أفلام « الفانتازيا» المصرية .. أزمة إبداع أم إمكانات تكنولوجية؟

تاريخ الفانتازيا فى السينما المصرية له باع طويل وعلامات فارقة على الرغم من فقر الإمكانيات التكنولوجية فى الفترات السابقة، إلا أنها تميزت بالإبداع الفكرى الاجتماعى وهو ما قدمه لنا أمير السخرية وصاحب مدرسة الفانتازيا رأفت الميهى فى العديد من أفلامه التى ناقشت بعض القضايا الاجتماعية المهمة منها فيلم «سمك لبن تمر هندي» ، وفيلم «السادة الرجال» والذى ناقش فكرة التحول الجنسى فى فترة الثمانينيات.
وبعد عقود لا نذكر فى تاريخ السينما أفلام فانتازيا لها قيمتها الفنية ، فى موسم العيد كان « تاج» وهو فانتازيا لسارة وفيق بطولة تامر حسنى ،ورغم نجاحه الجماهيرى إلا أنه كان مخيبا للآمال .
نستعرض فى تلك السطور آراء النقاد حول فيلم الفانتازيا « تاج» والذى تدور أحداثه حول شاب يدعى «تاج» يكتشف أن لديه قوة خارقة تمكنه من فعل أمور غير طبيعية ويطير فى الهواء ويخترق الجدران، فى إطار مغلف بالإثارة والكوميديا وأيضا الرومانسية، بطولة الفنان تامر حسني، دينا الشربيني، هالة فاخر، المطربة ساندي، و إخراج سارة وفيق.
أشار الناقد الفنى طارق الشناوى بأن رواج فيلم « تاج» له علاقة بجاذبية البطل لذا ،تمكن من تحقيق إيرادات ضخمة، وهو ما ظهر فى الخليج،إلا أن القيمة الإبداعية للفيلم لاتزال سطحية تتسم بالسذاجة،بل كانت تحتاج لمزيد من العمق، فأوضح بأن البطل هو سوبر هيرو وهو شخصية متعارف عليها فى أفلام السينما لأجيال عديدة وهو ما يفقد جانب الشغف للتعرف على تلك الشخصية ، بينما تألقت السينما المصرية بهذا النوع من الفن على يد العديد من المخرجين وفى مقدمتهم رأفت الميهى طباخ الفانتازيا المصرية التى جمعت بين الواقع والهزل والجد فى آن واحد ، كما أكد على أنه بالرغم من توافر الإمكانيات التكنولوجيا فى الصناعة لكن لا نزال نحتاج إلى إبداع فكرى فى طرح القضية بأسلوب جديد غير متعارف عليه.
أوضح بأن الذكاء الاصطناعى سيسهم فى تطوير هذا النوع من الفن لأنه يعتمد على الإبداع والتفكير فيما هو خارج الصندوق بأفكار ومهارات يمكن تطبيقها على أرض الواقع باستخدام الذكاء الاصطناعى والتكنولوجى بشكل عام،وتمنى بأن يكون هناك مزيد من التفكير والعمق فى طرح الموضوعات لدى النجوم الشباب باعتبارهم رجال الصناعة الفنية المستقبلية.
أما الناقد عصام زكريا رئيس مهرجان الإسماعيلية يرى بأن الفيلم لم يطرح الجديد من الإبداع المنتظر من أبطال الفيلم، على الرغم من تحقيقه إيرادات جيدة ، وأشار بأنه بالرغم من توافر الوسائل والإمكانيات المختلفة من تكنولوجيا وذكاء اصطناعى و التى تساعد على تصميم وإنتاج فيلم فانتازيا قوى يبهر المشاهدين إلا أن السينما المصرية لا تزال تعانى من فقر الإبداع الفكرى بطرح القضية بأسلوب جديد ومبتكر يستطيع إقناع المشاهدين به