احتضنت باريس، يوم الجمعة افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024، في حدث مهيب تخللته عروض ملونة وتفاعل جماهيري حار، حيث ملأت الاحتفالات الحية والشعارات الحماسية الأجواء. وفيما يلي، تستعرض «بوابة أخبار اليوم» صدى هذه الفعاليات وكذلك بعض رود الفعل بين أوساط الجمهور في فرنسا وأرجاء أوروبا. بدايةً.. تُعتبر الألعاب الأولمبية الصيفية الحدث الرياضي الأبرز عالميًا، حيث إنها ليست فقط ساحة للتنافس الرياضي، بل منصة للحظات تاريخية تجمع العالم كل أربع سنوات. وفي دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، شهدت فرنسا العديد من الفعاليات التي جذبت أنظار العالم أجمع. حيث أثار قرار فرنسا بفرض مبدأ على الرياضيات اللواتي يرتدين الحجاب جدلا واسعًا، حيث قررت السلطات منعهن من ارتداء الحجاب خلال مشاركتهن في الألعاب الأولمبية. اقرأ أيضًا: تفاصيل استضافة فرنسا دورة الألعاب الأولمبية 2024.. أزمات وتحديات في حين يتعارض هذا القرار مع لوائح اللجنة الأولمبية الدولية التي تسمح للرياضيين بارتداء الملابس الدينية، بما في ذلك الحجاب، وأوضح رئيس اللجنة الأولمبية الفرنسية أن الرياضيين الفرنسيين ملزمون بالمبادئ "العلمانية" التي تطبق على العاملين بالقطاع العام في فرنسا، مما يشمل منع ارتداء الحجاب أثناء مشاركتهم في الألعاب. كما أثار الجدل تصريحات العداءة الفرنسية سونكامبا سيلا، التي أعلنت أنها مُنعت من المشاركة في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية بسبب ارتدائها الحجاب. وقالت سيلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "تخيل أن يتم اختيارك للمشاركة في الأولمبياد ببلدك، لكن يُمنع عليك المشاركة في حفل افتتتاح الألعاب الأولمبية بسبب ارتدائك للحجاب"، مما أدى إلى موجة انتقادات من خبراء حقوق الإنسان ضد فرنسا. وأعلنت سيلا، التي تنافس في سباق التتابع النسائي والمختلط ضمن فريق فرنسا، أنها ستشارك في حفل افتتاح أولمبياد باريس مرتديةً قبعة تغطي رأسها كبديل للحجاب، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق مع اللجنة الأولمبية الفرنسية، وأضافت عبر حسابها على "إنستجرام": "أشكر الجميع على الدعم منذ البداية". دعوات لاستبعاد الرياضيين الإسرائيليين ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والانتهاكات المتواصلة، دعا المؤيدون للقضية الفلسطينية إلى استبعاد البعثة الإسرائيلية من أولمبياد باريس، وهذا يشابه ما حدث مع الرياضيين الروس والبيلاروسيين الذين يتنافسون تحت راية محايدة في دورة الألعاب البارالمبية في باريس 2024، ومنعهم من المشاركة في حفلي الافتتاح والختام. وطالب النائب البرلماني توما بورت من حزب "فرنسا الأبية" باستبعاد الرياضيين الإسرائيليين، مؤكدا على أنهم "غير مرحب بهم في فرنسا"، ودعا إلى احتجاجات ضد مشاركتهم في دورة الألعاب الأولمبية، ورغم هذه الاحتجاجات، وصل الرياضيون الإسرائيليون إلى فرنسا وسط إجراءات أمنية مشددة، وشاركوا في حفل الافتتاح، مما أثار انتقادات واسعة. اقرأ أيضًا: اولمبياد باريس 2024| فرنسا تتزين بأكبر درع أمان بتاريخ الألعاب الأولمبية انتقادات بسبب «التطهير الاجتماعي» وتعرضت السلطات الفرنسية لانتقادات حادة بسبب نقل المهاجرين والمشردين من وسط باريس إلى ضواحي المدينة قبل الألعاب الأولمبية، واصفا النشطاء ذلك بأنه "تطهير اجتماعي". وأشار ناثان ليكيو، أحد منظمي مجموعة "Utopia" الناشطة، بأن إبعاد المهاجرين مع اقتراب موعد حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، في ذلك الوقت كان واضحًا. ووفقًا لتقارير عدة، طالت عمليات الطرد نحو 13 ألف شخص معظمهم من المهاجرين، من منطقة إيل دو فرانس، بزيادة قدرها 38.5% مقارنةً بالسنوات السابقة، مما أثار استنكارًا لرغبة منظمي الأولمبياد في "إخفاء مظاهر الفقر". عروض أثارت استياء الجمهور حول العالم كما أثار حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، ضجة واسعة وانتقادات حادة في فرنسا وخارجها، بعدما تم استخدام لوحة فنية شهيرة بطريقة أثارت استغراب الكثيرين. حيث قام راقصون بإعادة تجسيد لوحة "العشاء الأخير" لليوناردو دافنشي، لكن العرض تضمن إشارات لمجتمع الميم، مما أثار استياء اليمين الفرنسي وبعض الجمهور الأوروبيون. وتضمن العرض مشاهد لراقصين يمثلون مجتمع المتحولين جنسيا، مما اعتبره البعض إدخالا غير مناسب لقضية مثيرة للجدل في حدث رياضي عالمي، ووصفه آخرون بأنه "مهين"، كما وصف النقاد العرض بأنه "افتقار لاحترام" لأحد أشهر الأعمال الفنية في التاريخ، وذلك وفقًا لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية. وأوضح الحساب الرسمي للبطولة على منصة "إكس" أن العرض الذي كان ضمن حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية كان "تفسيرًا للإله اليوناني ديونيسوس، للتعبير عن عبثية العنف بين البشر"، لكن هذا التفسير لم يخفف من حدة الانتقادات، حيث رأى العديد من الناس العرض كإهانة دينية. وأعربت النائبة الأوروبية اليمينية، ماريون مارشال على "إكس" قائلة: "إلى كل المسيحيين الذين شعروا بالإهانة من هذه المحاكاة الساخرة في حفل باريس 2024، اعلموا أن هذا ليس صوت فرنسا بل أقلية يسارية تسعى لاستفزازكم". وانتقد أيضًا الفعاليات رجل الأعمال الأمريكي الملياردير، إيلون ماسك العرض على منصة "إكس"، معتبرا إياه "غير محترم للغاية تجاه المسيحيين".