، وتختتم الاحتفالات اليومية بالتسبحة مساءً بالمغارة . وفيما يخص خدمات الضيافة، أشار إلى أنها مخفّضة، ويقدمها الدير لضيوفه وزواره، بجانب عدة أماكن إضافية لخدمات الضيافة، بهدف تخفيف النفقات على الأسر الوافدة للدير. وفيما يخص قصة الصوم، قال إنها ترجع لعصر الآباء الرسل، وأحب المصريون عمومًا هذا الصوم مسلمين ومسيحيين، لما تتمتع بها العذراء من محبة فى قلوب الجميع. ويزور المسلمون والمسيحيون الدير ويقدمون النذور للتبرك بالسيدة مريم. ◄ الشلولو وتابع: ظهرت عادات فى هذا الصوم ومنها الأكلات الشعبية مثل «الشلولو»، وهى أكلة مشهورة مرتبطة بصوم العذراء التى يُعتقد أن القديسة مريم كانت تأكلها أثناء رحلتها داخل مصر. وفى فتره صوم العذراء والاحتفال الذى يُقام بدير العذراء بدرنكة، يظهر مدى ارتباط شعب مصر بكل طوائفه فى حبه لسيدة الكل مريم العذراء، ومدى التحام الشعب المصرى المتداخل فى عاداته وتقاليده دون تفرقة، فلا نستطيع أن نميز الوافد للدير إن كان مسيحيًا أو مسلمًا، فالكل يقف بخشوع أمام العذراء. ◄ البوابة الجديدة أما فيما يخص أعمال تطوير الدير، يقول المهندس محسن بديع مهنى، استشارى أعمال مبانى الدير، إنه خلال أيام قليلة سيتم افتتاح بوابة الدير الرئيسية، التى استغرق تطويرها نحو 3 سنوات، بعد أن تم هدمها بالكامل وإعادة بنائها بالشكل الذى يليق بزوار الدير، وهى عبارة عن كتلتين 20 × 20 يمين ويسار يتوسطهما قبو مفتوح للمرور ومظلة للحارس بارتفاع 12 مترًا . والكتلة عبارة عن أربعة طوابق بارتفاع 16 مترًا، وكل كتلة بها غرفتان وسلم، والغرفة تحتوى على حمّام للخُدام والكشافة، بجانب غرفتين بالدور الأرضى لأفراد الأمن وجميعها مكيّفة.. ومن الأعمال الجديدة وصلة للكوبرى من منطقة المصاعد وحتى البانوراما، بهدف إنهاء الازدحام والتكدس أثناء المواسم والأعياد، إضافة إلى إنشاء مصعد بانوراما يسع ل 25 فردًا، وسيتم الانتهاء منه خلال ال15 يومًا المقبلة . ◄ التطوير الخارجي أما بالنسبة لأعمال التطوير خارج الدير، فقد تم تطوير جانبى الطريق، بالإنترلوك والنجيل من عند البوابة التى تم إنشاؤها من قبل وزارة السياحة بمسافة 500 متر تقريبًا . وتسهيلًا لحركة الزوار القادمين من محافظة أسيوط إلى الدير، تم تعبيد طريق جديد خاص، ورصفه بدءًا من كوبرى الهضبة بمسافة 1700 متر .كما تم إضافة مبنيين جديدين واستراحات لقضاء خلوات روحية، وهى عبارة عن 60 وحدة، والمبنى مكون من 6 طوابق، ومبنى آخر 3 طوابق قابل للزيادة، كما تم تطوير الكافيتريا وتجديدها منذ العام الماضي، وتكييفها بشكل كامل. وتم تطوير الكنيسة التى رفع عليها أكبر تمثال للسيدة العذراء مريم بطول 9 أمتار ويزن 10 أطنان من البرونز وعرضه 4 أمتار، وتم نحته فى 3 شهور، وتزويدها بالإضاءة، كما تم تمهيد مسطح كبير بمساحة 4 أفدنة، من الغابة الشجرية وتحويلها لمرفأ سيارات، وقد تخطت تكلفة البوابة 7 ملايين جنيه، والمصعد دون الهيكل 7 ملايين أيضًا .