مشهدان يستقطبان اهتمام الملايين حول العالم ويتابعونهما على مواقع التواصل الاجتماعى فى دول الغرب حيث يبتعد الإعلام بقدر المستطاع عن كل ما يجرح المشاعر الرقيقة للقتلة الذين يقودون حرب الإبادة الجماعية للفلسطينيين!! فى المشهد الأول.. الرئيس الأمريكى «بايدن» يتحدث فى حفل استقبال بالبيت الأبيض بمناسبة أحد الأعياد اليهودية فيعيد ترديد «أنشودته» المفضلة: «أنا صهيونى ولو لم أكن يهوديًا»، ويؤكد أنه رغم أى خلافات مع القيادات الإسرائيلية ومع نتنياهو بالذات فإن التزامه بدعم إسرائيل لا يتزعزع وأن المساعدات الأمريكية لإسرائيل ستستمر حتى تتم هزيمة حماس!! وفى المشهد الثانى.. يظهر أحد الضباط الإسرائيليين قيل إن اسمه «موشيه جرونبرج» وهو يقوم بتفجير مبنى سكنى من عدة طوابق فى غزة وهو يقول إنه يهدى هذا التفجير لابنته بمناسبة عيد ميلادها الثانى!!.. وكأنه هناك «احتفال» يمكن أن يتم على حساب أرواح عشرات الأطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين الأبرياء إلا إذا كان احتفالًا ممن تجردوا من كل إنسانية على الإطلاق!!. وبين مشهد احتفال البيت الأبيض، ومشهد احتفال تفجير البيت الفلسطينى.. أنهار من الدم مع 18 ألف شهيد وربما مثلهم تحت الأنقاض، ومع حرب إبادة وجرائم حرب يريد لها «بايدن» ألا تتوقف، ومع دمار لم تشهده مدن أوروبا حتى فى ظل الحرب العالمية الثانية، ومع إمدادات لا تتوقف من السلاح الأمريكى الذى أصبح يتم إرساله دون حتى مراعاة القانون الأمريكى ليلقى من الجو على الجنود الإسرائيليين فى غزة ليستكملوا تدمير القطاع وتخيير أهله بين القتل أو التهجير!! يحدث ذلك بينما بايدن يتحدث عن خلافاته مع نتنياهو، ويكرر مع رجال إدارته حكاية «النصائح» التى لم تتوقف أمريكا عن إبدائها، ولم تتوقف إسرائيل عن تجاهلها بينما لم يتوقف الاثنان (أمريكا وإسرائيل) عن الاستمرار فى المجزرة الجماعية التى يتشاركان فى القيام بها ضد شعب فلسطين، وتقفان وحدهما ضد إرادة العالم كله فى إنهاء الحرب. لا شأن لنا بأن بايدن يعتز بأنه صهيونى، ولا أن يذهب وزير خارجيته للقاء نتنياهو على أنه «يهودى» قبل أن يكون مسئولًا أمريكيًا ما يهمنا ويهم العالم كله هو أن تتصرف أمريكا كدولة كبرى لها مسئولياتها عن حفظ السلام العالمى، وليس كما تفعل الآن وهو تتحول إلى مورد للسلاح (حتى المحرم الدولى منه) إلى إسرائيل وإلى داعم وشريك فى حرب إبادة الشعب الفلسطينى التى تهدد بانفجار المنطقة كلها!! يقف العالم كله ضد هذا الموقف الأمريكى الذى يرفض وقف المذبحة، بينما الرئيس بايدن يظن أنه يطمئننا ويطمئن العالم حين يقول بعد شهرين من حرب الإبادة لشعب فلسطين إنه يدعم استمرارها رغم بعض الخلافات مع نتنياهو التى يعالجها بمخاطبة: أنا أحبك.. بس زعلان منك!!