قال وزير الشؤون الدينية والعبادة والعادات بجمهورية مالي، الدكتور محمادو عمر كوني، إنَّ موضوع الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع، من الموضوعات التي يظل البحث فيهما إلى قيام الساعة، وذلك لما لها من أهمية قصوى في معالجة قضايا الناس في حياتهم الدينية والدنيوية ولمواكبتها كل زمان ومكان. وأكد الدكتور كوني - خلال كلمته اليوم ضمن فعاليات جلسة الوفود بالمؤتمر العالمي التاسع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم - أن الأخلاق يكون بناؤها دومًا من البداية إلى النّهاية ولا يمكن أن يكون تمام البناء إلّا في اللحد، لذا جاء القرآن الكريم تلبيةً لهذا الغرض المنشود وهداية للبشرية في تهذيب أخلاقها. وأضاف أن العالم الذي نعيشه له أشكال كثيرة وصُورٌ متعددة متنوعة بكثرة حوادثها ونوازلها وتشعب متغيراتها، لذا جاءت الشريعة لتتسع لكل الأحوال والمآلات، والفتوى هي المرسوم الديني الذي يقوم بإصداره علماء في الدين الإسلامي حسب الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، مشيرا إلى أنها تعد لتلك الأسباب من الأمور العظيمة في الدين من ناحية المسؤولية، لأن من تأهب لها يكون كمن نصّب نفسه للتوقيع عن الله في أمور جدلية مثل الأمر والنهي، وإطلاق مسميات مثل الحلال والحرام. وأوضح أن الفتوى بذلك نوعان فتوى عامّة تتعلّق بالشأن العام وبهموم المجتمع وقضاياه العامّة وهي القضايا العامّة، وفتوى خاصّة تتعلق بسائل بعينه وبحسب واقعة السّؤال، وتتغيّر بسبب تغيّر جهات الفتوى، وإنّ القيام بها من غير علم من كبائر الذّنوب. وفي ختام كلمته، قال وزير الشؤون الدينية في مالي، في ختام كلمته "إن المفتي إنسان تنطبق عليه شروط وأهلية، إلا أنه غير معصوم وقد يخطئ بعلمه"، داعيا كافة المسلمين إلى الاهتمام بالخدمة الإلكترونية التي تقدمها الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء. كما دعا الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن تجعل لنفسها مندوبين معتمدين في كثير من البلدان لِتَعُمَّ الفائدة وينتفع البلاد والعباد. اقرأ أيضاً | الانفصاليون في شمال مالي يعلنون تحقيق «انتصار كبير» على الجيش وحلفائه