مع اقتراب الانتخابات الأمريكية فى نوفمبر المقبل، يركز المستثمرون بشكل متزايد على ما قد يعنيه فوز دونالد ترامب للأسواق والاقتصادات العالمية.. وتُعطى أسواق التوقعات احتمالاً بنسبة 70% لفوز ترامب، وفقًا لمذكرة من جولدمان ساكس بتاريخ 17 يوليو. وازداد الدعم له بعد محاولة اغتياله الفاشلة. وارتفعت الرهانات على نتائج الانتخابات بنسبة 116% فى ذلك اليوم على Predictit، مما يعزز بشكل كبير احتمالات فوزه. وفقًا لتقرير بيزنس انسايدر، فإنه إذا فاز ترامب، سيحتاج المستثمرون إلى فهم كيفية تأثيره على أجزاء مختلفة من الاقتصاد وعلى الرغم من ذلك، لكى يتمكن ترامب من تنفيذ التغييرات السياسية بسهولة أكبر، يحتاج إلى فوز الجمهوريين بأغلبية فى كلا المجلسين لزيادة فرص تمرير أجندته دون احتكاك مع الخصوم الديمقراطيين. وفيما يتعلق بالمجالات المستعدة للتغيير المباشر، ذكر تقرير جولدمان أن التعريفات والضرائب واللوائح التنظيمية هى المحور المركزى.. وقام بنك جولدمان بمراجعة سياسات إدارته السابقة لتوقع ما يمكن حدوثه خلال فترة ثانية. وجدوا تقليصًا للقواعد المتعلقة بمعايير كفاءة استهلاك الوقود للمركبات، التصاريح البيئية، التنظيمات المالية، ومقدمى خدمات الإنترنت. فى الوقت نفسه، زادت الإدارة القيود على الهجرة، وأسعار الأدوية، والمنتجات التى تحتوى على النيكوتين. علاوة على ذلك، توقع البنك الاستثمارى أن تشهد فترة ثانية لترامب المزيد من التراجعات فى سياسات الطاقة والبيئة، مما قد يكون سلبيًا للطاقة المتجددة وإيجابيًا لأشكال الطاقة التقليدية. وتوقعوا أيضًا تخفيف التنظيمات المالية، مما قد يكون جيدًا للبنوك. وفيما يتعلق بالسياسة النقدية، يعتقد الخبير الاقتصادى البارز كريستوف بارود أن إدارة ترامب يمكن أن تضغط على الاحتياطى الفيدرالى ليكون أكثر تساهلاً فى أسعار الفائدة، أى عمل تخفيضات أكبر أو أسرع. لكن فى مقابلة حديثة مع بلومبرج بيزنس ويك، نصح ترامب بعدم خفض أسعار الفائدة قبل الانتخابات، مشيرًا إلى مخاوف التضخم. وذكر تقرير جولدمان سيناريو يتم فيه تطبيق تعريفة شاملة بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية، بغض النظر عن مصدر تلك السلع. وقال إن ذلك سيؤثر على الاقتصاد العالمى والمستهلكين الأمريكيين، الذين سيدفعون أسعارًا أعلى لمشترياتهم المستوردة. وفى عام 2023، استوردت الولاياتالمتحدة أكثر من 3.8 تريليون دولار من السلع، مما يجعلها أكبر مستورد فى العالم. والمكسيك وكندا والصين هى أكبر شركائها التجاريين. ولكن وفقًا لتقرير جولدمان، من المرجح أن تتأثر الصين واليابان وألمانيا بشكل أكبر لأن التصنيع يشكل نسبة كبيرة من ناتجها المحلى الإجمالى.. والصناعات الأوروبية الأكثر تعرضًا للتعريفات الأمريكية هى تلك التى تتمتع بأعلى نسبة من السلع المباعة للولايات المتحدة، وفقًا لاستراتيجيى جولدمان. وفى قمة القائمة تأتى الآلات والمعدات، حيث ينتهى 29% من المنتجات فى الولاياتالمتحدة، تليها الأدوية بنسبة 19%، والمواد الكيميائية بنسبة 12%. وفى الأسهم الأوروبية، يوصى فريق جولدمان باتخاذ موقف طويل الأجل على الأسماء التى تمتلك أصولًا وأعمالًا مقرها الولاياتالمتحدة مع تجنب السيارات والمواد الكيميائية الأوروبية. ◄ اقرأ أيضًا | ترامب معلقا على انسحاب بايدن: المحتال جو بايدن لم يكن مؤهلا للترشح للرئاسة ◄ أسواق المال وذكر تقرير جولدمان ساكس أن القطاعات الأكثر تعرضًا لعدم اليقين السياسى، سواء بشكل إيجابى أو سلبى، تشمل الطاقة والشركات المالية وشركات الرعاية الصحية والصناعات والاتصالات فى حين أن القطاعات الأقل تأثرا بشكل سلبى هى قطاعات التكنولوجيا، والعقارات والسلع الاستهلاكية. ويشير التقرير إلى أن أداء الذهب بعد الانتخابات يعتمد بشكل كبير على نتيجة حكومة موحدة، وهى عندما يكون الرئيس وأغلبية الكونجرس من نفس الحزب. وتوقع بنك جولدمان ساكس ارتفاع الغاز الطبيعى، حيث إن ادارة ترامب سوف تسمح بتصاريح تصدير الغاز الطبيعى المسال بعد أن حاولت إدارة بايدن وقفها.. ويعتقد البنك أيضًا أن صناعة النفط والغاز سيتم تفضيلها، حيث سيتم تخفيف العقبات التى تؤثر على تطورها من خلال توسيع عقود إيجار النفط على الأراضى الفيدرالية والبحرية، والتراجع عن القيود المفروضة على المصافى وانبعاثات غاز الميثان. وحول أدوات الدخل الثابت شدد التقرير على أن تأثير واشنطن قد يكون محدودا على سياسة البنك الفيدرالي الأمريكي إلا أن كيفية استجابة مشترى السندات هى قصة أخرى. وكان هناك ارتباط ملحوظ بين الانتخابات وسندات الخزانة لأجل 10 سنوات، حيث إنه فى الأشهر الستة التى سبقت يوم التصويت، انخفضت أسعار الفائدة تاريخيا، ولكن فى أعقابها تسود حالة من عدم اليقين ومن المتوقع انخفاض العائد فى ظل حكومة ترامب المنقسمة. ولكن فى ظل سيطرة الحزب الجمهورى من المتوقع أن تصبح العوائد متباينة أو أعلى قليلاً. ◄ التخفيضات الضريبية وقدم مركز التقدم الأمريكى تحليلًا جديدًا يوفر تقديرات تقريبية لمن يستفيد. وأظهر أن خطة ترامب لخفض معدل الضريبة على الشركات إلى 15% سوف توفر مبلغا إجماليا قدره 48 مليار دولار لأكبر 100 شركة أمريكية، حيث أعلنت هذه الشركات عن أرباح إجمالية تبلغ 1.1 تريليون دولار فى آخر تقرير سنوى لها.. ويضيف أن أن التخفيض الضريبى سوف يوفر سنويا إجمالى 23 مليار دولار لأكبر عشر شركات أمريكية، بما فى ذلك ميتا، وكومكاست، وبنك جى بى مورجان تشيس. وأبلغت هذه الشركات عن أرباح تتجاوز 520 مليار دولار.. ويشير التحليل أيضا إلى أن التخفيض الضريبى سوف يوفر سنويا مبلغا قدره 2.5 مليار دولار لخمس من أكبر شركات النفط الأمريكية وتشمل شركات إكسون موبيل، وشيفرون، وماراثون بتروليوم وكونوكو فيليبس، وفيليبس 66، وفاليرو إنرجى. حيث أبلغت هذه الشركات عن أرباح تتجاوز 90 مليار دولار. ويتوقع التحليل أيضا أن التخفيض الضريبى سوف يوفر مبلغا سنويا 3.1 مليار دولار لخمس من أكبر شركات الأدوية وهى جونسون آند جونسون، وميرك، وفايزر، وآبفي، وبريستول- مايرز سكويب.. حيث أبلغت هذه الشركات عن أرباح تتجاوز 50 مليار دولار.. وكذلك سوف يوفر التخفيض سنويا مبلغا قدره 4.1 مليار دولار لخمس من أكبر البنوك وهى بنوك جى بى مورجان تشيس، وبنك أمريكا، وسيتى جروب، وويلز فارجو، وجولدمان ساكس. حيث أبلغت هذه البنوك عن أرباح تقارب 113 مليار دولار وفقًا للتحليل.