ريشة عبير دياب تداعب الطبيعة في «دهشور»

كتب: هاجر علاء عبدالوهاب
يتفاعل الفنان مع مفردات الطبيعة من حوله التى تحمل فى طياتها إيقاعًا رائعًا يتناغم بين الشكل والمضمون، وهذا ما نجده متحققًا بوضوح فى معرض الفنانة التشكيلية عبير دياب، المقام تحت عنوان «دهشور.. حوار مع الطبيعة»، وتستضيفه حاليًا قاعة «الباب سليم» بساحة دار الأوبرا، ويستمر حتى نهاية العام.
ودهشور هى منطقة ريفية تقع فى أحضان محافظة الجيزة، وتمتاز بتفرد وخصوصية شديدة جعلتها مجالاً خصباً لاستلهام الأفكار وإنتاج أعمال فنية معاصرة، فدائمًا ما تكون البيئة مصدر إلهام ومحور انتباه وتأمل الفنان، فيهرول إلى مرسمه ويبدأ فى مداعبة الطبيعة بفرشاته وألوانه.
اقرأ أيضًا فنان تشكيلي: الرسم من خلال الذكاء الاصطناعي لا يعد إبداعا
ومن داخل الأعمال الفنية يدور حوار شائق بين الطبيعة الساحرة والفن التشكيلى والعلاقة الأصيلة بينهما على مر العصور، وتأتي الفنانة عبير بتجربتها التصويرية الأولى المستلهمة من مشاهد بالذاكرة، لتثبت أنها فنانة أسيرة مخيلتها الإبداعية التى تستلهم الواقع وتعيد صياغته، تضيف عليه وتحذف منه وتعيد تشكيل تكويناته وألوانه وخطوطه لتخرجها فى النهاية رؤية جديدة لمشهد راسخ أصيل يعكس وجدانها وعقلها ومكتسباتها وأفكارها وتجاربها وتقنياتها ومنهجية أدائها، لتصيغها وتظهرها فى شكل قيم تعبيرية وجمالية تعكس ما تمتاز به دهشور من تفرد وخصوصية، ويظهر ذلك فى استخدامها لألوان الأكريليك بضربات الفرشاة القوية الجريئة، متأثرة ب«المدرسة الوحشية»، فتبدو اللوحة كأنها سيمفونية مشاعر وذكريات متدفقة فى عمل فنى بديع.
وفى هذا العرض تؤكد عبير دياب، أن البيئة ستظل مصدر إلهام للفنان على مر العصور، كما يظل خلال رحلته أسيرًا لمواطن الإلهام من حوله، تؤثر فيه ولا يستطيع أن يفارقها، فما إن يبتعد عنها حتى يعود إليها، وتقول إن من هذه المواطن «دهشور» بطبيعتها الملهمة التى أقف أمام جمالها شاردة، حالمة، متأملة، سارحة فى اللامحدود، أتحاور معها فتباغتنى بالجمال البكر فأبدلها بعصف الخيال فترد بمشهد لم أكتشفه فى زاوية أو ركن بعيد، حتى فى بيتى هناك كان لدهشور بصمة وشغف منسوج بالفطرة، امتلأتُ به فأخذته كله وألقيته على نسيج توالى وبعثرته بفرشاتى وألوانى لأخرج أول وأحدث أعمالى «دهشور حوار مع الطبيعة».