الصحافة الجديدة

تحياتى

شهدت وسائل الإعلام فى العقود الأخيرة تحولات جذرية بفضل التقدم التكنولوجى والاستخدام المتزايد لتطبيقات الذكاء الاصطناعى فى كافة مجالات العمل الإعلامي، وانعكس هذا التطور على الصحافة المطبوعة كمفهوم ووظيفة، حيث تزايد استخدام الصحافة الإلكترونية والنشر الإلكترونى بطريقة تتسم بالسرعة والمرونة والجودة الفائقة فى نقل الأخبار والتقارير وتحرير المواد الصحفية ومعالجة الصور والبيانات فيما يعرف الآن بصحافة البيانات. ظهر مصطلح صحافة البيانات منذ عام 2009 حين أطلقت صحيفة الجارديان البريطانية عبر موقعها الإلكترونى مدونة البيانات الخاصة بها، وكانت وظيفتها البحث عن قصص صحفية مشوقة ومتعمقة باستخدام قواعد البيانات المتاحة على شبكة الويب وتقديمها إلى القراء فى شكل جذاب ومتكامل. تعتمد صحافة البيانات على تحليل الأرقام والبيانات المتاحة على قواعد وشبكات المعلومات وتجسيدها فى أشكال ورسوم بصرية مثل الخرائط والجداول والرسوم البيانية لزيادة القدرة على تحليل الأخبار وتفسيرها بطريقة مبسطة ومفهومة لكافة القراء، والأمر لا يقتصر على تقديم تلك البيانات فى شكل رسوم وخرائط، حيث يمكن للمتخصصين فى التصميم والرسوم البيانية القيام بتلك المهمة، ولكن الجديد أن صحفى البيانات يقوم بتحليل الأرقام قبل أن يجسدها فى رسوم لينتج قصة إخبارية مبتكرة ومتميزة . لقد حملت صحافة البيانات إضافة جوهرية تقوم على تبنى أساليب جديدة فى المعالجة الصحفية للقضايا المجتمعية، وتعتمد على تحليل البيانات الضخمة إضافة إلى تبنى أساليب جديدة فى المنتج الصحفى نفسه، وتعتمد صحافة البيانات على تقديم القصص الصحفية استنادًا إلى تحليل البيانات الضخمة باستخدام البرمجيات المناسبة لذلك لتتحول إلى معلومات متكاملة تسرد الموضوع بتفاصيله وخلفياته باستخدام طرق مبتكرة فى تصميم وعرض البيانات .
وللحديث بقية