"رغم نار الألم يحيا الأمل".. شعار رفعه شابٌ فلسطيني اسمه محمود وحبيبته التي ارتبط بها "هديل"، وهما ينويان إتمام خطبتهما على الرغم من الحرب الشعواء التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في غزة والمتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي. ولم تمنع تلك الحرب محمود وهديل من أن يقيمان خطبتهما رغم الظروف المحيطة بها من حرب ودمار، ورغم أن هديل فقد فقدت شقيقها، الذي استشهد خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع. وأتمّ محمود وهديل، من غزة، اليوم الجمعة 29 ديسمبر، خطبتهما، وأقاما مناسبة "قراءة الفاتحة"، وهي إيذان في العادات والتقاليد الإسلامية بالخطبة، بل إن الشاب والفتاة كانا ينويان عقد القران، لكن الظروف المحيطة حالت دون ذلك. الفتاة «أخت شهيد» ويقول الصحفي الفلسطيني منذر الشرافي، وهو صديق لمحمود، إن هذه الفتاة كانت "فارسة أحلام الشاب"، وهي تعمل ممرضة، مضيفًا أنها "أخت شهيد استشهد خلال هذه الحرب". وأشار الشرافي ل"بوابة أخبار اليوم"، إلى أن محمود قرر الارتباط بهذه الفتاة، وأنهما قاما بمناسبة "قراءة الفاتحة"، وكان من المقرر أن يتم تزويجهما، اليوم أيضًا، لكن الظروف المحيطة ما سمحت بذلك. نازحان إلى رفح ولفت الشرافي إلى أن الفتاة بالأصل نازحة لمنطقة رفح من منطقة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، أما الشاب فهو نازح لرفح من منطقة النصيرات. وحول أسباب عدم إتمام عقد القران اليوم، قال الشرافي: "على أساس المتفق عليه اليوم كان يفترض أن يتم يتزوجيهما، وكان ستتم «الدخلة» اليوم ببيت أخته التي تسكن في رفح، لكن الوضع الميداني والقصف الشديد منع ذلك". انتظار الهدنة من أجل العرس وحول الموعد المحتمل لإتمام الزفاف، قال الشرافي: "قالوا سينتظرون شهرًا كيف سيكون الوضع أو خلال الأيام المقبلة لو كان هناك هدنة". ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الرابع والثمانين، وذلك منذ السابع من أكتوبر الماضي، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى". ولم يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة سوى لمدة أسبوع واحد خلال الفترة من 24 نوفمبر وحتى الأول من ديسمبر، بعد التوصل لاتفاق هدنة إنسانية في غزة بين حركة المقاومة الإسلامية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية قطرية تكللت بالنجاح. وبعد انقضاء أسبوع الهدنة صباح يوم الجمعة 1 ديسمبر، عاود الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة. ووفق آخر حصيلة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صدرت عن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن أكثر من 21 ألف شهيد سقطوا في غزة إلى جانب أكثر من 55 ألف جريح.