تبنى الحزب الجمهوري مطلع الأسبوع برنامجه للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، إلا أن خارطة طريق أخرى غير رسمية وأكثر راديكالية أعدها مقربون من المرشح دونالد ترامب، هي التي يتركز عليها كل الاهتمام. أطلق على هذا البرنامج اسم "مشروع 2025" ويقع في 887 صفحة وأعدته مؤسسة هيريتيدج وهي مؤسسة فكرية محافظة مؤثرة في الولاياتالمتحدة. تنص الخطة خصوصا على إصلاح وضع الموظف الحكومي الفدرالي الذي كان حتى الآن محميا الى حد كبير من التناوب في السلطة السياسية، ما قد يتيح لترامب، في حال عودته الى البيت الابيض في 2025، تعيين محافظين متشددين موالين له في مناصب أساسية. اقرأ أيضًا: نائب ترامب يدخل المشهد الانتخابي الجمهوري بخطاب أمام مؤتمر «ميلووكي» يقترح النص أيضًا إعادة هيكلة الوكالات الفدرالية من أجل تركيز السلطة التنفيذية في أيدي البيت الأبيض وبالتالي إفساح المجال أمام تطبيق سياسة محافظة جدا بشأن مواضيع تراوح بين الهجرة والإجهاض. يثير هذا البرنامج استهجان معارضي الرئيس الجمهوري السابق الذين يرون فيه مجموعة من الأفكار السلطوية واليمينية المتطرفة. بين الإجراءات التي تلاقي أشد الانتقادات من اليسار، تلك الهادفة الى إنشاء "مراقبة للإجهاض" على مستوى الولايات وحظر حبوب الإجهاض المستخدمة في غالبية حالات الإجهاض والحد من استخدام حبوب منع الحمل الطارئة. ومن هذه الإجراءات أيضا، تلك الهادفة الى إنهاء كل برامج الطاقة النظيفة وتشجيع استغلال اوسع للوقود الأحفوري. حجة انتخابية لبايدن وقال كيفن روبرتس رئيس مؤسسة هيريتيدج في مطلع يوليو "نحن نتجه إلى ثورة أمريكية ثانية تحصل بدون إراقة دماء، اذا لم يتصد لها اليسار" وذلك في تعليقه على قرار المحكمة العليا الأخير الذي اعترف بحصانة واسعة النطاق للرئيس السابق. وهي تصريحات ندد بها قسم كبير من الطبقة السياسية. في مواجهة الجدل المحيط ب"مشروع 2025"، نأى ترامب بنفسه عن النص قائلا على شبكته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال "لم أره، وليس لدي أي فكرة عمن يقف وراءه" معلنا أن البرنامج المدعوم من الحزب الجمهوري "لا علاقة له" بذلك الذي أعده مركز الأبحاث هذا. في 2022، وخلال عشاء نظمته هذه المؤسسة، أعلن الملياردير الأمريكي أن العمل الذي نفذته هذه المنظمة آنذاك يطرح الأسس "لما ستفعله حركتنا" خلال ولاية ثانية. إذا كانت خارطة الطريق التي أقرت خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي تعرض مواقف أكثر اعتدالا لا سيما بشأن الإجهاض، فإن "مشروع 2025" يتناول الكثير من الأفكار التي طرحها دونالد ترامب. على سبيل المثال، الطموح المتثمل بتفكيك وزارة التعليم وإصلاح الحكومة الفدرالية التي يقال أنها تستغل لمحاربة المحافظين، أو حتى تنفيذ اعتقالات او عمليات ترحيل جماعية لمهاجرين في أوضاع غير نظامية. لم يتوان منافسه الديمقراطي جو بايدن في جعل خارطة الطريق هذه عنصرا أساسيا في حملته، متهما دونالد ترامب بمحاولة إخفاء صلاته بهذا المشروع الذي، بحسب قوله، يتضمن ما "يخيف" جميع الناخبين. يذكر الديمقراطيون الكثير من أعضاء الدائرة المقربة من قطب العقارات الجمهوري، كانوا على ارتباط أو شاكروا في صياغة "مشروع 2025". بين هؤلاء ستيفن ميلر المستشار الرئيسي السابق لدونالد ترامب وبن كارسون وكريستوفر ميلر، العضوان السابقان في إدارته. في ميلووكي حيث يعقد حاليا المؤتمر العام للحزب الجمهوري، علق الحزب الديمقراطي حوالي عشرة ملصقات تندد ب"البرنامج الرهيب لمشروع 2025" الذي يطرحه دونالد ترامب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس جاي دي فانس. وقال متحدثون باسم مؤسسة هيريتيدج في ميلووكي الاثنين إن تعليقات الديمقراطيين ترقى الى مستوى "تضليل إعلامي". واعتبر هؤلاء أن اليسار الأمريكي يدعم "الدولة العميقة" وهي كيان غامض يعمل بحسب رأي مؤيدي نظريات المؤامرة في كواليس الحكومة، وهذا هو بالضبط ما "يستهدفونه" من خلال هذا البرنامج.