محمد مجلى «هان عليه الضنا»، فقسى قلبه وساقه شيطانه وانحرف عن رشده فأخرج سهام الموت غير مباليًا ووجهها إلى أقرب الناس إلى قلبه وأسكن أجسادهم الرصاص منهيًا حياتهم، معتقدًا أن فى ذلك انتقام كاف لما فشل فيه بعدم قدرته على إقناع الزوجة بالعودة إلى أحضانه وإذابة خلافات زوجية دبت بينهما؛ فأخرج سلاحه وصوب 30 طلقة نارية سكنت قلوب أغلى الناس؛ فأنهت حياة 7 أفراد من أسرة واحدة من بينهم 3 أطفال من أبنائه أعمارهم تتراوح بين سنتين وحتى 6 سنوات إلى جانب الزوجة التى تلقت عددا كبيرًا من الطلقات ووالدها ووالدتها وشقيقها في الواقعة التي وصفها أبناء عروس البحر الأبيض المتوسط بمذبحة الإسكندرية. في الوقت الذي عزمت فيه «نورهان» الزوجة الضحية على تنفيذ رغبتها بالانفصال عن زوجها بعد 9 سنوات من الزواج المستمر وبعد غضبها فى منزل والدها، الكائن بمنطقة أبو سليمان شرق الإسكندرية، رفقة 3 من أبنائها صغار السن، لمدة 15 سنة، وأبلغت كل من توسط لإتمام الصلح أنها لن تعود إلى الزوج المتهم ويدعى ي.ع، 40 سنة، فتقرر عقد جلسة يلتزم فيها الزوج بإحضار المأذون لإتمام عملية الطلاق وتم الاتفاق على يوم النصف من شعبان عقب صلاة العشاء بحضور الطرفين والزوجين وأقارب الزوجين، إلا أن الزوج فاجأهم بالحضور مبكرًا مع رفع أذان صلاة المغرب وطالب بعقد جلسة مع زوجته لإقناعها بالعودة اليه وإتمام الصلح. هخلعك جاءت الجلسة التي كانت بداخل منزل والد الزوجة بحضور والدها ووالدتها وشقيقها وأبنائهم الأربعة الذين كانوا يستعدون لتناول وجبة الإفطار، إذ أن أفراد الأسرة كانوا صائمين، جلس الزوجان يتبادلان أطراف الحديث، حاول الزوج إقناع زوجته بالعودة إلى منزلها وعدم الإصرار على انهاء العلاقة بينهما إلا أن الزوجة طالبته بإتمام الطلاق وعدم رغبتها فى العودة إليه مرة أخرى وطالبته بتنفيذ الطلاق فرفض وأكد أنه لن يقوم بتطليقها فأجابته: «هخلعك». وتطور النقاش بين الزوجين إلى حد المشادة الكلامية اذ رفض الزوج تأكيد زوجته له بخلعه إذا لم يتم توقيع الطلاق الامر الذي جعل الزوج يوجه لها تهديدًا شديد اللهجة ردًا على عبارة «هخلعك» قائلًا لها: «قبل ما تخلعينى هكون قتلتك»، وهنا تدخل والد الزوجة ووجه له لومًا شديدًا:»تقتل مين انت متقدرش تقتل فرخة»، فاستأذن الزوج لدخول غرفة دورة المياه. الزوجة كاتم صوت لحظات شيطانية تملكت الزوج وعقب خروجه من دورة المياه توجه إلى زوجته مشهرًا مسدسًا كان بحوزته بعد أن وضع كاتمًا للصوت حتى لا ينتبه الجيران لصوت الرصاص وينكشف أمره، وأطلق على زوجته عدة طلقات فى الرأس فأرداها قتيلة فى الحال، وعقب اطلاق الزوج طلقات من الرصاص على الزوجة، حاول والد الزوجة انقاذ ابنته وتوجه لإيقاف جنون الزوج؛ فأطلق الرصاص عليه ثم ضرب والدتها بالنار وشقيق الزوجة قبل أن يوجه مسدسه صوب أبنائه الأربعة فبلغت عدد الطلقات التي وجهها في وجه أبنائه وأسرة زوجته نحو 30 طلقة سكنت قلوب أقرب الأقربين إلى قلبه. وفي الوقت الذي سمع فيه الجيران استغاثات وصرخات من منزل صاحب الشقة مخلوطة ما بين صوت نسائي وصرخات الأطفال الأربعة وصوت الأب ونجله قبل وفاتهم، ولم يرق قلب المتهم لأبنائه فراح يصوب رصاص مسدسه في قلوب ابنائه على التوالي ويسقطهم قتلى شخص تلو الآخر حتى قضى عليهم. حيلة ذكية في الوقت الذي اعتقد فيه الزوج انه نفذ جريمته وقتل كل من تواجد فى شقة حماه وبلغ عددهم 7 أشخاص فكان الطفل ياسين البالغ من العمر 8 سنوات، أكبر أبناء الزوج المتهم وزوجته الضحية والذي كان يبيت لدى والده ليلة ارتكاب الحادث وحضر برفقته لمشاهدة والدته وأشقائه، فكان على قيد الحياة بعد أن تظاهر بأنه توفى. «الحقينا يا خالتو بابا بيموتنا» بهذه العبارة تمكن ياسين من الخروج من الشقة وأجرى اتصالاً بخالته على الرغم من تلقيه 4 رصاصات فى القدم والصدر والظهر، ظل الصغير يجري وشاهده الجيران الذين سارعوا بالتوجه إليه وحملوه وتوجهوا به إلى احدى المستشفيات الخاصة والقريبة من موقع الحادث لإنقاذ حياته، بينما سارع فريق آخر إلى الشقة لمعرفة ما يحدث وفوجئوا بوجود 7 قتلى فى الأرض بمختلف غرف الشقة والصالة غارقين فى الدماء. لاحظ المتهم تجمع الأهالي وصعودهم إلى الشقة؛ فصعد اعلى العقار وراح يقفز من منزل لآخر عن طريق الأسطح حتى غاب عن الأنظار وتمكن من الهروب إلى أن تمكنت الأجهزة الامنية من ضبطه واقتياده إلى قسم ثانِ شرطة الرمل، واعترف بارتكاب جريمته وقتله 7 من أفراد أسرته وهم 3 من أبنائه وزوجته ووالد زوجته ووالدتها وشقيقها وسط حالة من الانهيار الشديد. 7 نعوش تلقى اللواء خالد البروي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية إخطارًا من قسم ثانِ شرطة الرمل، يفيد بورود بلاغ من الاهالي بوقوع جريمة قتل بمنطقة المحروسة المتفرع من شارع الترعة المردومة بمنطقة أبو سليمان غربي محافظة الإسكندرية والقبض على المتهم واعترافه بارتكاب الواقعة. على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية رفقة ضباط مباحث القسم ومسؤولي وقيادات مديرية أمن الإسكندرية وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، تم العثور على 7 جثامين قتلى منهم اثنين بالصالة واثنين بالمطبخ والأطفال الثلاثة بغرفة النوم من بينهم طفلين على السرير والثالث ملقى على الأرض وجميعهم غارقين فى الدماء. وتبين أن الجثامين لكل من «نورهان.م.ال»، زوجة المتهم القاتل، و»محمد.ال.ح.ع»، والد الزوجة، و»سماح.س.إ» والدة الزوجة و»أحمد.م.ال» صهر الزوج وشقيق الزوجة، وابنائها كلًا من «آسر.ي.ع»، و»آسير.ي.ع» و «وعد. ي .ع»، بالإضافة إلى الابن الرابع الناجي الوحيد من الحادث ويدعى «ياسين.ي.ع» مصاب، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. وانتقل فريق من خبراء المباحث الجنائية إلى موقع الحادث بالشقة محل الواقعة وتم إجراء المعاينة،ونقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى سموحة الجامعي «الأميري» لأربعة من المتوفين كبار السن والأطفال الثلاثة بمشرحة مستشفى أبوقير العام، وجرى تحرير محضر بالواقعة والعرض على النيابة. أجريت التحقيقات تحت إشراف تحت إشراف المستشار محمد عبد السلام أمين، المحامى العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، والمستشار محمود عوف المحامى العام لنيابات المنتزه، وقررت جبس المتهم، اذ انتقل فريق من النيابة العامة، إلى مسرح الجريمة ومناظرة جثث الضحايا، وتم جمع 30 فارغ طلقات بموقع الحادث في كل من الصالة وغرفة النوم والمطبخ وتبين وجود آثار طلقات نارية ببعض الحوائط وأثاث الشقة محل الواقعة. قالت شقيقة الزوجة المتوفاة؛ أنها فوجئت ببركة من الدماء غارق فيها الأطفال وشقيقيها والأطفال. أصدرت النيابة العامة قرارًا بالتصريح بدفن المتوفين السبعة بعد ورود تقرير الطب الشرعي وتسلمت الأسرة الجثامين وجرى الصلاة عليهم بمسجد أبوسليمان الكبير بحضور العشرات من الأقارب والجيران والمعارف، قبل أن يتوجه المشيعون لدفن الجثامين إلى مثواهم الأخير بعد منتصف الليل بمقابر الأسرة ب «أبو النور» بمنطقة الظاهرية بشرق الإسكندرية. نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 16/3/2023 اقرأ أيضأ : حبس مسجل خطر لقيامه بسرقة الهواتف المحمولة بعابدين