«تجمع به أشهر الملوك والأباطرة» ..حكاية ميدان الملكة نازلي «عرابي» بالإسماعيلية

لم ينته الحديث عن حكايات ميادين وشوارع الإسماعيلية، تلك المدينة التى كان من نصيبها أن تكون نقطة فاصلة في تاريخ مصر، ف "باريس الصغرى" كما أطلق عليها كل من وطأت أقدامه فيها لا تخلو شوارعها وميادينها من حكايات، وفي كل حكاية قصة، وفي كل قصة بطولة، فقد كان من شأنها "الإسماعيلية " أن تستحوذ على الكثير من صفحات التاريخ.
اقرأ أيضاً | حكايات| «مجنونة مدغشقر».. المرأة الأكثر دموية في التاريخ | صور وفيديو
الإسماعيلية هى تلك الساحرة التى استطاعت أن تخطف أعين وألباب كل من فكر في زيارتها يوما ليخرج منها وهو على يقين تام بأن زيارتها لن تكون الأخيرة وأن العودة إليها شيئا قطعي فلا يستطيع من رأى هذا الجمال مرة أن يتخلى عن رؤيته مرات ومرات.
ميدان عرابي، أو "نازلي" كما كان يطلق عليه قديما هو أهم ميادين مدينة الإسماعيلية، حيث شهد هذا الميدان الكثير من الأحداث التاريخية التى كانت ولا تزال علامات واضحة ومضيئة في تاريخ الإسماعيلية.
مكان ميدان عرابي "نازلي"
يقع ميدان عرابي أو " نازلي" كما أطلق عليه قديما أمام محطة قطار الإسماعيلية، ولعل موقعه هذا كان سببا في جعله من أهم الميادين في الإسماعيلية وذلك لأنه أول مكان يراه القادم إلى الإسماعيلية عبر استخدام السكك الحديدية.
ويحيط بميدان الملكة نازلى من جهة الشمال شارع روبير المعروف الآن باسم شارع الحرية ومن الشرق شارع أوجيني" ويعرف الآن باسم شارع عرابي من الغرب محطة السكك الحديد بينما حده الجنوبي موقع فندق إيزيس الحالي.
تسمية ميدان "نازلي" عرابي حاليا
وعن تسمية الميدان باسم الملكة نازلي قديما يقول الباحث والمؤرخ " أحمد فيصل" : ميدان "الملكة نازلي عرابي حاليا، يتضح من الاسم أنه تسميتة خديوية بعد حفر القناة وافتتاح مدينة الإسماعيلية عام 1863 ويطلق عليه الأهالى وضيوف المحافظة وزائروها ميدان محطة سكة حديد الإسماعيلية وخاصة أنه أول ميدان
يلتقون به عند زيارتهم للإسماعيلية فور وصولهم عبر قطارالسكة الحديد ومن الميدان يبدأ كل زائر في مواصلة رحلته داخل المدينة الخديوية أو "باريس الصغرى".
ويضيف "فيصل": إن تاريخ تسمية ميدان المحطة أو عرابي بميدان "الملكة نازلي" تأتى بعد تولى الملك فؤاد حكم مصر، واستمر الاسم إلى أن قامت ثورة 23 يوليو 1952 وجلاء الإنجليز عن مصر، فتم تجديد الميدان في 24 سبتمبر 1961 وأطلق عليه ميدان عرابي ووضع تمثال عرابي والموجود حاليا في منتصف الميدان.
أهم الأحداث التي شهدها ميدان نازلي
وعن أهم الأحداث التى شهدها ميدان نازلي "عرابي" حاليا يقول "فيصل": من هذا الميدان الشهير عبرت جيوش العالم والتى كانت تضم جيوش الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وعبور الأسرى الأتراك والألمان عبر القطارات من الإسماعيلية إلى معتقلات سكنات المعادى وليمان طره ونفس القصة في الحرب العالمية الثانية، وكذلك من نفس الميدان عبر الملك فؤاد فى طريقه عبر ميناء الإسماعيلية وركوبة المحروسة لافتتاح مدينة بورفؤاد ومر أيضا من هذه المحطة شاه إيران والإمبراطورة فوزية بعد زواجهما فى طريقهما الى مدينة بورسعيد والعائلة المالكة في طريقهم الى إيران.
ويضيف "فيصل" كان هذا الميدان محورا للأحداث وعلى أرضه كانت هناك بطولات ومآسي وشهداء، وقد سار في هذا الميدان أباطرة وملوك ورؤساء وزعماء وأيضا هنا استقبل الخديوي إسماعيل الإمبراطورة أوجينى التي كان اسمها يطلق على هذا الميدان "الإمبراطورة أوجينى" في فترة من الفترات تكريما لها لحضورها افتتاح قناة السويس و قد أنشئت محطة السكة الحديد المطلة على هذا الميدان في الإسماعيلية عام 1869 من أجل افتتاح خطوط القطارات التي ستربط بين الإسماعيلية والقاهرة والسويس.
وشهد ميدان الملكة نازلي أو عرابي حاليا العديد من الأحداث بخلاف أحداث حفل افتتاح قناة السويس لأول مرة واستقبال رؤساء وملوك العالم الذين عبروا إلى الإسماعيلية من خلال محطة قطار الإسماعيلية، ووقفت الإمبراطورة أوجينى مع حاشيتها فى الميدان قبل أن يخترق موكبها المدينة متجهة إلى منصة الافتتاح في 17 نوفمبر 1869، وكذلك شهد الميدان تظاهرات المقاومة الشعبية وحريق النافي الشهير في 16 أكتوبر 1951 وزار الميدان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، وشهد الميدان عددا الاحتفالات عقب ثورة 25 يناير 2011 وكان مركزا لاحتفالات شباب الثورة وقتها.
أهم معالم ميدان "نازلي" عرابي حاليا
وعن أشهر ما يميز ميدان "نازلي" أو عرابي حاليا يقول "فيصل" إن أشهر ما يميز ميدان نازلي أو عرابي حاليا، وجود محطة قطار السكة الحديد بالإسماعيلية، وذلك لأن من يقصد زيارة الإسماعيلية عبر خطوط السكك الحديدية ترى عينه أول ما ترى من معالم الإسماعيلية هذا الميدان الشهير، وكذلك تمثال أحمد عرابي الذي تم وضعه وسط الميدان وتم تغير تسمية الميدان باسمه بعد ذلك ليصبح ميدان الملكة نازلي ميدان عرابي اشهر ميادين محافظة الإسماعيلية.