يتطلع الفلسطينيون وشعوب العالم المتضامنة معهم إلى الأردن حيث يعقد المؤتمر الدولى للاستجابة الإنسانية الطارئة فى قطاع غزة، الذى ينظم بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك عبدالله ملك وكذلك من الأمين العام للأمم المتحدة، بعد غد الثلاثاء. ووفقا لبيان الديوان الملكى الأردنى فان المؤتمر سيكون المؤتمر الذى يستضيفه مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت،على مستوى قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية ويهدف إلى تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولى للكارثة الإنسانية فى قطاع غزة، وتحديد الآليات والخطوات الفاعلة لتلك الاستجابة، والاحتياجات اللوجيستية اللازمة، مع الالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنسانى فى غزة، وذلك وفق بيان الدعوة للمؤتمر. اقرأ أيضًا| مئات المتطرفين بينهم بن غفير فى «مسيرة الأعلام».. واقتحامات واسعة للأقصى تنبع أهمية المؤتمر من الوضع الكارثى الذى يعيشه أكثر من 2.3 مليون فلسطينى فى قطاع غزة، حيث لم يعد هناك مكان آمن فى القطاع بحسب الأممالمتحدة، بعد أكثر من 8 أشهر على بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، وسط منع الإغاثة الإنسانية من غذاء ودواء ووقود، خاصة بعد السيطرة غير القانونية لقوات الاحتلال على الجانب الفلسطينى من معبر رفح البري، ما منع تشغيل المعبر الذى يعد شريان الحياة الأهم لأهالى القطاع، بالإضافة إلى منع المتطرفين الإسرائيليين دخول المساعدات عبر المعابر الإسرائيلية مع القطاع وسط تماهى سلطات تل أبيب مع أفعالهم والتعنت فى إجراءات تفتيش المساعدات فى معبر كرم أبو سالم. وزاد الوضع تعقيداً الانهيار الجزئى للرصيف البحرى الذى أقامته الولاياتالمتحدة فى شاطئ قطاع غزة. حرب غزة التى تشارف على يومها ال250 أسفرت عن نحو 150 ألف ضحية، منهم نحو 37 ألف شهيد وأكثر من 78 ألف مصاب، فضلاً عن 10 آلاف مفقود، كما تعرض 90% من سكان القطاع للتهجير القسرى وأصبحت غزة مكاناً غير صالح للسكن وفق المنظمات الدولية. ومنذ اليوم الأول للحرب كان التعاون المصرى الأردنى حاسماً فى دعم أهالى القطاع، حيث قدمت مصر أكثر من 80% من المساعدات المقدمة للفلسطينيين، بلغت وفق تصريحات مصدر مطلع منذ بدء الحرب وحتى أبريل الماضى 10.868ألف طن أدوية ومستلزمات طبية، 10.235 ألف طن وقود، 129.329 الف طن مواد غذائية، 26.364 ألف طن مياه، كما تم إدخال 123 سيارة إسعاف، 43.073 ألف طن من الخيام والملابس، كما استقبلت مصر 3706 مصابين، 6071 مرافقا وحالات إنسانية، 64607 فلسطينيين من مزدوجى الجنسية، 6231 مصريين، كما تم استقبال 582 رحلة جوية بمساعدات من دول العالم. أما الأردن فقد كان من اولى الدول التى نفذت طلعات جوية لإسقاط المساعدات الإنسانية، كما خصصت الحكومة الأردنية فى نوفمبر الماضى 45 ألف طن من القمح والحبوب لأهالى القطاع واستمرت المساعدات الإنسانية الأردنية.. كما كان التنسيق السياسى بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك عبد الله الثانى بن الحسين حاسماً فى التصدى للمخططات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتصفية القضية الفلسطينية، إذ تمسك الزعيمان بموقف حاسم وقاطع برفض تلك المخططات، وهو ما كان له بالغ الأثر فى حشد التأييد الدولى للموقف العربى المتسق مع القانون الدولى والرافض للاعتداء على سيادة مصر أو الأردن. يعد المؤتمر المرتقب هو الثانى الذى يستضيفه الأردن لتنسيق الاستجابة الإنسانية فى غزة، حيث استضافت العاصمة عمّان فى 30 نوفمبر الماضى 2023 اجتماعاً دولياً طارئاً فى عمّان بمشاركة قادة منظمات دولية ووكالات الأممالمتحدة وممثلى دول عربية وأجنبية، منها الأونروا واليونيسيف والصليب الأحمر، حيث أكد العاهل الأردنى أن المساعدات لغزة لا تغطى الاحتياجات الإغاثية لأهالى القطاع، ودعا المشاركون فى الاجتماع، فى بيان مشترك، إلى ضغط المجتمع الدولى باتجاه توفير الشروط المناسبة لضمان إيصال المساعدات إلى غزة بسرعة ودون انقطاع، وأكدوا ضرورة احترام القانون الدولى وأهمية توفير الاحتياجات الأساسية، كالغذاء والمياه والأدوية والمسكن والطاقة، كما حدد المشاركون أولويات المساعدات والاحتياجات الطارئة على الأرض فى القطاع. تزامن المؤتمر مع تزايد الجهود الدولية لإقرار اتفاق ينهى الحرب يزيد من أهميته ويلقى الضوء على ضرورة إسعاف أهالى القطاع الممزق، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن عن خطته للحل المكونة من ثلاث مراحل تشمل إنهاء الحرب وإعادة إعمار القطاع، وهو ما يتطلب جهداً عالمياً قد يكون المؤتمر المصرى الأردنىالأممى خير بداية له. وقد أكدا وزيرا الخارجية المصري والأردني سامح شكري وأيمن الصفدي خلال اتصال هاتفي قبل أيام، أهمية هذا المؤتمر في إيجاد خطوات عملية تضمن إيصال المساعدات الإنسانية والطبية الطارئة بشكل فوري ومناسب ومستدام، وتسرع وتنظم عملية توفير المساعدات، وتحدد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في غزة، وتلبية الاحتياجات العملياتية واللوجيستية ومختلف أنواع الدعم اللازم، فضلا عن تأكيد الالتزام باستجابة جماعية منسقة للتعامل مع الوضع الإنساني الحالي في غزة، واستدامة خطوط المساعدات وتهيئة ظروف تفضي إلى الإيصال الآمن لها وحماية المدنيين.. وأبدى الوزيران تطلعهما لمشاركة فعالة من الدول والمنظمات المدعوة بما يضمن تحقيق أهداف هذا المؤتمر، وتوفير المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة للأشقاء الفلسطينيين الذين يعانون كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي. ويتضمن ثلاث مجموعات عمل ستركز نقاشاتها على توفير المساعدات الإنسانية لغزة بما يتناسب مع الاحتياجات، وتجاوز التحديات التي تواجه إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، وأولويات التعافي المبكر.