يبدو ان التاريخ كتب علي المنطقة العربية ان تعيش دوما في حالة عدم استقرار مع استمرار الصراعات والتوترات ولكن عام 2023 هو الاصعب والاشد وقد يكون الاكثر دموية وبدات ملامحه مع اندلاع المواجهات العسكرية بين قوات الجيش والدعم السريع التي لم تتوقف منذ منتصف ابريل الماضي حتي الان في السودان ليسقط حوالي 20 الف وملايين النازحين واللاجئين في دول الجوار لتنتهي بالعدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر الماضي والذي تجاوز الدمار فيها كل تجارب العالم السابقة في الحروب العالمية الأولي والثانية سواء من الضحايا من الشهداء والمصابين والبنية التحتية والمباني العدوان كان وراء توابع بعد دخول ساحات عربية آخري دائرة الصراع اخطرها لبنان مع استمرار المواجهات بين حزب الله والقوات الاسرائيلية والي اليمن التي قد تزيد من احتمالات حرب اقليمية في المنطقة ناهيك عن سوريا والعراق ومع الماساة التي يعيشها الفلسطينين في غزة والضفة والقدس توارت ازمات آخري فمازالت الاوضاع في ليبيا علي حالها من غياب افق سياسي للحل وكذلك السودان مع امل شعبي في ان ينهي اللقاء المرتقب بين البرهان وحميدتي الحرب مع الازمة اليمنية وقد شهد هذا العام مارثون سياسي عربي واسلامي ودولي باتجاه حل للماساة في القطاع تمثل في عشرات الاجتماعات والزيارات علي صعيد القادة والوزراء للبحث عن ضوء في نهاية النفق ولكن حقيقة الامر ان الازمة مستمرة معنا في عام 2024 حتي لو انخفض صوت المدافع دون ان تتوقف وخفت عمليات العدوان فالازمة كبيرة والتحديات والتهديدات اكبر اسامة عجاج فلسطين .. طوفان الاقصي الاحدث الابرز سيسجل التاريخ ان العدوان الإسرائيلي الاخير علي قطاع غزة والذي يدخل شهره الرابع لم يكن الاول وقد لا يكون الاخير فقد سبقه جولات عديدة من المواجهات وكانت البداية في ايام الغضب في عام 2004 مرورا بالعصف المأكول في 2014 ولكنه بكل المقاييس هو (الاطول )من حيث المدة الزمنية دون اي مؤشرات علي نهايته وهو (الاعنف )من حيث حجم الدمار غير المسبوق في القطاع الذي لا يقارن بما حدث لبعض الدول في الحرب العالمية الثانية وهو( الاعلي) من حيث ارقام الضحايا من الشهداء والمصابين والنازحين فالارقام تتحدث عن الخسائر طوال 82 يوما اكثر من 29 الف شهيد وحوالي 56 الف مصاب وجريح ونزوح حوالي 2 مليون فلسطيني ناهيك عن الالاف من المنازل المهدمة والمدارس والمنشات الصناعية والصحية ودور العبادة وغيرها وقد يفسر هذا الدمار ان عملية طوفان الاقصي مثلت اصابة في الصميم لنظرية الامن الاسرائيلي وتحولت الي اهانة غير مسبوقة لجيش الدفاع الذي يفاخر بترتيبه ضمن اقوي جيوش العالم ماحدث خاصة مع الزلزال الذي قامت به المقاومة الفلسطينية في اول يومين من مفاجاة مذهلة باختراق الحدود مع اسرائيل والسيطرة علي مواقع وقواعد عسكرية واقتحام مستوطنات في غلاف غزة في عملية نوعية ادهشت العالم وتمكنت من اسقاط المئات من القتلي في صفوف الجيش الإسرائيلي وسط حالة من الصدمة التي عاشتها المؤسسة العسكرية والامنية عاقتها عن الرد ويبدو ان المقاومة الفلسطينية وفي القلب منها حماس استعدت لسيناريو الاجتياح البري بشكل متميز بل قد تكون سعت له خاصة وان اسابيع الحرب الاولي اقتصرت علي هجمات إسرائيلية بكل الاسلحة دون ان تتمكن المقاومة من الرد في ظل فارق القدرات العسكرية بينما الاجتياح البري اتاح لها فرص الاشتباك المباشر مع قوات النخبة الاسرائيلية وبكل المقاييس فان المنطقة بعد عملية طوفان الاقصي ستختلف تماما عن ماقبلها وسيكون لها تداعيات سنشهدها خلال عام 2024 ويمكن ان نتوقف عند بعضها وهي كالتالي : اولا : توقعات باستمرار عدوان اسرائيل ووفقا لتصريحات كبار المسئولين الاسرائيليين ومنهم نتنياهو وقادة في مجلس الحرب فانه مستمر دون سقف زمني الحديث يدور عن شهور خاصة مع توجه داخل اسرائيل يطالب بضرورة القضاء علي بنية حماس العسكرية يتطلب شهورا وسنوات مما يعني احتلال تل ابيب للقطاع مع محاذير هذا الخيار مع استمرار تصاعد الكلفة المادية والخسائر البشرية ويربط قطاع آخر بين تحقيق انتصار ما قد يكون اعتقال قيادات الصف الاول يحيي السنوار ومحمد الضيف وهذا قد يمكن قادة إسرائيل من ادارة الحرب بوسائل آخري وحقيقة الامر ان العملية احدثت تحول جذري في المشهد السياسي في اسرائيل فقد تضررت ثقتها بنفسها واهتزاز احساسها بالامان وتحطمت ثقتها في قادتها علي المستوي السياسي والعسكرية وهي ستخسر الحرب مع حماس ولكن حكومتها لن تعترف بذلك فهي تتحدث عن الحركة تضعف بينما حقيقة الامر ان الجيش هو وعقيدته القتالية التي تفشل ثانيا : ان العدوان كشف عن زيف مواقف الغرب وفي القلب منها امريكا وسط حالة من الدعم العسكري الذي لم نشاهده من قبل تحريك حاملات طائرات ومشاركة مباشرة بقوات من مشاه البحرية الامريكية وتوفير معلومات استخبارية وتوفير غطاء سياسي منع المجتمع الدولي من خلال الامم المتحدة ومجلس الامن من اصدار قرار بوقف اطلاق النار ثالثا : تزايد احتمالات نشوب حرب اقليمية بعد توسيع مسرح العمليات ليشمل عدد من دول المنطقة ومن ذلك اليمن من خلال جماعة الحوثي التي استطاعت بعملياتها التأثير علي مرور السفن الاسرائيلية او المرتبطة بعمليات نقل لموانئها في البحر الاحمر مما دفع واشنطن الي تشكيل تحالف دولي من عشر دول ناهيك عن تزايد معدلات العمليات العسكرية المتبادلة بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله وانطلاق عمليات من سوريا والعراق مما يدفع باتجاه دخول ايران طرف اساسي في المعارك رابعا : اعادة الاعتبار الي القضية الفلسطينة خاصة وان قطاع غزة ظل مغيبا عن المشهد السياسي الدولي طوال 17 عاما عاشت فيها حالة اهمال شديد سوي خلال فترات العدوان الإسرائيلي المتكرر الذي سبق ان اشرنا اليها وانكشاف وجه حكومة نتنياهو والتي كشفت عن وجه قبيح باعلان التنصل من اتفاقية اوسلو تماما واعتبرها وفقا لتصريحات علنية من نتنياهو بانه سبب للمشاكل التي تواجهها اسرائيل وعدم الاهتمام بمبادرة السلام العربية ودخول السلطة الوطنية الفلسطينية في مرمي نيران الذي لم يفرق بين حماستان او فتحستان وهناك شكوك في امكانية تحقيق العملية العسكرية الاسرائيلية لاهدافها المعلنة مع تزايد الضغط الشعبي علي الحكومة الاسرائيلية نتيجة الفشل في انهاء قضية الاسري وتزايد ايضا المطالبات الدولية بوقف اطلاق النار مع سقوط مشاريع التهجير القسري خامسا : طرح العديد من سيناريوهات مابعد وقف العمليات العسكرية بافتراض غياب المقاومة عن المشهد خاصة الوضع في غزة فقد استبعد نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية الي قطاع غزة بينما تري واشنطن ان السلطة يجب ان تسيطر علي القطاع بالاضافة الي الضفة بعد اجراء اصلاحات فيها وكذلك مناقشة اقامة حكومة فلسطينية مدنية بديلة وتعتمد علي شخصيات مدنية ليس لها اي علاقة بحركة حماس من شخصيات عامة ورجال اعمال مهمتها ادارة شئون سكان القطاع وتوفير الخدمات لهم مع احتفاظ اسرائيل بالسيطرة الامنية وبعد فان عملية طوفان الاقصي نقطة تحول في المواجهات بين الجانبين ستودي الي احد طريقين (تصفية) القضية الفلسطينية وهو امر يبدو مستحيلا ومستبعد تماما فهو خط احمر لدول المنطقة العربية والمدعوم من عواصم غربية او الي الذهاب الي (التسوية السياسية ) تنهي للابد حالة عدم الاستقرار في المنطقة وتساهم في احلال السلام بين دولتين فلسطينية وعاصمتها القدس بجانب إسرائيل قد يبدو الامر صعبا ولكنه مع توافر ارادة دولية ليس مستحيلا 2- السودان .. في انتظار وقف الحرب ضنت الايام الاخيرة في عام 2023 علي الشعب السوداني ان تمر ببصيص من الامل علي حلم بانتهاء المواجهات العسكرية التي تدور رحاها منذ عدة اشهر وتحديدا منذ منتصف ابريل الماضي والذي اسفر عن مقتل 12 الف سوداني ونزوح مايزيد عن 7 مليون وفقا لارقام الامم المتحدة وهناك من يقول ان الرقم اكبر من ذلك بكثير ناهيك عن تدمير معظم البنية التحتية خاصة وان كافة المؤشرات كانت تتحدث عن لقاء بين الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي بناء علي مبادرة من الدول الاعضاء في الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا( الايجاد) كان مقررا له ان يتم في جيبوتي الخميس الماضي ولكنه تأجل حيث كشفت وزارة الخارجية السودانية عن ان اللقاء سيكون في يناير دون تحديد يوم معين وقالت ان السبب وجود بعض الاسباب الفنية وراء عدم تمكن حميدتي من الوصول الي جيبوتي رغم انه يقوم بجولة نقلته الي عدد من دول الجوار الافريقي منها اوغندا واثيوبيا وكينيا كانت منظمة (ايجاد) قد اعلنت في قمتها في التاسع من هذا الشهر موافقة الطرفين علي اللقاء المباشر وتوقيع اتفاق لوقف اطلاق النار وبعدها بدأت مواقف الطرفين تراوح مكانها من حيث الشروط المطروحة من كليهما الحكومة السودانية رفضت البيان مشيرا الي ان البرهان اشترط قبل اللقاء اخلاء قوات الدعم منازل المواطنين وبعدها قام وزير الخارجية المكلف علي الصادق بتسلم رسالة خطية لرئيس وزراء جيبوتي رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية( ايجاد ) تتضمن موافقة البرهان للقاء حميدتي وفقا لشروط محددة ومنذ ايام اعلن الفريق البرهان علي الذهاب الي التفاوض مشيرا الي رفضه اي اتفاق يمثل مهانة للقوات المسلحة والشعب السوداني كما اعلنت قوات الدعم السريع عن استعدادها للقاء حميدتي مع البرهان في اي وقت واعلن حميدتي عن استعداده الكامل للقيام بكل ماهو ضروري لتمكين القوي الديمقراطية الثورية الحقيقة والتعاون معها لتشكيل حكومة انتقاليه ولكن المتحدث الرسمي باسم الدعم السريع الفاتح القرشي اعاد طرح شرطها الخاص بحضور البرهان كقائد للجيش وليس رئيس لمجلس السيادة واعتبر ابراهيم مخير مستشار حميدتي بان صفة مجلس السيادة واعضائه انتفت منذ وقوع انقلاب 25 اكتوبر 2021 وحقيقة الامر ان هناك مبادرات عديدة تم طرحها خلال فترة الاشهر الثمانية الماضية من جهات عديدة لم تسفر عن اتفاق حول وقف العمليات العسكرية بين الجانبين وسط اتهامات متبادلة بينهما بمسئولية الطرف الثاني عن ذلك ومنها تعليق مباحثات جدة بين الجانبين وفقا لمبادرة سعودية امريكية الي اجل غير مسمى بعد فشل الجانبين في الوفاء بالالتزامات المتفق عليها في جولات سابقة وكشف عن ان سبب فشل مقررات جده عدم وفاء البرهان بالتزاماته باتجاه اجراءات بناء الثقة ومنها القبض علي رموز الاسلاميين الفارين من السجون والسماح بمرور المساعدات الانسانية الي مناطق سيطرة الطرفين وتخفيف الخطاب العدائي وقد دخلت القوي المدنية وهي الطرف الثالث الذي غاب مؤقتا عن المشهد علي الخط ومن ذلك ارسال عبدالله حمدوك رسالتين الي كلا منهما طلب منهما اللقاء نيابة عن تنسيقية القوي الديمقراطية والمدنية ( تقدم) التي حذرت من ان وصول القتال الي ولايات كانت آمنة قد يؤدي الي تقسيم البلاد وبعد فالامال معلقة علي هكذا لقاء رغم انه يأتي في ظل تطورات ميدانية زادت معها المخاوف من تمدد قوات الدعم السريع نحو ولايات آخري منها سنار والنيل الازرق والقضارف وكسلا بعد سيطرتها علي ولاية الجزيرة بوسط السودان ودخولها مدينة واد مدني خاصة وانها كانت وجهة اعداد من النازحين من الخرطوم منذ بدء القتال واستقبلت حوالي نصف مليون شخص من اكثر من 5 مليون نازح داخلي بالاضافة الي مليون ونصف لجاءوا للخارج وسط حالات نهب وسلب للممتلكات وارتكاب جرائم أغتصاب وكذلك الانسحاب المفاجئ من قوات رئاسة الفرقة العسكرية الاولي من مدينه واد مدني والذي جاء بعد وقت قصير من احتفالات قام بها الجيش ومعه سكان المدينة بعد صد هجوم الموجه الاولي لقوات الدعم السريع ومن جانبه اعلن الجيش حرصه علي استعادة المدينة والامال معلقة بنجاح الحوار الاتفاق علي وقف اطلاق النار ووضع اسس للعلاقة بين الجيش وقوات الدعم السريع والقوي المدنية والسماح بدخول المساعدات الانسانية فمثل هذه الصراعات لن يحلها المواجهات العسكرية بل التفاوض خاصة وان الجميع فيها مهزوم حتي لو حقق نصرا 3- لبيبا .. في انتظار توافق الخمسة الكبار الازمة في ليبيا عرض مستمر منذ عام 2014 وحتي الان انتقلت من الصراع العسكري الي المناكفة السياسية والتي نجحت في افشال تجربة الانتخابات النيابية والرئاسية والتي كان من المقرر ان تجري منذ عام انتهت من التقسيم بين الشرق والغرب الي خلط الاوراق مع نهاية حالة التحالفات الجهوية وعنوانها المجالس التي تتحكم في المشهد السياسي مجلس النواب وحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس برئاسة عبدالحميد الدبيبة وهو المعترف بها مع وجود وزارة موازية عينها مجلس النواب ومعها المجلس الاعلي للدولة برئاسة محمد تكالة والمجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي وكذلك اللواء خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي حقيقة الامر فان التطور الابرز في الازمة الليبية خلال هذا العام تمثل في الجهد الذي يبذلة المبعوث الاممي الى ليبيا عبدالله باتيلي والذي يحاول من خلاله النجاح فيما فشل فيه الاخرين حيث قدم احاطته الاخيرة الي مجلس الامن وسبقه ايضا طرحه لفكرة عقد قمة بين القيادات الخمسة السابق ذكرها الدبيبة والمنفي وتكاله وصالح وحفتر بحثا عن توافق ينهي الخلافات القائمة بينهما ويفتح الطريق امام اجراء الانتخابات باعتبارها وفقا لرؤية اغلبية الليبين والدول الفاعلة في الملف الليبي حلا للازمة اذا تمت تحت اشراف دولي وقبل الجميع بنتائجها وتحدث عبدالله باتيلي تحدث عن ضرورة تجديد الشرعيات في ليبيا والعمل علي تجنب تكرار ماحدث من فشل في انتخابات 2021 وطالبت البعثة الاممية الاطراف الليبية بتسمية ممثليها للاجتماع التحضيري للاتفاق علي مسار انتخابي واضح وجدول زمني له والتوصل الي توافق بشان حكومة موحدة لتسير بالبلاد اليها فالقوانين وحدها لن تفضي الي انتخابات ناجحة ومن غير الممكن اجرائها دون التزام واضح من الاطراف الليبية الرئسية ورغم وجاهة الطرح الاممي فقد اكتشف المبعوث الاممي ان هناك شروط لاطراف في المجموعة الخمسة وهو ما كشف عنه في احاطته امام مجلس الامن القادة في ليبيا بانهم لم يراوحوا مكانهم ولم يبدوا التزاما قاطعا بانهاء حالة الانسداد السياسي في البلاد وانهم لم يرفضوا دعوته للقاء الخماسي مباشرة ولكن البعض منهم وضع شروطا لتلك المشاركة وقال ان حفتر ابدي استعداده للحوار ولكنه اشترط مشاركة الحكومة المعينه من مجلس النواب في حال مشاركة حكومة الوحدة الوطنية وانه سيقبل المشاركة اذا تم استبعاد الحكومتين كما وضع المستشار عقيلة صالح شرطا للمشاركة بصورة تركيز البحث فيه علي تشكيل حكومة جديدة تعني بالانتخابات ورفض مشاركة الدبيبة) ومن جانبه رفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة التخلي عن منصبه الا عبر انتخابات واعتبر ان قوانين لجنة سته زائد سته المشكله من مجلس النواب والدولة مفصلة علي اشخاص بعينهم وقال ان مجلس النواب فاقد لشرعيته منذ سنوات وليبيا لاتحتاج الي حكومة انتقاليه وطالب بالاستفتاء علي الدستور وكان من الملفت للنظر انضمام محمد المنفي الي المتحفظين علي مشاركة الدبيبة في الحوار واعلن عن توافقه مع موقف البرلمان والجيش واعتبر ان حكومة الدبيبة منتهية الصلاحية بعد سحب الثقة منها وبالتالي لايجب دعوتهما الي طاولة الحوار الجديد التي ستناقش تشكيل حكومة جديدة للبلاد والاتفاق علي خريطة طريق للانتخابات العامة ولعل الوحيد الذي اعلن عن استعداده للدخول في حوار الامم المتحدة دون اي شروط هو رئيس المجلس الاعلي للدولة محمد تكالة ودخلت اطراف عديدة ليست طرفا في المبادرة علي خط الرد علي مبادرة المبعوث الاممي ومنها اسامة حماد رئيس حكومة الاستقرار المعينة من قبل مجلس النواب ورفض مخططات البعثة الاممية رفضا قاطعا وقال انها مستمرة في النيل من سيادة ليبيا وتتدخل في الشئون الداخلية لليبيا عبر مبعوثها الحالي الذي يستميت لارساء سياساته المنحازة لطرف ضد طرف تحقيقًا لرغبات دولية وفرض اجندة مشبوهة والحل يجب ان يكون ليبي ليبي وكذلك رئيس لجنة حوار سته زائد سته جلال الشو يهدي قال ان المبعوث الاممي اقر بصلاحية قوانين الانتخابات فما الداعي الي حوار الخمسة كما تحفظ تجمع الاحزاب الليبية والذي يضم في عضويته 24 حزب علي المبادرة الأممية وعلي احاطة المبعوث الاممي امام مجلس الامن وعلي مقترح اللجنة وقالت في بيان لها ان ازمة ليبيا سببها اختزال البلد في اشخاص لايتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة وتجاهل كل المكونات السياسية التوجه الدولي العام باتجاه دعم مبادرة المبعوث الاممي وهذا ما ظهر من التفاعل الذي ابدته امريكا وبريطانيا الاكثر تفاعلا مع المبادرة وكذلك فرنسا اما روسيا حذرت من فشلها والصين اكدت ان السلام والاستقرار مرتبط بانهاء التدخل الاجنبي في ليبيا وهناك ايضا رغبة في استمرار اعمال حكومة الدبيبة مع اجراء تعديلات عليها خاصة وان اهتمام العالم اصلا بقضية الانتخابات وليس تشكيل حكومة جديدة والمؤشرات تتحدث عن امكانية تغيير مواقف الخمسة الكبار والذهاب الي الحوار خلال شهر يناير خاصة وان تعديل موقف اللواء خليفة حفتر و موافقة حفتر علي الحوار من الممكن ان تدفع كيانات آخري للمشاركة منها مجلس النواب