مخاوف من حرب مفتوحة

عين على الحدث

هل ستدفع حرائق صواريخ ومسيرات حزب الله نتنياهو ومجلس حربه إلى شَن عدوان شامل على لبنان؟
تساؤل تطرحه الاشتباكات المستمرة بين حزب الله والاحتلال منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فى أكتوبر الماضى، والتى تصاعدت حدتها بشكل كبير مؤخرا، وتصاعدت معها الدعوات داخل تل أبيب لشن حرب شاملة على لبنان وطرحت مخاوف من أن الوضع فى لبنان قد يصل إلى نشوب حرب مفتوحة.
وهو ما يتفق مع توقعات الكاتب الأمريكى توماس فريدمان مؤخرا التى تؤكد أن منطقة الشرق الأوسط تقترب من حرب كبرى مدمرة، وأن العام الجارى قد يشهد سلاما حقيقيا يضمن تنفيذا جادا لحل الدولتين أو حربا تعود بالمنطقة إلى ما قبل 1948 وأن احتمالات اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله تتزايد بشكل كبير فى ظل عدم التوصل لاتفاق ينهى الحرب الإسرائيلية على غزة، مؤكدا على أنها ستكون حربا مدمرة للطرفين وربما للمنطقة.
فالأحداث على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية تشى بأن الأمور تتجه نحو التصعيد والمواجهة الشاملة قد تؤدى لتدمير لبنان وإسرائيل معا، لأنها ستكون حربا مختلفة عن حرب غزة لأن كلا الطرفين لديه صواريخ دقيقة ستجعله قادرا على تدمير الآخر، وربما تتحول إلى حرب إقليمية.
وهو ما دفع إدارة بايدن مؤخرا لتحذير إسرائيل من فكرة القيام بحرب محدودة فى لبنان، وقالت إن أى مواجهة بين تل أبيب وحزب الله قد تدفع إيران للتدخل وسيكون من الصعب منعها من الاتساع والامتداد.. كما أن أى غزو إسرائيلى برى للبنان، حتى لو كان فقط فى المناطق القريبة من الحدود، من المرجح أن يدفع إيران للتدخل وقد يدفع جماعات موالية لإيران فى سوريا والعراق وحتى اليمن الانضمام إلى القتال.
لهذا يسعى الرئيس جو بايدن إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة قبل أن تتحول لحرب إقليمية ليس لأنه أدرك فداحة ما فعله حيث ما زال يواصل توفير غطاء للجرائم الإسرائيلية فى قطاع غزة. ولكن لأن هذه الحرب أضرت بقاعدته الانتخابية وجعلت منافسه الجمهورى دونالد ترامب فى وضع أفضل منه.