كانت المدن في الماضي القديم صغيرة وسكانها قليلون يعرفون بعضهم البعض إلى درجة أنه إذا غاب واحد منهم عن المسجد أو أي مناسبه الجميع يسأل عنه ويستقصون أمره وكان الوصول إلى أحدهم يحصل بمجرد السؤال عنه في السوق أو المسجد أو سؤال أحد المارة في الطريق لذلك فالرسائل مضمونة الوصول حتى إذا لم يكن لها عنوان. وبعد اتساع المدن وكثرة السكان واختلاف أذواقهم ووجود خدمات مختلفة من حكومات كان لابد من وجود طريقة قديمة في الوصول إلى الهدف لأن الأماكن أصبحت خارج دائرة الزمن بالنسبة لهم لذلك لجأت الجهات الرسمية في كل دولة من الدول إلى تخطيط مدنها حسب معايير معينة من خلال تقسيمها إلى أحياء تشقها الشوارع في الطول وفي العرض أعطي لكل منها اسم مميز أو رقم ثابت لا يتغير مع الزمن. الدرب الأحمر اسم المنطقة يرجع لحادثة مذبحة القلعة الشهيرة بعد قتل محمد علي لكل المماليك في ذلك الوقت، ويقال أن المنطقة امتلأت بالدم واستغرقت فترة طويلة للتخلص من أثاره، ولذلك أطلق عليها الدرب الأحمر. المغربلين تعتبر أحياء المغربلين، السروجية، الخيامية، القربية الساقين، والتى تقع بالقرب من بعضها البعض نموذج حي لأسماء الأحياء المصرية العريقة، على سبيل المثال منطقة المغربلين، كان يسكنها العطارون اللذين كانوا دائمًا يغربلون عطارتهم حتى تخلو من الشوائب لذلك سميت بالمغربلين. الخيول والسروج أما السروجية فكانت مشهورة بصناعة كل ما يخص الخيول من الحدوات وسروج ولذلك سميت بالسروجية، أما الخيامية فكان يقطنها صناع الخيام، و كذلك القربية أيضًا سميت بذلك الاسم لأن سكانها كانوا مشهورين بصناعة القرب وبيعها إلى الساقيين. بركة الفيل تعود بقصته إلى عهد الفراعنة، حيث كان يعيش عدد من الفيلة فيها وكان يعبدهم أهالي المناطق المحيطة، وعندما كانت تجف الأرض يصلون لها ويطلبون نزول الماء، لذلك أطلق على هذه المنطقة برَكَة الفيل بفتح الباء ومع مرور الزمن أطلق عليها العامة "بركة الفيل" بكسر الباء. تل العقارب تقع هذه المنطقة بالسيدة زينب تعود سر تسميتها بهذا الاسم إلى أن هذه المنطقة كانت منطقة جبلية تحوي آلاف العقارب والثعابين، لذلك سميت بتل العقارب. حوش الغجر تقع هذه المنطقة خلف سور مجرى العيون في مكان شبه مغمور، ولهذا السبب كانت تأتى بعض القبائل الغجرية التي كانت تطرد من الصعيد، هاربين إلى القاهرة محاولين الاختفاء فترة. درب المهابيل سميت هذه المنطقة بهذا الاسم نتيجة وجود بعض محال البوظة التي كان يقبل عليها أهالي المنطقة، مما كان يجعلهم سكارى معظم الوقت ولذلك سميت بدرب المهابيل. درب البرابرة سميت بهذا الاسم نتيجة نوعية سكانها من البرابرة سواء من بعض الدول القريبة أو أفريقيا، وكانوا يتسمون بالفقر الشديد وكانوا يعملون بالخدمة عند أهالي حي "درب الأغوات" والذي كان يسكنه الأغوات ومعظم رجال البلاط الملكي. حي العباسية كانت العباسية تسمى "أرض الطبالة"، وكانت من أغنى وأجمل مناطق القاهرة، وأصبحت الأن جميع هذه المدن من أجمل وأنظف الأماكن من حيث الشوارع الفسيحة والطرق السريعة والعمارة الحديثة كما أن كل مدينة يوجد بها عدد من الأحياء ذات الأسماء الجميلة.