كنت أستعد لاجراء حوار مع نموذج الذكاء الاصطناعى الذى يحاكى اللغة الطبيعية للبشر «شات جى بى تى» لإضمن اجاباته بمقالى، لكن سبقنى زميلى عبد السميع الدردير محرر الشئون الخارجية بالاخبار باجراء حوار متقن مع شات جى بى تى. هذا النموذج يجيبك على أعقد اسئلة الكيمياء والفيزياء والتكنولوجيا النووية واى موضوع وكل موضوع. واعترفت باحثة بريطانية باستعانتها به لاعداد رسالتها للدكتوراة ولذلك قامت بحظره دول عديدة خوفا من لجوء الطلاب له للغش. من هنا جاءت أهمية حوار زميلى الذى استخدم فيه ذكاءه الطبيعى لكى يستخرج كل قدرات هذا النموذج الاصطناعى، حين طلب الدردير منه مساعدته ليعد الاسئلة التى سيسألها له ثم يجيب عليها فاصبح شات جى بى تى هو السائل والمجيب معا. وحتى تكمل جريدتنا هذا الملف عهدت لزميلنا مصطفى عبده نائب رئيس تحرير الاخبار باجراء تحقيق مع علماء مصر المتخصصين فى مجال الذكاء الاصطناعى عن مخاطر هذه الصرعة.. ويظل السؤال هل يتفوق شات جى بى تى على الانسان؟ رقميا يتفوق لان بادمغتنا حوالى 86 مليار خلية عصبية، أما نموذج شات جى بى فمزود بما يتراوح بين 500 مليار الى تريليون خلية اتصال. لكن يتفوق الانسان بالعواطف والضمير بالطبع حتى ان هذا النموذج يبدأ اجابته على اى مستخدم «ضع فى اعتبارك اننى مجرد نموذج ذكاء اصطناعى لغوى وليس انسانا».لكن تظل خطورة هذه التقنية جاثمة على العالم، حتى أن بعض مبتكريها تخلوا عنها فاستقال جيفرى هينتون الأب الروحى للذكاء الاصطناعى من شركة جوجل ليصبح فى حل من تحذير العالم بخطورة شات جى بى تى واخواته، ووقع على عريضة مع عدد من العلماء دعوا للتوقف طواعية عن تطوير هذه النماذج لمدة 6 شهور لمعرفة الى اى مدى ستأخذنا مع خطر المجازفة بخروجها عن السيطرة، كما دعت الادارة الامريكية الشركات الاربع الكبرى العاملة فى مجال الذكاء الاصطناعى (جوجل، اوبن ايه آى، مايكروسوفت، انثروبيك) لاجتماع بالبيت الابيض للتوصل لصيغة لتظيم هذه النماذج قبل ان تخور قوانا عن كبح عقالها ويستغلها البعض فى حروبهم كروسيا واسرائيل او تسخرها الجماعات الارهابية لتضليل المجتمعات.اهدأوا يرحمكم الله.
