تمر اليوم الذكرى ال52 لاستشهاد الأديب والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني عام 1972، غادر أسرته المكونة من زوجته الدنماركية آني وولديه فايز وليلى بصحبة ابنة أخته لميس ذات السادسة عشرة، ليستشهد بعبوة متفجرة زرعها عملاء إسرائيليون في سيارته تحت بيت بمنطقة الحازمية في ضواحي بيروت ليظل أيقونة خالدة فى النضال والأدب، فرغم استشهاده المبكر فى عمر 36 عاما إلى أنه قدم للثقافة العربية 18 كتابا بين الرواية والقصة القصيرة إلى جانب عمله الصحفى والنضالى.. هو الناطق الرسمي وعضو المكتب السياسى لمنظمة التحرير الفلسطينية لكن لم يكن هذا هو السبب الحقيقي لاغتياله حيث تقول زوجته فى فيلم وثائقى عنه «كان غسان يحارب بالقلم لا بالبندقية» فكتاباته الصحفية والأدبية التي ترجمت ل 17 لغة وكانت بمثابة طلقات رصاص فى جبين الاحتلال، فكان اسمه بين قيادات ومثقفين فلسطينيين فيما عرف بقائمة جولدا للاغتيالات والتى استمرت عاما فى محاولة القضاء على عقل الحركة الفلسطينية. ولد كنفاني فى عكا عام 1936 ونزح مع والده ووالدته وأخوته عام 1948 إلى لبنان ثم إلى سوريا، لتكون لنكبة 48 بالغ الأثر فى أدبه كما كانت للنكسة فى 1967 بعد ذلك نفس الأثر، وانضم إلى حركة القوميين العرب، ثم سافر إلى الكويت وعمل بالتدريس، وكذلك كمحرر وبدأ بكتابة القصة القصيرة، ثم انتقل إلى بيروت عام 1960 وبدأ العمل فى مجلة «الحرية» وجريدة المحرر البيروتية كما، فى مرحلة تالية، أسس مجلةً ناطقةً باسم منظمة التحرير حملت اسم «مجلة الهدف».. في أعماله الأدبية يركز على الشخصية الفلسطينية وحياتها ومعاناتها ويقترب من الواقع الفلسطينى المعيش من خلال معايشته لهذا الواقع، فى روايته الأشهر «رجال فى الشمس» يصور واقع ثلاثة فلسطينيين يحاولون الهرب إلى الكويت فيواجهون الموت وفى روايته «عائد إلى حيفا» يصف رحلة مواطن من عكا إلى حيفا. وفى رواية «أرض البرتقال الحزين» تحكى قصة رحلة عائلته من عكا وسكناهم فى الغازية، أما قصص «أم سعد» وقصصه الأخرى فكانت مستوحاة من شخصيات عاصرها، كما قدم قصصا للأطفال خيالها مستقى من البيئة الفلسطينية، وغيرها من الأعمال الخالدة التى يعاد طباعتها حتى الآن.