شوقي حامد يكتب: المهارة التخصصية

يتصور البعض أن ارتفاع معدل الأهداف فى مباريات الدورى الممتاز حتى الآن وبلوغه لهدفين فى كل مباراة يرجع إلى قوة وخطورة الهجمات ومهارة وموهبة المهاجمين وهو تصور فيه نسبة كبيرة من الواقع ونصيب وافر من الصواب.. لكنه أيضاً وبالمقابل يعكس ضحالة وتفكك الدفاعات وسذاجة وسطحية المدافعين.. فضلاً عن تواضع مستوى حراس المرمى بدرجة كبيرة وهو ما يشكل أزمة للكرة المصرية بوجه عام.. فالمهارة التخصصية التى يحتاجها المنتخب الوطنى فى مراكزه المختلفة ليست متوافرة بالدرجة المطلوبة.. لا يوجد مثلاً مهاجم سوبر يتمكن من اقتناص اشباه الفرص وتحويلها إلى أهداف ولولا تألق وتعملق محمد صلاح وقيامه بدور رأس الحربة الصريح الذى لا يؤديه مع ناديه ليفربول لاشتكى المدير الفنى البرتغالى فيتوريا من ندرة توافر هذه النوعية.. ولعل شكوي السويسري كولر والبرتغالي فيراير من عدم وجود هذه المهارة بالاهلى والزمالك تشير بوضوح الى هذه الأزمة مع أن الأول لديه ثلاثة مهاجمين يحمل بعضهم الشارة الدولية هم محمد شريف وحسام حسن وشادى حسين.. والثانى لديه أفضل لاعبى مصر المحليين وهو محمد سيد زيزو.. وإذا كانت أكبر الجهات الكروية وهى المنتخب والأهلى والزمالك تعانى من عدم توافر عناصر لديها مواهب ومهارات تخصصية كافية لتحقيق التوازن الفنى المطلوب.. فما بالك بالأندية الأخرى التى لا تستطيع تدبير وتوفير أية موارد مالية لتحسين أوضاعها والارتقاء بأحوالها.. ولعلى أناشد مجلس إدارة اتحاد الكرة الموقر بسرعة البحث والفحص والغوص فى مثل هذه المشاكل الفنية والسعى لإيجاد أنسب وأفضل الحلول العلمية حتى لا تظل كرتنا المظلومة والمقهورة تعانى من ويلات التخلف والتردى والترهل ويكفينا ما عانيناه من آلام وأسقام ونحن غائبون عن المشاركة فى مونديال الدوحة الأخير.