«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد عبد الرحمن: لغة التليفزيون والبعد عن «الشو» سر نجاح «القاهرة الإخبارية» l حوار
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 09 - 12 - 2023


رضوى ‬خليل ‬
رحلة طويلة في المجال الإعلامي، سعى فيها بمصر وخارجها، ومثل أي شاب في بداية حياته المهنية تعرض لمعوقات كثيرة، أدت به إلى لحظات يأس، لكنه لم يستسلم يوما، وصبر على الأزمات والظروف السيئة التي كانت حوله ليصبح اليوم واحد من أهم مقدمي البرامج الإخبارية.. أنه الإعلامي محمد عبد الرحمن مقدم برنامج "هذا المساء" على قناة "القاهرة الإخبارية".. "أخبار النجوم" ألتقت به وعشنا معه تفاصيل رحلة صمود ونجاح لنتعلم من مشواره الذي بدأه من الصغر وصولا للعمل في أكبر قناة إخبارية أقليمية مصرية، فما حكايته؟، وما سر تشاؤمه من رقم 3؟..
في البداية.. لماذا لم تدرس الإعلام رغم شغفك بالعمل رغم شغك بالعمل به؟
حصلت على درجة البكالوريوس في النقد والكتابة من أكاديمية الفنون، رغم أنني من اللحظة الأولى وكل ميولي تؤكد أنني مذيع، لأنني كنت مذيع المدرسة، وكان المعلمين يختاروني لقراءة الدروس لزملائي بسبب صوتي المميز، والقراءة بشكل سليم، لكن وقتها كنت صغير، ولم أحدد مهنة محددة، خاصة أنني حصلت على مجموع ضعيف في الثانوية العامة، مما جعلني أفكر في إعادة الدراسة الثانوية، لكن والدي - رحمه الله - اقترح علي التقديم في أكاديمية الفنون، وأبلغني أنها تضم قسم النقد والكتابة، فأعجبت بالفكرة، وبالفعل تقدمت للأكاديمية وأنا لا أعلم مصيري.
كيف كانت طبيعة الدراسة هناك؟
أكاديمية الفنون من أهم الأكاديميات الفنية في العالم، ويتقدم لها مئات الطلاب، ولا يقبل إلا عدد قليل، وعندما ذهبت خضعت لاختبار، وكنت أردد: "أنا وحظي"، لكن المفاجأة أنني نجحت وحصلت على المركز الثاني، وحصلت الفنانة دينا على المركز الأول، وللعلم دينا من ألطف الناس التي عرفتهم في حياتي، وأكثرهم إحتراما، فهي شديدة الإنضباط ومحترفة، وللأسف هناك الكثير من الناس تحكم على الشخص بمهنته، رغم أن الرقص الشرقي مثل أي فن، بل صناعة كبيرة، وبالعودة إلى سؤالك، فالدراسة في الأكاديمية كانت رائعة، وكنت أبرز عضلاتي دائما في الإمتحانات، بمعنى أنني كنت أحرص على كتابة إجابات تفصيلية، لدرجة أن الأساتذة كانوا يندهشون من إجاباتي المليئة بالمعلومات الغير مقررة في المنهج.
هل واجهتك صعوبات في فترة الدراسة؟
واجهتني الكثير من الصعوبات، أولها أن هذه الفترة كانت عائلتي تعيش بالشرقية وأنا حاصل على الثانوية العامة من هناك، لكني مولود في القاهرة، وبالتالي الغربة والبعد عن الأهل بسبب الدراسة أثر على نفسيتي، أيضا من اللحظات الصعبة التي لا يمكن نسيانها عدم دخولي إمتحانات السنة الثانية بالكلية بسبب إبتعادي عن فتاة كنت أحبها، وفرقتنا الظروف، لكن مع الغربة والإبتعاد عن الأهل تعرضت لحالة نفسية سيئة دفعتني لاتخاذ قرارات غير صائبة، منها عدم حضور الإمتحانات، وبعدما كنت طالب متفوق يتصدر الترتيب، قمت بإعادة السنة، مما أثر على فرص عملي كمدرس في الأكاديمية.
كيف جاء عملك بعد ذلك في جريدة "أخبار اليوم"؟
عندما فقدت العمل كمدرس في أكاديمية الفنون حزنت كثيرًا لأني كنت متفوق في دراستي، ولم أجد سوى القراءة لكي تخفف علي ما أشعر به من ندم، وكنت أتجول في الشوارع بالساعات، ورفيقي الكتاب، بعد ذلك قررت أن أخرج من هذه الحالة، وقررت الذهاب إلى الأكاديمية لعمل دراسات عليا، وحدثت المفاجأة وأنا هناك، حيث تقابلت بالصدفة مع الدكتور فوزي فهمي، وقال لي: "أنت رجعت تعمل إيه مش خلاص اتخرجت؟"، قلت له: "يا دكتور لم أعثر على وظيفة لذا قررت عمل دراسات عليا"، وهذا ما دفع دكتور فوزي على منحي "كارت" وقال لي: "(أخبار اليوم) تطلب محررين جدد أذهب وتدرب وتعلم، لكن من غير مقابل"، وفرحت أنني وجدت المهنة التي كنت أبحث عنها طويلا، وذهبت إلى أستاذ إبراهيم سعدة رئيس تحرير "أخبار اليوم" وقتها، وبدأت التدريب.
كيف ترى مساعدة الدكتور فوزي فهمي لك؟
دكتور فوزي فهمي رجل مذهل، وأي شخص يقف أمامه يشعر بهيبته ويخاف أن يتحدث معه، نحن نتحدث عن أرفع المثقفين شأنا في مصر على مدار تاريخها، رجل طيب و"إنساني"، وطوال الوقت لديه إحساس بالآخرين، وتعلمت منه أن لو أراد الإنسان التطوير من نفسه بإستمرار "يحتشد إنسانيا"، بمعنى أن مشاعره طوال الوقت تكون متواصلة مع الآخرين، و"الاحتشاد" يجعلك في حالة تواصل مع معاناة الآخرين، وأن الثقافة يجب أن تطبق عمليا، فمن الممكن أن يظل الانسان يقرأ 50 عاما لكن لا يطبق ما يقرأه على سلوكه.
تدربت 3 سنوات في "أخبار اليوم".. لماذا تركت العمل الصحفي؟
من الواضح أن لدي مشكلة مع رقم 3، لأن كل ما يمر عليه 3 سنوات في أي مكان عمل أتركه، وهذا ما حدث في "الأخبار" بعد 3 سنوات، حيث كان من المقرر أن يتم تعيني، لكن لم يحدث لأسباب ما، وهذا ما جعلني أعود لحالة الإحباط بعد أن قضيت سنوات في الجريدة، واحببت العمل بها مع زملائي أستاذة أمال عثمان وأستاذ مجدي عبد العزيز وأستاذ محمد تبارك، وغيرهم من الأساتذة، وللعلم شهدت تأسيس "أخبار النجوم" وقتها.
كيف تخطيت مرحلة عدم التعيين واليأس الذي انتابك من جديد؟
من المراحل الصعبة جدا في حياتي المهنية، ابتعدت عن الناس وانعزلت في منزلي الصغير في شبرا، ولم افكر فقط في السنوات التي مضت هباء، لكني كنت "مكوي" بالحزن على أصدقائي الذين أبتعدوا عني، ولم تمتد أيدي أحد منهم لتخرجني من العزلة والظلام الذي كنت اعيش فيه، رغم أن منزلي المتواضع كان ملتقى لكل الصحفيين الشباب، لكن وقت الأزمة لم أجد أحد منهم، لكن هذه سنة الحياة نتعلم ونستفيد دروس كثيرة، ويقع الإنسان في مستنقع الأزمات والصعوبات، وفجأة نتأكد أن الأقدار مدهشة.
كيف تأكدت من ذلك؟
والدي - رحمه الله - خير سند وقدوة، اتصل بي، وأخبرني أن الإذاعة تحتاج مذيعين جدد، وقلت له: "لابد من وجود واسطة في الإذاعة المصرية"، لكن رد سريعا وقال: "قدم ولن تخسر شيء وأتركها للخالق"، وبالفعل ذهبت، وكانت لجنة التحكيم وقتها أستاذ جلال معوض وأستاذة هالة الحديدي، وعلمت أن أعضاء اللجنة أقسموا قبل بدء الاختبارات أن "الواسطة" لم تكن في حسبان الاختيار، والموهبة فقط أساس الاختيار، مما جعلني أشعر وقتها أن مازال هناك ناس لا يعرفون واسطة ولا محسوبية، وبفضل الله نجحت، وكانت الأرض لا تسعني من السعادة.
ماذا عن فترة عملك في الإذاعة المصرية؟
النجاح في اختبارات الإذاعة أعاد ثقتي في بلدي، خاصة حينما تدربت مع هالة حديدي التي كانت مسئولة عن تدريب المذيعين الجدد وقتها، والحق يقال أن سبب ما وصلت إليه من نجاح في تقديم البرامج الإخبارية يعود 80٪ منه لتعليم هالة، و20٪ خبرات بعد مشوار طويل في المجال الإعلامي.
انتقلت بعد ذلك إلى تليفزيون الكويت وبدأت مراسلا من القاهرة.. حدثنا عن هذه المرحلة؟
يبتسم ويقول: "3 شهور فقط قضيتها هناك، أي مرحلة عابرة لم استفد منها سوى بشراء أول تليفون محمول، وسرقة سواق تاكسي له، لكني مسامحه".
ماذا عن الصعوبات التي واجهتك في العمل الميداني وقتها؟
كنت مراسل لقناة اقتصادية وليست سياسية، وبالتالي لم أواجه أي صعوبات في الميدان وقتها، بل العكس هذه الفترة كان ينظر للاقتصاد بشكل إيجابي، ومهما قدمت من تقارير صعبة كانت تعرض، ولم أواجه أي قيود، على عكس زميلتي لميس الحديدي كانت وقتها هي وسهير جودة مراسلات سياسة، مما عرضهن لصعوبات كثيرة.
ولو تحدثنا عن عملك في تليفزيون دبي.. بماذا تصف تجربة العمل هناك؟
كنت اعمل مراسل في قناة "دبي الاقتصادية"، وبعد 3 سنوات عرض علي الظهور كمذيع نشرة في قناة "دبي"، فلم أتردد، وكانت تجربة مدهشة اكتسبت خبرات وثقافات كثيرة ومتنوعة، واستمر عملي في القناة 3 سنوات حققت فيهم نجاحات كثيرة، وكنت النجم رقم واحد في قراءة النشرة، لكن بما أنه مر 3 سنوات، كان لابد أن أفهم أن السعادة لا تدوم، وبالفعل تغيرت الإدارة التنفيذية للقناة، وتم الاستغناء عن عدد كبير جدا من المصريين، وكنت واحدا منهم.
هل عدت لحالة اليأس من جديد أم ماذا فعلت؟
كنت على وشك ذلك، لكن كثرة الأزمات جعلتني أكثر صمودا، لذلك قدمت في قناة "CNBC"، ولم يأتي رد، فقررت العودة إلى مصر، وقبل سفري بيوم تلقيت اتصال من سحر بكر، وأبلغتني بموعد مقابلة مع رئيس القناة، وذهبت وسألته لم أجد رد على عملي بالقناة، ليرد ويقول: "لم نصدق أنك تريد العمل معنا، وعندما تأكدنا أبلغناك بموعد المقابلة ونتشرف بوجودك"، وبدأت العمل في القناة، ورغم مشقة العمل فيها، لأنها تتبع النظام الأمريكي، إلا أنها كانت مرحلة مليئة بالنجاحات، وقدمت برامج كثيرة منها "الليلة مع محمد عبد الرحمن" و"نبض اليوم" و"بالأخضر"، الذي يعد أول برنامج مختص بشئون البيئة، ووصل النجاح لتولي منصب مدير القناة، لكن تعذبت واكتشفت بعد 3 سنوات أنني لا أصلح للعمل الإداري.
تتحدث عن نجاحات كثيرة.. لماذا تركت قناة "CNBC"؟
اتصل بي محمد هاني رئيس قناة "CBC" وقتها، وتقابلنا في دبي، وكان معانا "الأخ الجدع"، خيري رمضان، وقال: "سهير جودة لفتت انتباهي لك، ونريدك معانا في (CBC EXTRA)، وننوي لها أن تكون أكبر قناة إخبارية في مصر، وأنت هنا في الإمارات تخسر، لأن الجمهور المصري لم يراك"، وتم إقناعي، وانتقلت أنا وأسرتي للعيش في مصر، وظهرت على القناة ببرنامج "مصر العرب".
هل ندمت على قرار العودة إلى مصر؟
إطلاقا، رغم الصعوبات التي واجهتها في البداية، نحن نتحدث عن 10 سنوات في الإمارات حيث القوانين مختلفة تماما، فقد واجهت صعوبة مثلا في قيادة السيارات هناك، وتعرضت للسرقة، لكن لم أندم يوم لأن ما حققته في مصر أكثر مما تمنيته.
كيف جاءت خطواتك المهنية التالية؟
قضيت 3 سنوات في قناة "CBC" الإخبارية، لحين اتصل بي عماد ربيع أهم منتجي التليفزيون، وأبلغني أن هناك نية لإنطلاق قناة "DMC" الإخبارية، من نمط أقليمي عالمي، ووافقت، وتعاقدت معه، وطلبت أن أبدأ البروفات بعد إنتهاء التعاقد مع "CBC"، لكن الإدارة علمت، وطلبت استقالتي، وتقدمت بها، وبعد 3 سنوات من "البروفات" لم تخرج القناة للنور، وهنا نعود لمرحلة يأس وإحباط جديدة، وكتبت وقتها تغريدة لتامر مرسي صاحب شركة "سينرچي" وقتها اطلب عمل، والحقيقة ندمت عليها لاحقا، لكن كنت في حالة سيئة من زيادة وزن ومجهود 3 سنوات لم يخرج للنور، وقررت في النهاية قطع الأجازة والعودة للإذاعة المصرية.
هل عدت للإذاعة بالفعل أم الأقدار لعبت معك دورها؟
لعبت معي دورها حينما اتصل بي أحمد الطاهري "المعجون جدعنة"، وقال لي: "بتعمل إيه في الإذاعة؟، محتاجك معايا في قناة "إكسترا نيوز"، وذهبت وقدمت على الشاشة برنامج "نائب رئيس"، وهو برنامج السلطة التشريعية، ورغم أنه لم يستمر طويلا، لكنه حقق نجاح كبير، واكتشفت بعد فترة أن في ذهن الطاهري التحضير لأكبر قناة إخبارية مصرية، وهي "القاهرة الإخبارية".
ترى أن العمل في "القاهرة الإخبارية" تعويضا عن كل معاناة تعرضت لها في مشوارك؟
وجود قناة بحجم "القاهرة الإخبارية" خطوة من درر تاج إعلام "الجمهورية الجديدة"، وكنت منشغلا بهذا الموضوع سواء مهنيا أو فكريا على مدار 6 سنوات، ثم جاء صانع النجاح الكاتب الصحفي أحمد الطاهري الذى استطاع في وقت وجيز أن يحقق معجزة إطلاق قناة تنافس قنوات أخرى تمتلك عشرات أضعاف الميزانية، وما أفعله في المحطة هو أني أنفذ حلما سبق وأن حلمت به منذ سنوات طويلة، خاصة حينما تكون في أيدي أمينة، وأقصد هنا أحمد الطاهري رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وأنا أنفذ كل ما يطلبه من وضع صوتي على التنويهات، وقراءة الأفلام الوثائقية، وعمل حوارات مع الشخصيات العامة، وغيرها من المهام.
بماذا تفسر النجاح الكبير الذي حققته القناة خلال مدى قصيرة؟
نجاحها دليل على أن الأرض المصرية شديدة الخصوبة البشرية، فالثراء البشري أهم من البترول ومناجم الذهب، فالإمكانية المصرية مبنية على ثراء التربة المصرية البشرية، وهو الأب الحقيقي ل"القاهرة الإخبارية"، وأيضا إستراتيجية القناة المبنية على تقديم المعلومة بموضوعية، والإستعانة بلغة التليفزيون وليس "الشو الإعلامي"، بالإضافة إلى المواقف السياسية الخارجية المصرية عظيمة، لأنها مبنية على إحترام كافة الأطراف، وعدم الدخول في صراعات، وأن الهدف الرئيسي قرب المواقف وتجانس المجموعة العربية ونشر السلام.
ما الذي حرصت عليه أثناء التحضير لبرنامج "هذا المساء"؟
الإعلامي الآن في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين ينبغي أن يكون أكثر تواضعا، وهو ما أتفقنا عليه في برنامج "هذا المساء" مع فريق البرنامج، لتقديم صورة واقعية للمشاهد لنتخلص من عباءة المذيع الذي يتصور نفسه يعرف كل شيء، فالمذيع مجرد متأمل ينظر إلى الأحداث ويشير إلى المشاهد نحو الحدث الذي لفت انتباهه ويترك له الحرية الكاملة في أن يكون له موقف منه بعد أن يقدم له المعلومات، لكن المشاهد حر في اتخاذ الموقف الذي يناسبه بعد أن يحصل على المعلومات الكافية.
كيف تتغلب على مشاعرك الإنسانية أثناء تغطية أحداث غزة؟
لدي قواعد ثابتة، ونادرا ما تهزم العواطف، لكن مبادئ المهنة تؤكد أن المذيع يرتكب خطيئة كبيرة في حق المشاهد إذا تصدر المشهد، لأن ببساطة المتفرج لم يشاهدني لكي يتأمل مظهري، ولا لكي يعرف شعوري، هو يشاهدني لإكتساب معلومة، وأن يطرح أسئلة تجيب عن علامات استفهامه، لكن الحقيقة مرة واحدة غلبتني المشاعر وبكيت على الهواء، وكان بسبب مداخلة مع أحد أبطال الشرطة عاد من ألمانيا فاقدا ذراعه وساقه وعيناه بسبب الإرهاب، وتفاجأت أثناء المكالمة بحزنه على أنه لن يستطيع خدمة وطنه مرة أخرى، وليس حزين على ما فقده من أعضائه، فبكيت، وكانت أول مرة أخالف مبادئ المهنة.
بعد إدارة العديد من الفعاليات والمؤتمرات الهامة أمام الرئيس.. كيف تصف التجربة؟
الرئيس حازم في قرارته، وصارم في إدارة البلاد، لكن مع الشعب إنسان يتصف بالمودة واللطف، ويكسر أي شعور بالرهبة أثناء التحدث معهم، وأتذكر في دورة ب"منتدى الشباب"، توقف الميكروفون أثناء تلاوة القارئ للقرآن، وسريعا أخذ الرئيس الميكروفون الذي أمامه وقال نقرأ القرآن كلنا في سرنا، لكي يخفف من توتر القارئ والحضور، وحقيقي تشرفت بالوقوف أمامه. .
اقرأ أيضا : "القاهرة الإخبارية": الاحتلال الإسرائيلي يقصف عدة مناطق جنوب لبنان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.