المهرجان القومى للسينما

صباح الفن

جاء البيان الذى أصدرته وزارة الثقافة قبل أيام بشأن المهرجان القومى للسينما، ليضع حدا للشائعات التى انطلقت مؤخرا حول إلغائه، بعدما تجاوز موعد دورته ال 25 التى كان من المتوقع إقامتها فى مايو الماضي، ولم يصدر بشأنها أى أخبار، مماجعل البعض يرجح أنه تم تأجيله أوإلغاؤه وسط تكهنات عديدة، تارة حول عدم وجود مخصصات مالية لإقامته، وتارة تحت دعوى عدم جدوى إقامته فى ظل تراجع مستوى الأفلام المنتجة كما وكيفا.
وجاء اختيار المخرج يسرى نصر الله لرئاسة المهرجان - خارج الصندوق- لأحد أبرز كبار المخرجين على الساحة حاليا، المنفتح على كافة التيارات السينمائية، والمنحاز بشكل خاص لتجارب المخرجين الشبان، علاوة على تاريخه السينمائى الثرى بأفلام نالت تقديراً دولياً عبر مشاركتها بمهرجانات عالمية، إضافة لثراء تجربته خلال عمله كمساعد مخرج مع الراحل الكبير يوسف شاهين فى أفلام «وداعاً بونابرت»،»حدوتة مصرية»، «اسكندرية كمان وكمان».
ويبدو أن هذا عام يسرى نصر الله.
حيث اختار مهرجان لوكارنو السينمائى ترميم فيلمه» باب الشمس» ويعد أحد أهم أفلامه الذى تناول القضية الفلسطينية، ويعرض المهرجان نسخته المرممة فى دورته المقبلة خلال شهر أغسطس، كما يحظى نصر الله بتكريم مهرجان القاهرة السينمائى خلال دورته ال45 ومنحه جائزة «الهرم الذهبى التقديرية» لإنجاز العمر.
المهرجان القومى للسينما الذى أطلقه قبل ربع قرن الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق بهدف دعم وتشجيع الإنتاج السينمائى ومنح جوائز مالية لكافة فروع العمل السينمائى، والذى حقق نجاحات مهمة وترأسه كتاب ونقاد كبار على مدى دوراته السابقة أضافوا له الكثير من رؤيتهم وكان آخرهم الناقد الكبير كمال رمزى الذى أصر على إقامته والوزيرة السابقة د.ايناس عبد الدايم التى عملت على رفع قيمة جوائزه، يستحق أن تذلل كافة العقبات لإقامته.
من المهم أن يحظى المهرجان بموعد سنوى ثابت لإقامته، وأن يشهد انطلاقة جديدة مع دورته ال25، تبث روح الأمل فى السينما المصرية، وتدفع بها خطوات إلى الأمام فى ظل تراجع تشهده، وسيطرة الأفلام التجارية عليها، وغياب الدعم، وندرة التجارب السينمائية المميزة، وخفوت حضورها بالمهرجانات العالمية، وأن يعمل على تشجيع الأفلام القصيرة التى تكاد تكون هى الوحيدة التى لاتزال تحفظ ماء وجه السينما المصرية دوليا.