يعد تمثال الملكة البطلمية الموجود بمتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية من إحدى أهم المقتنيات الأثرية والمميزة في مجموعة الآثار الغارقة، حيث شارك التمثال في معرض "أوزيريس: أسرار مصر الغارقة" وبدأ جولته العالمية وجاب عددًا من العواصم الأوروبية، ومن ثم جاب الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأخيرًا عاد إلى متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية. يرجع هذا التمثال إلى العصرين اليوناني والروماني، العصر البطلمي (القرن الثالث قبل الميلاد)، وهو مصنوع من صخور الجرانيت الأشهب، تم اكتشاف التمثال في مصر السفلى خلال حفريات عام 2000، حيث تم انتشاله من قاع البحر المتوسط بالإسكندرية من المدينة القديمة "كانوبس". يتميز التمثال بحجمه الذي يتعدى الحجم الطبيعي بفارق طفيف، ويعطي الرداء الذي ترتديه الملكة بعض الدلائل التي قد تساهم في تحديد هوية هذه الشخصية؛ وهي الملكة أرسينوي الثانية زوجة بطلميوس الثاني. تعود أهمية هذا التمثال إلى قيمته التاريخية والجمالية، إذ يعكس مستوى الحرفية والمهارة الفنية التي وصل إليها النحاتون في ذلك العصر، كما أنه يمثل حقبة هامة من التاريخ المصري، حيث كانت الملكة أرسينوي الثانية شخصية بارزة في السياسة والثقافة خلال العصر البطلمي. ساهمت مشاركة التمثال في المعارض الدولية في تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي بمصر القديمة، وجذب الأنظار إلى التراث الغني الذي تمتلكه، وأيضًا، أعادت هذه الجولة العالمية الحياة للتمثال، حيث حظي بفرصة أن يُشاهد ويُقدر من قبل جمهور واسع ومتنوع من مختلف أنحاء العالم. عند عودته إلى متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، أصبح التمثال مرة أخرى جزءًا من مجموعة الآثار الغارقة، مسلطًا الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي لمصر، ومدى تأثيره العميق على الحضارات المتعاقبة. قصة الآثار الغارقة تُعتبر الآثار الغارقة من أبرز الكنوز التاريخية التي تحمل في طياتها الكثير من الأسرار والقصص التي تعود إلى العصور القديمة، إذ تتيح هذه الآثار نافذة على الحياة القديمة، مُسلطة الضوء على الحضارات التي ازدهرت على سواحل البحار والأنهار. قصة مدينة "كانوبس" واحدة من أشهر هذه القصص هي قصة مدينة "كانوبس" التي كانت تقع في منطقة الدلتا المصرية، والتي اختفت تحت مياه البحر الأبيض المتوسط على مر العصور، يُعتقد أن المدينة غرقت نتيجة لمجموعة من الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والتسونامي، مما أدى إلى انهيار البنية التحتية وغرقها تحت الأمواج. الكنوز المدفونة تحت المياه على مر السنوات، بذلت جهود كثيرة لاكتشاف هذه الكنوز المدفونة تحت المياه، حيث كانت فرق الغوص والتنقيب تستخدم تقنيات حديثة للبحث عن آثار المدن المفقودة، وقد نجحت هذه الفرق في انتشال العديد من القطع الأثرية التي كانت جزءًا من الحياة اليومية والتقليدية في تلك الحقبة الزمنية، مثل التماثيل والأواني والعملات والأسلحة. تمثال الملكة البطلمية ومن بين هذه الكنوز، تمثال الملكة البطلمية الموجود حاليًا في متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، والذي يعد من أبرز الاكتشافات، تم انتشاله من قاع البحر المتوسط بالقرب من مدينة كانوبس، ليعيد الحياة إلى واحدة من أكثر الحقب الزمنية غموضًا وإثارة في التاريخ المصري. تساهم هذه الاكتشافات في إثراء المعرفة بالتاريخ القديم وفهم كيف كانت تتفاعل الحضارات مع البيئات المائية التي عاشوا بالقرب منها، مما يعزز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي المغمور وحمايته للأجيال القادمة. اقرا ايضا | إرث مصر الفريد.. ندوة لخالد العناني بمكتبة الإسكندرية