فلسطين.. ورسائل قمة القاهرة

فى الصميم

نرجو أن تصل الرسالة واضحة من قمة القاهرة الثلاثية بين مصر وفلسطين والأردن أول أمس والتى عقدت فى ظروف يعرف العالم كله مدى خطورتها بعد التطورات الأخيرة التى جاءت باليمين المتطرف لحكم إسرائيل، ولتجعل من الموضوعين على قوائم الإرهاب الدولى مسئولين عن دعم الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية وعن تأمين الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى قدسنا العربية!!
القمة الثلاثية بالقاهرة تقول بوضوح إن السلطة الفلسطينية ليست وحدها فى مواجهة هذه الهجمة الفاشية من اليمين العنصرى الإسرائيلى.
وإن شعب فلسطين سيجد - كما كان الأمر دائماً- كل الدعم والمساندة فى معركته المشروعة من أجل نيل حقوقه وإقامة دولته واسترداد قدسه الأسيرة.
إن ما تفعله عصابات اليمين التى أصبحت تحكم فى إسرائيل لا يهدد بتفجير الأوضاع مع شعب فلسطين، وإنما يهدد أمن واستقرار المنطقة كلها وإذا كانت الأطماع الصهيونية تتوهم أن قضية فلسطين يمكن أن تتراجع عن كونها القضية المركزية للوطن العربى كله..
فإن عليها أن تراجع حساباتها. فاللعبة مكشوفة، والوعى كامل بأن الخطر يتجاوز حدود فلسطين، وأن الأطماع الصهيونية لن تتوقف، وأن الهدايا «المجانية!!» التى تلقتها من أطراف عربية راهنت على أن تجنح إسرائيل للسلام لم تنجح إلا فى صعود أمثال «بن غفير» ليقتحموا الأقصى ويحكموا الضفة ويواصلوا تفجير الموقف حتى خرج عشرات الآلاف من الإسرائيليين أنفسهم يعلنون الوقوف ضد فاشية تهددهم بالحرب الأهلية وتضع مستقبلهم رهينة عند اليمين الفاشى!!
القمة الثلاثية ألقت على المواقف الثابتة فى دعم الحق الفلسطينى. والبيان الختامى كان رسالة واضحة ترفض كل الممارسات الفاشية لليمين الإسرائيلى الحاكم، وتطلب من المجتمع الدولى أن يتحمل مسئولياته قبل أن ينفجر الموقف، وقبل أن ينجح اليمين الفاشى بإسرائيل فى سلك الطرق التى تحميها الشرعية الدولية لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس.
رسائل قمة القاهرة واضحة وحاسمة.. هل تفهم إسرائيل؟ وهل يتحرك المجتمع الدولى أم يترك مصير المنطقة فى يد مهاويس مثل «بن غفير» لا يتورعون عن إثارة حرب دينية لا يعلم مداها إلا الله؟