ألفا .. جيل افتراضى تواجهه الخرافات جيل البنائين حولوا خراب الحروب إلى عمران فى صمت شباب واى عانى من هجمات 11 سبتمبر ويحقق أحلامه متأخرا 4 أساليب لتربية الصغار بين الحب والاستبداد «حين كنت فى السابعة من عمري، أوكلت لى أمى مهمة غسل الملابس، وقد كانت مهمة شاقة وطويلة فى ذلك الوقت، نظرًا لعدم توافر الكهرباء. علمتنى أمى أنه علىَ نقع الملابس طوال الليل، ثم غسلها بالصابون فى اليوم التالى وغليها وشطفها وعصرها بيدى، ثم وضعها فى عصارة الملابس، ثم تعليقها لتجف. وفى حال كانت الملابس متسخة أكثر من المعتاد كنت أضطر إلى تكرار هذه العملية بأكملها ثلاث مرات. لقد عاصرت حدوث طفرات تكنولوجية هائلة طوال حياتي، إلا أننى أخشى أن هذا الأمر جعل جيل الشباب أكثر تكاسلا، ولكنى مع ذلك أحب التحدث مع حفيدتى «ديزى» على تطبيق «فيس تايم»، فرغم أنها تعيش على بعد 14 ساعة بالسيارة منى، فإنى أشعر بترابط معها أكثر مما شعرت به تجاه أخى، الذى نشأت معه فى المنزل. بين السطور الماضية، يتجلى الفرق الشاسع بين بيئة الأجيال المختلفة، والتى روتها الجدة «شيرلي» البالغة من العمر 82 عامًا. فروق أزاح كتاب «جيل ألفا» الستار عنها وبدت فيه جهود ثلاثة مؤلفين هم «مارك ماكريندل، مدير أبحاث ماكريندل، وآشلى فيل، مديرة إحدى الشركات المتخصصة فى الأبحاث والاتصالات، والباحث سام باكرفيلد، وخاض ثلاثتهم رحلة بحثية متعمقة للوقوف على الأجيال البشرية، التى لا تزال على قيد الحياة إلى الآن بدءًا منذ عام 1925 وحتى 2024. الأجيال المقصودة أحد أكثر الاكتشافات المتكررة التى توصل إليها الباحثون الثلاثة، أن الناس يحبون التحدث عن الأجيال المختلفة، فكلمة جيل تصف كل من ولدوا فى فترة زمنية واحدة. ومن المهم معرفة طبيعة الأشخاص ومواقعهم فى كل جيل، بدءًا من الأجداد والآباء وصولًا إلى الأجيال الأحدث، إذ أنه من المفيد للغاية رسم صورة للأشخاص الذين بنوا – ويواصلون البناء –، وهم: الجيل الصامت (1925 – 1945)، ثم جيل طفرة المواليد (1946 – 1964)، يليهما جيل إكس (1965 – 1979)، فجيل الألفية أو "جيل واي" (1980 – 1994)، ثم جيل زد (1995 – 2009)، وأخيرًا جيل ألفا (2010 – 2024). ولعل الصور النمطية للأجيال ليست أمرًا جديدًا فلطالما كان جيل «واي»، المعروف بجيل الألفية الذين ولدوا بين عامى 1980 و1994، وهم آباء وأمهات جيل (ألفا) يوصفون بالكسل وبشعورهم بأفضليتهم على غيرهم، وهو ما ينطبق على الأجيال الأقدم مثل جيل طفرة المواليد. لكن المثير أننا نشهد تحولًا جذريًا فى طبيعة الأجيال، فقد أصبح متوسط عمر سكان العالم تحت 30 عامًا. ومن المثير للاهتمام أن السنة التى شهدت بداية مولد جيل ألفا (2010) كانت أول سنة يشكل فيها جيلى (واى وزد) أكثر من نصف عدد سكان العالم، وهذا يعنى أن الذين ولدوا منذ عام 1980 أصبح عددهم يفوق عدد كل الذين ولدوا قبل هذه السنة. اقرأ أيضا| «Apple Vision Pro».. التحكم باستخدام الرأس واليدين والعين كذلك أصبح جيلا «واى وزد» يمثلون حاليًا الغالبية العظمى من القوة العاملة، حيث فاق عددهم كلا من جيلى «إكس وطفرة المواليد» لأول مرة، وهذا يعنى أن القوة الديموجرافية والاقتصادية تحولت إلى هذين الجيلين الصاعدين (Y) و(Z) وأنهم صاروا يمثلون أغلب العاملين والمستهلكين والقوة الفاعلة. ووفقًا لطريقة التسمية الأبجدية الإغريقية هذه سيأتى بعد ذلك «جيل بيتا» الذى سيولد فى الفترة من (2025 حتى 2039) وسيعقبه «جيل جاما» من (2040 حتى 2054) ثم «جيل دلتا» من (2055 حتى 2069). فى عصرنا الحالى تقلص متوسط مدة عمل الإنسان فى دور وظيفى واحد لأقل من ثلاث سنوات. ويلعب اقتصاد العمل الحر، الذى تعين فيه المؤسسات عاملين مستقلين مؤقتين بعقود قصيرة الأجل، دورًا فى ذلك، وكذلك الطبيعة المتغيرة لمستقبل العمل. وهنا يتنبأ المنتدى الاقتصادى العالمى أن (65%) من جيل ألفا الذين سيلتحقون بالمرحلة الابتدائية فى العصر الحالى سينتهى بهم الحال بالعمل فى أنواع جديدة تمامًا من الوظائف التى لم تظهر بعد. الجيل الصامت يتمثل هذا الجيل فى مواليد الفترة من عام 1925 حتى 1945، ويطلق عليه اسم «جيل البنائين»، لأنه هو الذى بنى أشهر المدن المنتشرة فى المجتمعات الكبرى وأسلوب الحياة الذى نستمتع بها، لكنهم صاروا حاليًا أكبر جيل سنًا فى العالم، كما أنهم خرجوا إلى النور فى السنوات السابقة على الحرب العالمية الثانية حتى نهايتها. ويشار إلى جيل البنائين هذا على أنه أعظم جيل على الإطلاق، وهذا بسبب الأزمات التى تجاوزها ومثابرته فى التعامل مع الأمور. جيل طفرة المواليد هؤلاء هم أبناء الجيل الصامت، وقد ولدوا فى الفترة منذ عام 1946 حتى عام 1964. لقد كان هذا آخر جيل يمتد لأكثر من 15 سنة ويسمى على اسم حدث اجتماعي، وهو الطفرة التى حدثت فى المواليد والاقتصاد فى الفترة التى أعقبت الحرب العالمية الثانية، فقد شهدت تلك الفترة عودة للاهتمام بالحياة الأسرية والمجتمع المحلي، تلتها طفرة فى معدل الخصوبة الذى بدأ يزيد بسرعة كبيرة. كان الحدث الأبرز فى حياة هذا الجيل هو إرسال البشر للهبوط على سطح القمر. جيل إكس، ويمثل هذا الجيل عددًا ضخمًا من التعداد السكاني، فقد ولد أبناؤه فى الفترة منذ عام 1965 حتى عام 1979، وأصبحوا حاليًا فى أوائل الأربعينيات حتى منتصف الخمسينيات من عمرهم، أى أنهم فى منتصف حياتهم الأسرية والمهنية. عاش هذا الجيل فى فترة المراهقة فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وكانوا أول جيل فى العالم يشهد دخول أجهزة الكمبيوتر فى مدارسهم ومنازلهم. وكذلك كانوا جيلا يعاصر انتشار عمل كلا الوالدين ويتعرض لنسب أعلى فى معدلات الطلاق التى فاقت بكثير ما تعرضت له الأجيال السابقة. أطلق على هذا الجيل مسميات مثل، «أطفال المفاتيح» والجيل الذى ترك وحيدًا لفترات طويلة فى المنزل دون رعاية أو رقابة من الأبوين نتيجة لعملهم خارج المنزل، وأصبح أكثر ارتباطًا بأقرانه وأكثر استقلالا ومرونة. والآن يطلق عليهم أيضًا «الجيل الوسط» أو «جيل الشطيرة» لأن كثيرًا منهم يتولون حاليًا رعاية آبائهم وأمهاتهم المسنين وفى الوقت نفسه أطفالهم الصغار المعتمدين عليهم. جيل واى، ويحمل هذا الجيل من ولدوا بين عامى 1980 و1994، وهذا يعنى أنهم صاروا الآن فى مرحلة محورية فى حياتهم، وهى مرحلة تكوين الأسرة، وأنهم جيل الآباء والأمهات التالي، وسيصبح أبناؤهم على الأرجح جيل ألفا. ونظرًا لأن هذا الجيل بلغ سن الرشد مع الألفية الجديدة أو فيها ويطلق عليهم جيل الألفية أيضًا. يوصف «جيل واي» عادة بأنهم بارعون فى استخدام التكنولوجيا ومرفهون وبأنهم الجيل الذى تعذر عليه امتلاك منازل خاصة، وهو جيل لديه توقعات مختلفة بشأن الحياة المهنية والأسرية وأسلوب الحياة. ففى حين كان يتوق معظمهم لامتلاك منازل خاصة بهم، فإنهم استمتعوا بتناول الوجبات الفاخرة فى المقاهى المحلية. نشأ جيل واى فى واحد من أفضل الظروف الاقتصادية التى شهدها العالم، لكنه تعرض للأزمة المالية العالمية بين عامى 2007 و2008 ثم تأثرت حياته مرة أخرى فى أثناء جائحة كورونا؛ إذ تزامنت تلك الجائحة العالمية مع بدء «جيل Y» مرحلة تأسيس حياته الأسرية. كان أحد أبرز ما تعرض له هذا الجيل أحداث 11 سبتمبر 2001 وما تلاها من تغييرات أمنية على المطارات ثم الحرب على أفغانستان وغزو العراق والتركيز على ما يعرف بمكافحة الإرهاب دوليًا. ونشأ فى عصر تشكل بظهور التكنولوجيا الرقمية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وشبكة الإنترنت واقتصاد العمل الحر. استثمر «جيل Y» بشكل كبير ما تلقاه من تعليم والتزم بتطوير حياته المهنية، وبعيدًا عن استخفاف البعض به اتضح أن هذا الجيل يتمتع بقدر كبير من المرونة وفى سبيله إلى الاستقرار حاليًا وشراء عقارات وتكوين أسر على الرغم من حدوث هذه الأشياء فى وقت متأخر من حياته. حين ولد أفراد هذا الجيل كان آباؤهم وأمهاتهم فى الأغلب فى أواخر العشرينيات من عمرهم، بينما صار حاليًا متوسط عمر الأمهات الجديدات فى أوائل الثلاثينيات من عمرهن. جيل زد يعبر جيل زد عن المواليد بين عامى 1995 و2009، وبلغوا سن الرشد فى القرن الحادى والعشرين، وتأثروا بالتنوع الثقافى المتزايد والعلامات التجارية العالمية ومواقع التواصل الاجتماعى والعالم الرقمي. كان هذا أول جيل من خريجى المدارس الثانوية يعمل فى مجال الاقتصاد الرقمي، إذ أصبحت الروبوتات والرقمنة والبيانات الضخمة والتعلم الآلى فى العصر الحالى عناصر سائدة، فعندما نبدأ بكتابة شيء ما على موقع جوجل ونجده يجيب عن سؤالنا حتى قبل أن نطرحه بالكامل عليه فإن هذا من فعل الذكاء الاصطناعي. نشأ جيل Z فى قلب مواقع التواصل الاجتماعى فقضى حياته الاجتماعية فى سنوات تكوينه على التطبيقات والمنصات الإلكترونية. لقد كبر مواليد هذا الجيل على مشاهدة مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب وإرسال رسائل إلى بعضهم على تطبيق سناب شات والتواصل معًا فى أغلب الأحيان عبر منصات التواصل الاجتماعي. ساعدهم هذا فى التواصل أكثر مع بعضهم وسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم عبر محتوى يكتبونه بأنفسهم والتواصل فى أغلب الأحيان مع أشخاص يشبهونهم فى التفكير من جميع أنحاء العالم. لكنهم ومع ذلك يواجهون تحديًا كبيرًا يتمثل فى أن نشأتهم على منصات التواصل قد تجعلهم يصابون بظاهرة «فومو» أى الخوف من تفويت الأحداث. أسوأ ما تعرض له هذا الجيل هو جائحة كورونا، وتأثره بزيادة الوعى بتغير المناخ، ويبقى الأهم أنهم شهدوا تغيرًا كبيرًا فى أساليب التربية، فقد ولدوا لآباء وأمهات فى سن متقدمة وعاشوا حياة شديدة التنظيم تكاد تخلو من الوقت غير المنظم. ولا عجب أن هذا الجيل أصبح يقضى قدرًا كبيرًا من حياته داخل المنازل بفضل التكنولوجيا. لم تكن جائحة كورونا مجرد حدث اجتماعى فارق فى حياة هذا الجيل، ولكنها آذنت بحدوث أكبر تحول اجتماعى منذ قرن ؛ فحدثت أقرب جائحة مشابهة لكورونا، وهى الإنفلونزا الإسبانية فى عام 1918 أى قبل مائة عام تقريبًا. تعرضت مجتمعات كاملة للحجر الصحى والإغلاق داخل منازلها ولم يسمح لها بالخروج إلا للأسواق والأطباء؛ بل إن مغادرة المنازل كانت بتصاريح وفى كثير من الدول كانت الشرطة والجيش يراقبان حركة المواطنين فى الشوارع. ببساطة أثرت الجائحة بشكل مباشر فى حياة جيل زد فى مرحلة مهمة من حياتهم وهى سنوات المراهقة وأوائل العشرينيات من عمرهم. وشعروا كذلك بالآثار الاقتصادية لكورونا فى وقت كانوا يسعون لإثبات أنفسهم فى سوق العمل. جيل ألفا بدءًا من عام 2010 شهد العالم ظهور جيل ألفا، وهو أول جيل يولد بالكامل فى القرن الحادى والعشرين. ولد هذا الجيل فى عصر ارتفع فيه عدد المواليد لأرقام قياسية. وعندما تكتمل الحقبة الزمنية لمواليد هذا الجيل فى شهر ديسمبر 2024 سيكون عدد مواليد جيل ألفا وصل إجمالًا إلى نحو مليارين على مستوى العالم وبذلك سيكون أضخم جيل فى تاريخ العالم. سيعيش معظم جيل ألفا ليشهد مطلع القرن الثانى والعشرين. لم يعرف هذا الجيل إلا عالمًا واحدًا يحدث فيه التواصل والتفاعل مع الآخرين عبر شاشات زجاجية فستشكل التكنولوجيا وعمليات تخصيص المنتجات المختلفة طفولة هذا الجيل. ففى حين شهد «جيل Z» نشأة عملية تخصيص المنتجات المختلفة بناء على طلب العميل عاصر جيل ألفا إضفاء طابع شخصى على المنتجات أى طلبها وهى تحمل أسماءهم. أكبر أفراد جيل ألفا سنًا حاليًا على مشارف دخول مرحلة اليافعين، وهو مسمى يصف الأطفال بين سن الثامنة والثانية عشرة، وهى الفترة بين الطفولة والمراهقة وهو الجيل الذى يشهد حاليًا طفرة عمرية تتمثل فى انتقاله بين المراحل العمرية بشكل سريع فى العصر الحالي. ونشأ هذا الجيل كفئة سكانية مستقلة بذاتها وأثروا على أنماط شراء أسرهم. ففى الأغلب يحصل الأطفال فى هذه السن على هواتف ذكية ويتغير سلوكهم عبر شبكة الإنترنت ويبدأون فى تحديد هويتهم وتحمل مسئولياتهم. وأصبحت مواقع التواصل جزءًا لا يتجزأ من نمو هؤلاء الشباب اليافع فى القرن الحادى والعشرين. ويبقى من الأمور الأكثر إثارة مع هذا الجيل أنه أصبح بإمكان الأطفال اليافعين فيه صنع حيوانات أليفة افتراضية وممارسة الألعاب والتفاعل على شبكة الإنترنت مع أناس آخرين من نفس عمرهم بسهولة كبيرة، والأبرز أن مرحلة البلوغ لديهم ستكون فى سن مبكرة عن غيرهم من الأجيال السابقة. يعتبر جيل ألفا فى طليعة العصر الرقمي، فقد شهد عام 2010، عندما ولد أول أبناء هذا الجيل، صدور الآى باد وإطلاق موقع إنستجرام وأصبحت كلمة تطبيق «APP» هى الكلمة الأشهر فى تلك السنة. فجيل ألفا نشأ فى هذا الكم الكبير من التكنولوجيا والتطبيقات والمنصات ولم يعرف أى سبل للتواصل سواها وهو ما سيكون لها التأثير الأكبر على تحديد مستقبلهم وهو ما يمكن الإشارة إليه ب«العصر الذهبى للشاشات». خرافات عن جيل ألفا يكاد يتفق المتخصصون على أن جيل ألفا ينتظره مستقبل مشرق، حيث ستزخر الأيام المقبلة أيضًا بالابتكارات والفرص. ومع ذلك حاصرت هذا الجيل خرافات كثيرة تم نفيها بدءًا من أنه لن يعيش لأعمار مديدة كوالديهم اعتقادا من تزايد معدل الخمول فى حياتهم وارتفاع نسب السمنة وتناول الوجبات السريعة غير الصحية. من بين الخرافات التى تستهدف هذا الجيل «مواليد 2010 حتى 2024»، أن أبناءه لن يعملوا لوقت متأخر من حياتهم فى ظل أنماط الحياة المرفهة، ثم أنه سيكون جيلا افتراضيا بالكامل وهذا أيضًا غير صحيح، إذ يظل لدى الإنسان احتياج دائم للتواصل والتفاعل الاجتماعى البشرى مع الآخرين. وأوضحت أبحاث أجريت مع المعلمين وأولياء الأمور أن جيل ألفا يتمتع بذكاء حاد وبراعة فائقة، وتختلف عقليته عن عقلية جيل Z الذين يفضلون أكثر النضال فى صمت. ولذلك ينصح الأخصائيون الآباء والأمهات بالثناء على ما يبذله الأطفال من جهد عبر الهدايا، مع تجنب إطلاق أوصاف على الأطفال سواء إيجابية أو سلبية، علاوة على أهمية صياغة الفشل ليبدو جزءًا طبيعيًا من عملية التعلم بدلا من كونه نتيجة سلبية، وتقديم نماذج إيجابية من الحياة الشخصية فالأطفال يشبهون الإسفنج فى التقاط سلوكيات وأفعال الكبار الموجودين فى حياتهم. أساليب التربية على الرغم من وجود توجهات تربوية مختلفة، فإن التحليلات قادت إلى تحديد أربعة أساليب تربوية مختلفة تصنف على أساس فئتين رئيسيتين، هما درجة الحب والاهتمام المعبر عنهما من جانب، والحدود الموضوعة والدعم السلوكى المقدم من جانب آخر: الأسلوب المتساهل: يظهر فى بيئة يكثر فيها التعبير عن الحب وإظهار الاهتمام والمودة ولكن يقل فيها وجود حدود معينة وينتهى بظهور «طفل مدلل». الأسلوب المستبد: يعطى أولوية للحدود من الأبوين مع الافتقار للتعبير عن الحب والمودة والاهتمام وهنا ينشأ الأطفال مع شعور بالإحباط ويؤسس ل«طفل محبط». الأسلوب المتحفظ: يفتقر الوالدان فيه لكلا الجانبين للحدود التربوية والتعبير عن الحب والاهتمام وينتهى ذلك بطفل «منعدم الثقة». أسلوب الاحتواء: أسلوب مثالى فى التربية إذ يدعم الآباء أطفالهم عبر تحديد توقعات سلوكية واضحة فينمو لدى الطفل نوع من الانضباط الذاتى مع تعبير مستمر عن الحب والمودة وتظهر قيمة الطفل فيه باستمرار مع اظهار الاهتمام وهو الأسلوب الأمثل لتنشئة الطفل، ويقود إلى طفل «ناجح». وأخيرا فمن المتوقع أن يشهد كوكبنا تغييرا عالميا فى الأجيال كما ستشهد السنوات العشر المقبلة تغيرًا نوعيا كبيرًا أيضًا فى طبيعة الأجيال حول العالم. فبحلول عام 2030 سيكون أكبر جيل فى العالم هو جيل ألفا، حيث سيبلغ عددهم مليارى شخص، أى ما يقرب من ربع سكان العالم مقارنة بجيل طفرة المواليد الذين سيشكلون عندئذ أقل من «10٪» من سكان العالم أو نحو 836 مليون شخص عالميًا.