يجد الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه محاصراً بين مطرقة الشكوك المتزايدة حول قدراته وسندان المخاوف من عودة محتملة لمنافسه دونالد ترامب، في حين كشفت صحيفة "بوليتيكو" النقاب عن حالة من القلق العميق تسود أروقة حلف الناتو وعواصم الحلفاء الغربيين. هذه المخاوف، التي تتزامن مع الاستعدادات لقمة الناتو المرتقبة، ترسم صورة قاتمة لمستقبل القيادة الأمريكية وتثير تساؤلات جوهرية حول مصير التحالف الغربي والدعم لأوكرانيا في مواجهة روسيا. شبح يطارد الثقة الدولية نقلت "بوليتيكو" عن مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى تعبيرهم عن قلق متزايد بشأن عمر الرئيس بايدن وحالته الصحية، وفي تصريح لافت، قال مسؤول من إحدى دول الناتو الأوروبية: "لا يحتاج الأمر إلى عبقري ليرى أن الرئيس كبير في السن، لسنا متأكدين من أنه حتى لو فاز، يمكنه البقاء على قيد الحياة لأربع سنوات أخرى."، هذه الكلمات الصريحة تكشف عن عمق الهواجس التي تساور الحلفاء حول قدرة بايدن على قيادة القوة العظمى العالمية في خضم الأزمات المتلاحقة. وأضاف التقرير أن هذه المخاوف لم تقتصر على دولة واحدة، بل امتدت لتشمل العديد من الدول الأعضاء في الناتو والاتحاد الأوروبي، إذ نقلت الصحيفة عن مسؤول بريطاني قوله بصراحة متناهية: "هل يمكن للمتبرعين الديمقراطيين أن يجمعوا أمرهم ويتقاعدوا بايدن، حتى يكون لدينا بعض الفرص في مرشح موثوق به للناخبين؟" هذا التصريح يعكس حجم القلق الذي يساور حتى أقرب حلفاء أمريكا. نقطة تحول في تصورات الحلفاء لم يقتصر الأمر على مجرد تكهنات حول عمر بايدن، بل إن أداءه في المناظرة الأخيرة مع ترامب قد زاد الطين بلة، حسبما أفادت "بوليتيكو"، إذ وصف مسؤول في الاتحاد الأوروبي المناظرة بعبارات قاسية قائلاً: "كان من المؤلم مشاهدتها، لنكن صادقين، نحن جميعاً نريد لبايدن فترة ولاية ثانية لتجنب التعامل مع ترامب مرة أخرى، لكن هذا ليس مطمئناً حقاً." وفي تطور لافت، نقل التقرير تصريحات علنية نادرة من زعيم أوروبي بارز، إذ عبر دونالد توسك، رئيس وزراء بولندا الوسطي، عن قلقه العميق بعد المناظرة قائلاً للصحفيين: "لديهم مشكلة بالتأكيد. ردود الفعل كانت واضحة لا لبس فيها." هذه التصريحات العلنية تشير إلى أن المخاوف بشأن أداء بايدن قد تجاوزت الأحاديث الخاصة لتصبح موضوع نقاش علني بين القادة الأوروبيين. أقرا أيضا مع اقتراب انتخابات أمريكا | قمة «الناتو» في واشنطن يخيم عليها ظل «ترامب» كابوس يؤرق الناتو كشف تقرير "بوليتيكو" عن هاجس آخر يؤرق الحلفاء، وهو احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إذ نقلت الصحيفة عن مصادرها أن هناك خشية حقيقية من أن عودة ترامب قد تلحق ضرراً جسيماً بتحالف الناتو وتقوض بشكل كبير الجهود الحربية في أوكرانيا. وفي تصريح يعكس عمق هذه المخاوف، قال مسؤول من إحدى دول الناتو: "نحن نجري المزيد من المحادثات حول دفاعاتنا الخاصة منذ أن بدا أن ترامب عائد." هذا التصريح المثير يشير إلى أن بعض الدول الأعضاء في الناتو قد بدأت بالفعل في وضع خطط بديلة لحماية أمنها، في حال عودة ترامب وتراجع الالتزام الأمريكي تجاه الحلف. وأضاف التقرير أن هذه المخاوف لا تقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل تمتد لتشمل الجانب العسكري والاستراتيجي، إذ نقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي كبير في واشنطن تساؤله: "هل الولاياتالمتحدة تقود أم أنها تشارك فقط مثل الجميع؟" هذا السؤال الاستنكاري يعكس حالة من عدم الرضا لدى بعض الحلفاء، خاصة الدول الشرقية في أوروبا، تجاه ما يرونه نهجاً متردداً من إدارة بايدن في دعم أوكرانيا. اختبار حاسم لبايدن سلط تقرير "بوليتيكو" الضوء على التحديات الهائلة التي تنتظر بايدن في قمة الناتو المقبلة في واشنطن، فعلى مدار ثلاثة أيام مكثفة، سيتعين على الرئيس الأمريكي أن يثبت للعالم أجمع أنه لا يزال يتمتع بالقوة والحيوية اللازمتين لقيادة التحالف الغربي. وفصل التقرير جدول أعمال بايدن المرهق خلال القمة، والذي يشمل إلقاء خطاب رفيع المستوى حول الذكرى ال75 لتأسيس الناتو، وقيادة اجتماع لمدة ثلاث ساعات لمجلس شمال الأطلسي، واستضافة عشاء للقادة العالميين يمتد إلى ساعات متأخرة من الليل. هذا الجدول المكثف سيضع قدرات بايدن الجسدية والذهنية تحت المجهر، خاصة في ظل التساؤلات المتزايدة حول لياقته. وأشارت "بوليتيكو" إلى أن بايدن سيواجه تحدياً إضافياً يتمثل في الإجابة عن أسئلة الصحفيين في مؤتمر صحفي منفرد في ختام القمة. ومن المتوقع أن تتركز معظم الأسئلة حول عمره وقدراته، بدلاً من القضايا المتعلقة بالعلاقات عبر الأطلسي، مما يضع المزيد من الضغط على الرئيس الأمريكي.