كتب: محمد حامد في منافسات الدورات المجمعة عادة ما يأتي يوم مختلف عن سابقيه، تبدأ معه انطلاقة جديدة للبطولة تضع تخيلات لما سيحدث بعد ذلك للمشوار الذي يحتاج لنفس طويل ومعرفة سبيل التأهل بهدوء، دون إفراط أو تفريط، فالنقطة لها حسابها، والمجهود البدنى الذى يُستنزف له حسابه قبل خوض المواجهات التالية، ومن يريد الوصول لنهاية السباق سيخوض 7 مباريات، لذا فالتخطيط والاستعداد البدنى والنفسى هما سبيل الوصول للمحطة الأخيرة. هكذا يكون الأمر حينما يأتي الحديث عن منافسة بحجم كأس الأمم الأوروبية، التي تبدأ اليوم خلالها منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات، بنسبة كبيرة تكون الليلة بداية تحديد المنتخبات المتأهلة لدور الستة عشر فى المجموعة الأولى، مع تحديد جزء مهم من معالم التأهل فى المجموعة الثانية، بالأولى يلتقى منتخب ألمانيا صاحب الأرض والجماهير نظيره المجرى فى السابعة مساءً على ملعب شتوتجارت آرينا، كما يواجه منتخب سويسرا نظيره الإسكتلندى فى العاشرة مساءً على ملعب كولن، ويسبقهما مواجهة فى المجموعة الثانية بين كرواتيا والمجر فى الرابعة عصراً على ملعب فولكسبارك بمدينة هامبورج، أما عن تفاصيل المواجهات الثلاثة فتأتى كالتالى: بالطبع تتجه الأنظار اليوم صوب منتخب البلد المنظم، ألمانيا، صاحب الأرض والجماهير والتاريخ الأكبر فى البطولة - بالتساوى مع إسبانيا- بالتتويج ثلاث مرات وبالطبع يسعون للرابعة بين أنصارهم هذه المرة. فى مواجهة غداً، ستكون التوقعات بمواصلة العرض الفنى المبهر من الألمان الذين قدموا سيمفونية رائعة خلال مباراة الافتتاح أمام إسكتلندا، أداءً ونتيجة، فازوا بأكبر فارق فى المباريات الافتتاحية باليورو 1/5، حرموا المنافس من الكرة، حدث تنويع فى التسجيل بإحراز الأساسيين والبدلاء لأهداف، كما أن عنصر الشباب كان له تأثيره الواضح بتسجيل الثنائى البالغ من العمر 21 عاماً هدفين من ضمن الخمسة، فيرتز لاعب باير ليفركوزن بطل الدورى الألمانى فى نسخته الأخيرة وجمال موسيالا لاعب بايرن ميونيخ وهما على الترتيب أصغر لاعبين يُسجلان لألمانيا فى تاريخ مشاركات منتخب الماكينات باليورو. وبالطبع دعم هذه الفكرة الشبابية مدرب شاب، بل وأصغر مدرب فى تاريخ اليورو، جوليان ناجلسمان بعمر 36 عاماً. ويبحث الألمان عن فوز اليوم يضمن لهم التأهل للدور القادم، ليتبقى لهم تأمين التأهل كأول المجموعة فى المواجهة المتبقية. لا توجد أخبار سيئة فى معسكر الألمان التدريبى حتى كتابة هذه السطور، لا إصابات تُذكر، خاصة وأنه لم يكن هناك إجهاد من المباراة الماضية بسبب استكمال الاسكتلنديين المباراة بعشرة لاعبين منذ نهاية الشوط الأول. سيعتمد ناجلسمان على العقل المفكر فى وسط الملعب، تونى كروس الذى أنهى آخر مواسمه مع ريال مدريد بالتتويج بدورى الأبطال، ينزل كروس للربط مع المدافعين ويقلب الطريقة ل 1/6/3. ويكون كالعادة للجناحين موسيالا وفيرتز دور كبير فى صناعة اللعب مع نجم برشلونة إلكاى جوندوجان. وفى المقابل يبحث المدرب الإيطالى للمجر ماركو روسى عن تحقيق مفاجأة يُعطل من خلالها دوران الماكينات ويجدد آمال المجر نحو الصعود، فقد يكفيه نقطة ويبحث عن فوز بعد ذلك فى المواجهة المتبقية من أجل الصعود ضمن أفضل أربع منتخبات تحصل على المركز الثالث على أقل تقدير، وفى حال الخسارة قد يخرج المجريون رسميا من البطولة فى انتظار نتائج المنتخبات الأخرى لتحديد من سيتأهل ضمن أفضل أربع «ثوالث»., ويعد نجم ليفربول دومنيك سوبوسلاى هو أبرز لاعبى المجر وتُسلط عليه الأضواء كنجم وكابتن المنتخب.. رغم التفوق المتوقع للألمان إلا أن نظرة التاريخ مختلفة عن الواقع، ففى تاريخ المواجهات، التقى المنتخبان 37 مباراة، فاز الألمان فى 13 مباراة والمجر 12 وتعادلا 12 مرة. ولعل أبرز مواجهة بين المنتخبين كانت من 70 عاماً، فى نهائى كأس العالم 1954، وفى خريطة الكرة العالمية آنذاك كان المجر من المنتخبات القوية، فاز منتخب ألمانياالغربية وقتها 2/3 رغم قوة المجر.. أما عن آخر المواجهات، فالمؤشر إيجابى لصالح المجر، تعادل المنتخبان فى اليورو الماضى 2/2، ثم التقى المنتخبان مرتين فى دورى الأمم الأوروبية عام 2022، تعادلا 1/1، ثم فاز المجر بهدف فى مواجهة أخرى.. وتعود أول مواجهة بينهما لعام 1909 أى منذ 115 عاماً، وكانت ودية آنذاك. أما القيمة التسويقية فتنتصر بالطبع للألمان حيث وصلت قيمة لاعبيه تسويقيا ل 831 مليون يورو، أما المجر فتقترب من 166 مليون يورو تقريبا. يحتل المنتخب الألمانى المركز السادس عشر فى تصنيف الاتحاد الدولى لكرة القدم، بينما يأتى المجر فى المركز السادس والعشرين.