أدلى منذ قليل الدكتور أسامة السيد محمود الأزهري، اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية وزيرا للأوقاف فى الحكومة الجديدة . اقرأ أيضاً|قيادات الأوقاف يشكرون الرئيس لتعيين الدكتور أسامة الأزهري وزيرًا ينظر الكثيرون إلى "الأزهري" باعتباره خطوة لتعزيز دور وزارة الأوقاف في نشر القيم الإسلامية السمحة ومواجهة التحديات الفكرية والدينية في المجتمع، إذ يعد من الشخصيات الدينية البارزة التي تحظي باحترام وتقدير واسع من قبل العلماء والمثقفين والجمهور العام. فلسفة الدكتور أسامة الأزهري دعا إلى إعادة التعامل مع العلوم الشرعية من خلال نظرة كلية أرسى دعائمها علماء الأمة الأجلاء مثل أبو حامد الغزالي في المستصفى، وابن خلدون في المقدمة، والعلامة سعد الدين التفتازاني (التفتزاني) وأمثالهم ممن اهتموا بتعريف العلم وحتى من المعاصرين من أمثال الطاهر بن عاشور. اعتبر أن تلك النظرة الكلية والتي تضع العلوم في دوائر مختلفة ومتقاطعة بدرجة أو أخرى مثل علوم النص وعلوم الواقع والعلوم الرابطة لا بد وأن تحكم مناهج التعليم وتؤثر في أساليب التدريس وفي إعداد وتكوين طلبة العلم الشرعي وغيره حتى يحدث ذلك كله اتساقا فكريا بين طلاب العلوم المختلفة وانسيابية علمية ترجع بالنفع والفائدة على العلوم والمتعلمين والبيئة العلمية ومن ثم على الأمة الإسلامية والحضارة الإنسانية جميعها. إنشاء هيرمينوطيقا إسلامية: نادى بإنشاء ما قد يسمى بهيرمينوطيقا إسلامية لفهم النصوص، تكون نابعة ومستمدة من مناهج الفهم العريقة التي أسستها الأمة عبر تاريخها العلمي الطويل، وقد قام بشرح تلك الدعوة وذلك المفهوم في كتابه المدخل إلى أصول التفسير. دعا من خلال مؤلفاته وخطبه إلى إحياء سنة عرض الإنتاج العلمي على المختصين والخبراء في كل علم أو مجال حتى تعود سنة التلقي بالقبول إلى مكانتها كمعيار لصناعة العلم عند الأمة المحمدية والتي على أساسها أخرج الإمام البخاري صحيحه، حيث قام بعرضه على عدد من طبقة مشايخه مما مهد لأن تتلقى المدارس الحديثية في المشرق والمغرب صحيح البخاري بالقبول. ولم تقتصر دعوة الشيخ أسامة الأزهري على الكلام النظري فإننا نرى وبوضوح مسارعته إلى تأييد قوله بالفعل العملي واجتهاده في أن يكون أول من يطبق تلك المعايير التي يطالب بها البيئة العلمية على نفسه وعلى بحثه ومؤلفاته، فجعل إخراج كتابه (إحياء علوم الحديث) خطوة لا يمكن إتمامها إلا بعد إرسال نسخ أولية منه إلى عدد من أكابر علماء الحديث في المشرق والمغرب، بغرض أن ينظر العلماء في هذا النتاج العلمي نظر تحرير وصقل، مع كتابة مقدمات منهم للكتاب، حتى أن امتداد النقاش والمداولة استدعى إقامة حلقة علمية نقاشية حول كتاب (إحياء علوم الحديث) في (مؤسسة طابة) في أبوظبي، في شهر رمضان سنة 1429ه، شارك فيها عدد كبير من العلماء والباحثين. وقد تلقى المؤلف مقدمات من نحو ثلاثين واحدا من كبار العلماء، سوف تنشر كاملة مع الطبعة الثانية من الكتاب بإذن الله. يجري الآن ترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزية. والذي يعتبره الكثير من فطاحل العلماء والحديثيين نواة لمدرسة حديثية جديدة، تحاول إبراز مسالك نقاد الحديث الشريف في صون الحديث النبوي ومسالك خدمته، حيث نادى فيه مؤلفه بدراسة علوم الحديث على طريقة النظريات، قام بإرجاع علوم الحديث كلها إلى ست نظريات محددة، تنبثق منها كل الفروع الحديثية الأخرى، وهي (نظرية الإثبات، نظرية التوثيق، نظرية الضبط، نظرية الاستعمال، نظرية التوصيف، نظرية التأهيل). كما نادى في الكتاب المذكور بإعادة دراسة علوم الحديث عن طريق إنشاء (التصور الكلي للعلم)، وذلك عن طريق دراسة القواعد، ثم الممارسة والتطبيق، ثم التوسع في دراسة كتب الرجال والجرح والتعديل، ثم التوسع في مطالعة كتب سير المحدثين والحفاظ والنقاد، ثم الإلمام بالبحوث الحديثية المعاصرة. له في الكتاب المذكور أيضا باب مهم حول (اختلاف مناهج الإثبات والتوثيق بين المحدثين والأصوليين، والفقهاء، والمؤرخين،وكتاب السيرة النبوية). إلى غير ذلك من معالم التجديد والابتكار في الكتاب المذكور. إحياء فكرة الإسناد كرس أسامة السيد الأزهري الكثير من جهده وفكره وكتاباته لإحياء فكرة الإسناد بكل ما تشتمل عليه هذه الفكرة من وظائف علمية متعددة الوجوه من حيث تصحيح نقل المصادر وتوريث مناهج الفهم وتلقي الخبرات والمهارات والمفاتيح العلمية وتوريث الأخلاق والأداب الشريفة، حيث أن الإسناد فيما يدعو إليه هو دراسة الوظائف الكاملة له من رواية ودراية وتزكية بالإضافة إلى وجوب فتح صفحات حياة كل فرد من الأعلام الذين ترد أسمائهم في سلاسل الإسانيد حتى نرى أدوارهم العلمية التي قاموا من خلالها بواجب زمانهم. ولأجل تحقيق هذه المعاني فقد تواصل مع عدد كبير من علماء المشارقة والمغاربة للاستفادة بالمناهج المختلفة الموجودة في المدارس العلمية المتعددة. إحياء معالم المنهج الأزهري: وهو ضرورة التفكر والتدبر في ماهية العقل الأزهري الأصيل لنرى ما هي المكونات الكبرى التي صنعت ذلك العقل الذي حفظ على الأمة الإسلامية دينها قرونا من الزمان وساهم بشكل واضح في تقدم الإنسانية من أمثال الشيخ العلامة حسن العطار والبرهان الباجوري (المعروف بالبيجوري انظر (إبراهيم الباجوري) والأمير الكبير والشيخ حسن الجبرتي والد الجبرتي المؤرخ وغيرهم من هذه الطبقة. كما أنه أنشأ أبحاثا تدرس ظاهرة الأسر العلمية كبيت السبكي وغيره من بيوتات العلم. توصل من خلال بحثه إلى ثماني نقاط صاغها في ورقة علمية سماها الإحياء الكبير، لمعالم المنهج الأزهري المنير، والتي تبنتها مؤسسة كلام للبحوث والإعلام في دبي وترجمت إلى الإنجليزية تحت عنوان Towards a Grand Renewal نظرية الاستيعاب القرآني للحضارات المختلفة نادى بوجوب التفات المسلمين إلى نوعي الهداية الذين يقدمهما القرآن الكريم والذي يختص أحدهما بالمؤمنين به ويشمل الأحكام والتكاليف الشرعية والأوامر والنواهي وأن تلك هي الهداية الخاصة، وأن النوع الآخر هو الهداية العامة التي يخاطب القرآن بها الناس أجمعين والإنسانية كلها ويرشدهم إلى الأصول العليا التي تتفاعل من خلالها الثقافات وتتعارف من خلالها الحضارات ليكون هذا الطرح القرآني بديلا عن فلسفة صدام الحضارات التي نادى بها الكثير من المنظرين المعاصرين (مثل صامويل هنتنجتون وفرانسيس فوكوياما) وليعلم الناس أن هناك ملجأ أمنا للبشرية وخطابا قرآنيا يحمل لكل إنسان حظا من الهداية خاصا به فيما يعرف بنظرية الاستيعاب القرآني للحضارات والثقافات المختلفة. الارتباط بالأصل والاتصال بالعصر حاول لفت انتباه القدر الأكبر من الناس إلى العلاقة بين ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، وماهية التعلق السليم بمناهج سلف الأمة وتراثهم العلمي الهائل الذي خدم البشرية ومفاتيح فهم ذلك التراث بشكل لا إفراط فيه ولا تفريط، فلا يحدث ذلك الانغلاق على النفس والتجمد الفكري والوقوف خلف عجلة الزمن وفي نفس الوقت لا يحدث انسياق أعمى وراء كل صيحة ودعوة لا أساس لها كما يحدث لبعض الواقعين تحت تأثير صدمات المعرفة أو كما يحدث من الهرولة الهوجاء في بعض الاتجاهات التي لم يتم تأصيلها بسبب عدم القدرة على التمييز ما بين التفكر الغير مستقر والذي ما زال قيد البحث والمداولة وما بين العلم المستقر والمناهج الراسخة المدروسة. بين من خلال مؤلفاته ومحاضراته أن على كل جيل من المسلمين دورا في إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل البشرية في ذلك العصر ورسم الخرائط التي تقود البشر إلى بر الأمان في جميع مجالات استخلاف الله للإنسان من عبادة لله وعمارة للأرض وتزكية للنفس وأن ذلك لا يكون إلا بالارتباط بالأصل من خلال التعمق في فهم مناهج البحث التي أرسى أصولها سلف الأمة وطرائق تفكيرهم وإدراك الثوابت وتحديد المتغيرات مع معايشة للواقع ومعرفة بالمستجدات ليس فقط من خلال الأحداث وإنما من خلال الأفكار الكلية والنظرات الشمولية وإدراك لسمات العصر التي تجعل المسلم واعيا لما يكون من حوله بل وما سيكون مما يكسبه «مناعة حضارية» ويهيئه للتعامل مع الأمور بإتزان وثقة ودراية.