رضوي الصالحي لم يكن على بال صناع الموسيقى فى ألمانيا خلال ثمانينيات القرن الماضى أن موسيقى التكنو» التى ظهرت فى شوارع مدينة برلين مع سقوط الجدار ستتحول إلى واحدة من أشهر أنواع الموسيقى حول العالم، حيث تخطت الحواجز الثقافية والمكانية بين الشعوب وأصبحت لغة موحدة يفهمها الشباب مهما اختلفت طرق تفكيرهم أو تنوعت لغة ألسنتهم، متصدرة بذلك الساحة الموسيقية العالمية، لقدرتها على إمتاعهم بالرغم من أنها حفلات بالكاد تستطيع فيها سماع شخص يحدثك، فالجميع فيها يتراقص بطريقة هستيرية، وكأنه فى ماراثون يحاول ملاحقة تلك الإيقاعات الموسيقية الصاخبة، كما تم اتهامها بموسيقى سيئة السمعة، وتدفع البعض إلى العنف.. نناقش فى السطور التالية سبب انتشارها بين الشباب فى مصر، وأسباب إقامة حفلاتها فى بعض الأماكن السياحية وحقيقة ما أثير عنها بالفترة الماضية. يقول الناقد الموسيقى أمجد مصطفى بأن هذا النوع من الموسيقى ليس بجديد، فميلاده فى الثمانينيات فى برلين، عندما كانت ألمانيا منقسمة إلى دولتين، ثم انتقلت إلى مدينة ديترويت الأمريكية، وأصبحت هى الثقافة الجديدة السائدة فى الحفلات والنوادى الموسيقية، وذلك بفضل منسقيها مثل فرانكى ناكلس وخوان أتكينز، واليوم باتت له مهرجانات موسيقية، وعن إقامة حفلات «التكنو» فى الأماكن السياحية والأثرية، فهو نوع من الترويج السياحى للدولة. اقرأ أيضًا | كنوز| 59 عامًا على رائعة «الحرام» بين «تشيخوف العرب» وفاتن حمامة فيما أوضح الناقد الموسيقى مصطفى حمدى بأن هذا الشكل يعتمد على التوزيع الموسيقى ما بين «بيت» و«السينزير» وغيرها من التوزيعات الالكترونية. كما أن لها مهرجانات عالمية ومعترفا بها، كما أن هناك موزعين مصريين مزجوا بين هذا النوع الموسيقى وموسيقاهم، منهم تامر أبو غزالة الذى مزجها بالأغانى الشعبية ليضفى عليها نكهة مألوفة على مسامع الجمهور العربى، وهناك الموزع سارى هانى بالإضافة للموسيقار الكبير فتحى سلامة الذى كان من أوائل الموسيقيين الذين قاموا بمزج التكنو والشعبى والكلاسيكى وغيرها. وعلى جانب آخر، أشار د.محمود حسن اسماعيل أستاذ الإعلام المتفرغ بكلية الدراسات العليا للطفولة، بأن الموسيقى أصبحت تستخدم كطرق العلاج النفسى التى يعتمد عليها الأطباء فى حالة الصدمات النفسية، فضلا عن أنها تعمل على إعلاء الذوق وتربى النفس الإنسانية، أما عن موسيقى التكنو فأغلب مستمعى هذا النوع الموسيقى هم من الشباب والمراهقين ومن فى مقتبل العمر ولا يدرون كيف يدور العالم حولهم وما المخاطر التى تحيط بهم تحت شعار المتعة والفرحة، ولكنها فى الحقيقة موسيقى مشبوهة لأنها تسبب نشوة غير عادية، وتأثيرا مباشرا على نشاط المخ، وفقد الإدراك والوعى.. ويوضح د.حسن شحاتة بكلية تربية جامعة عين شمس، بأن الموسيقى هى طريقة فعالة فى عملية التربية، وتفريغ الطاقات للشباب والأطفال وحتى لكبار السن، مما يساعدهم على الارتياح والشعور بالسعادة والرضا النفسى، إلا أن التكنو قد يشوبها بعض الشك لأن بها الاختلاط الكبير بين الشباب كما أن إيقاعاتها كأنها «خبطات» أو«رزع» كما يقولون، فهى بعيدة عن الموسيقى المعتدلة. فيما أشار الموزع محمد مجدى بأن موسيقى التكنو هى موسيقى ذات إيقاعات الكترونية، ومنتشرة عالميا ويتم مزجها بأنواع أخرى مختلفة مثل البوب والروك وغيرها، وأضاف أن عمرو دياب هو رائد فيها فقدم أغنية تكنو هاوس، ولايزال يبحث عن الجديد، وأكد ان هذا النوع يعتمد على الجمل اللحنية، وغالبًا ما يرتبط تقديمها فى فترة الصيف كونها أغانى حماسية وتناسب أجواء الحركة بشكل أكبر.