■ كتب: أحمد جمال رفضت الولايات المتحدةالأمريكية ومن خلفها إسرائيل نداءات السلام التى خرجت من بقاع جغرافية مختلفة حول العالم لوقف عدوان الاحتلال على قطاع غزة، وذلك بعد أن استخدمت الإدارة الأمريكية، الجمعة، حق النقض (الفيتو) خلال تصويت فى مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف فورى لإطلاق النار في القطاع مع استمرار الإبادة الجماعية للمدنيين للشهر الثالث على التوالي. ◄ أعضاء اللجنة الوزارية يضغطون لتغيير الموقف الأمريكي ◄ ضعف الإدارة الأمريكية يمهد لتوسيع دائرة الحرب ◄ شكري: موقف عربى وإسلامى موحد لوضع حد لانتهاكات إسرائيل وصوتت 13 دولة لصالح مشروع القرار، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض وامتنعت المملكة المتحدة عن التصويت، ودعت نسخة مسودة مشروع القرار، التى قدمتها الإمارات، إلى «وقف فورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية»، وكذلك «الإفراج الفورى وغير المشروط عن جميع الرهائن» و«ضمان وصول المساعدات الإنسانية». وانضمت ما لا يقل عن 97 دولة أخرى إلى هذا الجهد، وشاركت في رعاية مشروع القرار الذى صاغته الإمارات، وهو ما يعبر عن حجم الضغط الدولى الذى تواجهه دولة الاحتلال ومن خلفها الولايات المتحدة لوقف المجازر المرتكبة يوميًا في الصراع والتطرق إلى مسارات السلام التى تأخذ فى التبلور على المستوى العربى فى وقت تسير فيه إسرائيل نحو السيطرة على القطاع وتهجير أهاليه. ويدفع الموقف الأمريكى نحو تعقيد الصراع بشكل أكثر فداحة، لأن إطالة العدوان على القطاع يدفع نحو تمدده إلى دوائر أخرى عديدة بالمنطقة ويدفع نحو تدويل الصراع الذى يهدد مصالح الولايات المتحدة فى ظل استسلام أمريكى للرؤية الإسرائيلية بشأن أهدافها غير المنطقية من الحرب والتى تتمثل بشكل معلن فى القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى المحتجزين فى القطاع. يذكر أن هذه هى المرة الثانية التى تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض فى مجلس الأمن لعرقلة التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة، منذ بدأت إسرائيل قصفها غير المسبوق على القطاع. ◄ اقرأ أيضًا | عدم النظافة والإمدادات الغذائية وراء تفشي مرض الشيغيلا بين قوات الاحتلال والتقى سامح شكرى وزير الخارجية، وأعضاء اللجنة العربية الإسلامية وزراء خارجية كل من السعودية والأردن وقطر، يوم الخميس فى واشنطن، مع السيناتور بن كاردن رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ الأمريكي، وذلك خلال زيارة أعضاء اللجنة للولايات المتحدةالأمريكية، فى إطار المهام الموكلة إليهم بالتواصل مع الأطراف الدولية لوقف الحرب التى تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة، وحماية الحقوق الفلسطينية. وأوضح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن وزراء الخارجية حرصوا على نقل الموقف الموحد للدول العربية والإسلامية بشأن حتمية التوصل لوقف دائم لإطلاق النار فى غزة حفاظا على أرواح المدنيين الفلسطينيين، وبما يتيح إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة لأبناء الشعب الفلسطينى بشكل كاف ومستدام، كما أكدوا على ضرورة وقف سياسات العقاب الجماعى الإسرائيلية ومحاسبة مرتكبيها، والمتمثلة فى القصف العنيف والحصار والتدمير الكلى للبنية التحتية، مشددين على الرفض القاطع كذلك لسياسات التهجير القسرى للفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم. وأضاف أن الوزير شكرى أكد فى الاجتماع على المخاطر الإنسانية والأمنية لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية فى جنوبغزة، وهو ما يأتى استكمالا لعمليات القصف والحصار الإسرائيلى اللاإنساني، فضلا عن دفع المدنيين الفلسطينيين للنزوح لجنوب قطاع غزة فى بداية الأمر ثم محاصرتهم واستهدافهم هناك تحت وطأة العمليات العسكرية، معتبراً الأمر انتهاكًا صارخًا يكشف عن عدم اكتراث إسرائيل بكافة أحكام القانون الدولى الإنسانى والتزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال. كما أكد شكرى على أهمية تنسيق جهود الأطراف الدولية إزاء ضرورة التنفيذ الكامل لقرارى مجلس الأمن والجمعية العامة لفرض الهدن الإنسانية وصولا لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، مشددًا على ضرورة وقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية ضد قطاع غزة وكذلك فى الضفة الغربية بما فى ذلك القدسالشرقية. وقال مصطفى السعيد، الخبير فى العلاقات الدولية، إن الحرب الحالية فى قطاع غزة قابلة للتمدد فى ظل التناقضات الحادة بين أطراف الصراع، إذ إن إسرائيل تعتبرها مسألة وجودية بالنسبة لها وكذلك الوضع بالنسبة لحركة حماس، ولن تسمح الولايات المتحدة لأن يخسر الاحتلال تلك المعركة والوضع ذاته بالنسبة لإيران التى لن تترك حماس تلقى هزيمة على يد إسرائيل، وهو ما يجعل الحرب قابلة لأن تتحول إلى صدام محتمل بين قوى إقليمية ودولية عديدة. وأضاف أنه فى حال قررت الولايات المتحدة دخول حرب موسعة مع إيران وأذرعها من الحركات والفصائل المنتشرة فى عدة دول عربية فإن ذلك يعنى أنها سوف تخسر سباقها مع الصينوروسيا، لأن الحرب مع إيران لن تكون سهلة وتختلف عن الحروب السابقة التى خاضتها فى العراق أو أفغانستان، كما أن الحرب فى تلك الحالة ستكون أعمق وعلى امتدادات مختلفة وواسعة وقد تؤدى لصراعات خطيرة تحرق المنطقة بأكملها. ولفت إلى أن المصالح الأمريكية فى المنطقة ستكون مهددة وفى مقدمتها قواعدها العسكرية فى الخليج وقد يقود ذلك لإغلاق مضيق هرمز، وهو ما يجعل الطرفين حتى الآن لا يسعيان إلى الحرب غير أن وجود أطراف تستهدف توسيع أمد الصراع وضمان عدم انتهاء حرب غزة وفى مقدمتهم رئيس الوزراء المتطرف بنيامين نتنياهو، إلى جانب حدوث أى تطورات تجعل من الحرب أمراً واقعًا مثل خسارة إسرائيل التى تمس أمريكا والعكس بالنسبة لحماس وعلاقتها مع إيران، قد يقودان لاشتعال الحرب. وأشار إلى أن الحرب ستولد خسائر ضخمة على الجميع فى حال اتساعها لأن الولايات المتحدة لن تسمح بتعرض مصالحها للضرر كما أن إيران لن تسمح بأن يتأثر مشروعها الذى تعمل على بنائه من السبعينيات ولن تتخلى عنه، فيما يحاول اليمين الإسرائيلى المتطرف أن تصل الحرب إلى ما هو أبعد من غزة وأن ما يغذى ذلك وجود قيادة أمريكية غير متماسكة ومنقسمة على بعضها البعض ودائمًا ما تبنى تقديراتها على أسس خاطئة مثلما الحال بالنسبة لحرب أوكرانيا بعد أن كانت تعول على تدمير روسيا اقتصادياً خلال أشهر الحرب الأولى. وأوضح أن الولايات المتحدة تمضى فى خسارة ثقة العالم والمجتمع الدولى بعد أن بنت استراتيجيات صراعها مع الصينوروسيا على عناوين عريضة تصدرتها مسألة حقوق الإنسان ودعم الحريات قبل أن تكون متهمة بارتكاب جرائم إبادة عرقية بمشاركتها المباشرة فى الحرب الدائرة حالياً فى غزة، كما أن عدم قدرتها على تحقيق أهداف إسرائيل المعلنة من الحرب حتى الآن يصيبها بحالة من الارتباك لأنها لم تذهب بعد إلى مواجهة أى من روسيا أو الصين أو إيران. وشدد على أن الحروب فى العادة يحسمها الأكثر قدرة على تحمل الخسائر وتقديم التضحيات، والدليل على ذلك أن فيتنام التى خسرت ما يقرب من ثلاثة ملايين مواطن قتلتهم القوات الأمريكية استطاعت أن تطرد تلك القوات بعد أن خسر الجيش الأمريكى ما يقرب من 65 ألف قتيل فقط، والوضع ذاته بالنسبة للصراع الدائر حالياً مع إسرائيل التى ليس لديها القدرة على تحمل الخسائر وإذا قتل خمسة آلاف من جنودها فإنها ستكون أمام أزمة نزوح اليهود من أراضيها بعكس أهالى قطاع غزة المتمسكين بأراضيهم حتى وإن استشهد عشرات الآلاف منهم. وتزامناً مع حالة التصعيد تستمر جهود الوساطة التى تبذلها مصر وقطر للوصول إلى هدن إنسانية فى غزة وأكّد رئيس الوزراء القطرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أنّ جهود الوساطة لتجديد الهدنة فى الحرب بين إسرائيل وحركة حماس مستمرة على رغم القصف الإسرائيلى المكثف الذى «يضيق المجال» لتحقيق النتائج المرجوة. وقال آل ثانى فى منتدى الدوحة إنّ «جهودنا كدولة قطر مع شركائنا مستمرة. ولن نستسلم»، مضيفا أن «استمرار القصف لا يؤدى إلا إلى تضييق هذا المجال أمامنا». قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، إن حركة حماس هى «جزء من المكوّن الفلسطيني»، مشيرا إلى أن ما تقوله إسرائيل من أنها ستقضى على هذه الحركة «لن يتحقق، وهو أمر غير مقبول من الفلسطينيين». وأضاف فى افتتاح منتدى الدوحة، الذى انطلقت أعماله يوم الأحد الماضى بالعاصمة القطرية، أن الجانب الفلسطينى ينظر إلى مرحلة ما بعد الحرب الدائرة حاليا فى قطاع غزة، على أنها مرحلة «تتطلب توافقا وطنيا»، مشيرا إلى أن «الأهم الآن، وقبل الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب، هو مرحلة اليوم، وكيف يجب أن يتم وضع حد للحرب والإبادة الجماعية». واعتبر رئيس الوزراء الفلسطينى أن إسرائيل «لم تحقق أهدافها السياسية، إذ يبدو أن كل ما تريده هو الانتقام فى ظل سقوط أكثر من 16 ألف قتيل مدني، ثلثا عددهم من النساء والأطفال»، مطالبا المجتمع الدولى والمحكمة الجنائية الدولية ب«التحرك فى ظل غياب تام للعدالة». بدوره، قال نائب رئيس الوزراء الأردنى وزير الخارجية أيمن الصفدي، إن ما يجرى فى غزة، «لا ينحصر فى قتل المدنيين وتدمير سبل عيشهم، بل هو مجهود ممنهج لإفراغ قطاع غزة من أهله» على حد وصفه، معتبراً أن ما يشهده القطاع يعبر عما سماه «بلطجة إسرائيلية، لاسيما فى ضوء ما طالب به بعض المسؤولين الإسرائيليين من محو الفلسطينيين عن وجه الأرض»، بحسب قوله.