بعد سنوات من غيابها عن الخريطة الرمضانية أعادت الشركة المتحدة الدراما الدينية مجددًا إلى الواجهة بمسلسل «سيرة الإمام» الذى يتناول جانبًا من سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي، ويركز العمل على السنوات الست التى قضاها بمصر، ويكشف العمل دوره فى تغيير كثير من الأفكار التى لا تتواءم مع طبيعة الدين الإسلامي. عبر رسائله الفقهية التى تؤكد على جوانب مهمة تتعلق بسماحة الاسلام، فحينما مرضت زوجته مرضا شديدًا واضطر للتخلف عن ركب السفر لمصر وينجح فى علاجها أحد الرهبان، يبدى صاحبه فى السفر دهشته متسائلا «كيف لعالم دين أن يستعين براهب لعلاج زوجته»، فيردد الإمام الآية الكريمة: « اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم». موضحا له: «ياصديقى لقد أحل الله لنا طعامهم وأحل لهم طعامنا فما بالك بالدواء، ثم يردد الآية القرآنية «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانًا وأنهم لا يستكبرون»، وتتواصل رسائل الإمام فى كثير من قضايانا الحياتية، ففى مبدأ المشاورة ينصح تلاميذه «لا تشاور جاهلًا ولا عالمًا غير أمين». اختيار الفنان خالد النبوى لتجسيد شخصية الإمام الشافعى جاء موفقًا تمامًا فقد بدا متيمًا بها، متوحدا معها ، وقد تلبسته روح الإمام بكل ما تحمله من تأمل وتدين وشاعرية، وتوافر للمسلسل فريق عمل متميز بقيادة المخرج السورى «الليث حجو» الذى يبرع هذا الموسم فى عمل آخر مهم خارج سوريا وهو المسلسل السعودى التاريخى «سفر برلك» الذى يعد أحد الأعمال البارزة فى الدراما العربية هذا الموسم . ورغم مشاركة سبعة مؤلفين من مصر وسوريا فى كتابة المسلسل بإشراف السينارست مريم نعوم فى البداية، ثم الكاتب محمد هشام عبية، وخضوع العمل لمراجعة تاريخية ودينية بعدما استعانت الشركة المنتجة بمراجع تاريخى يلازم فريق العمل فى موقع التصوير، كما راجع الحلقات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ورغم ذلك لم يفلت المسلسل من أخطاء، وحسنًا فعلت الشركة المنتجة «ميديا هب» بإضافة تنويه فى مقدمة من أن العمل يعد «رؤية درامية مستوحاة من أحداث حقيقية» بعد أزمة نسب أشعار للإمام ليست له فى الحقيقة، وإنما تعود للشاعر السورى حذيفة العرجي.
